كلينتون سعت إلى الإيقاع بأوباما في مصيدة «معاداة السامية» في مناظرة حادة قبل انتخابات حاسمة

هيلاري ترددت حول اسم خليفة بوتين فأجابت اخيرا «ميدفيديف..أي شيء»

اوباما وهيلاري في آخر مناظرة بينهما قبل انتخابات أوهايو (رويترز)
TT

تطرق المرشحان الديمقراطيان باراك اوباما وهيلاري كيلنتون لاول مرة من خلال مناظرة تلفزيونية لموقفهما من اسرائيل، وذلك بعد ان طرحت على اوباما مسألة اعلان لويس فرقان زعيم «أمة الإسلام» وهو ناشط من الاميركيين الافارقة مناهض لليهود، تأييده له. وتبادل اوباما وهيلاري عبارات حادة في آخر مناظرة لهما قبل انتخابات ستجري يوم الثلاثاء المقبل في اربع ولايات من أهمها تكساس واوهايو، وأفادت استطلاعات الرأي ان التنافس بينهما سيكون حاداً في الولايتين.

وتطرق المرشحان لأوضاع الشرق الاوسط خاصة موضوع الانسحاب من العراق، وأمن اسرئيل، والعلاقة مع اليهود، وحاولت هيلاري ان تستفز اوباما بالنسبة لموضوع اسرائيل، حيث قالت إنه «لم يرفض المعادين للساميين بل اكتفى فقط بإدانتهم». وكان اوباما متحفظاً الى حد ما ولم يرد الانجرار في مشاعر متعاطفة لكنه بالمقابل لم يكن يريد استعداء اللوبي اليهودي المتنفذ في البلاد، وقال اوباما حول تأييد فرقان له والذي ينتمي مثله الى ولاية إلينوي «لا يمكنك ان تمنع شخصاً من أن يقول إنك رجل جيد»، واضاف «لكنني لا اقبل تأييداً من شخص معاد للسامية» وشدد على أنه يدعم أمن اسرائيل وتعزيز الروابط مع اليهود في الولايات المتحدة. وقال إن فرقان «يطلق تصريحات متكررة معادية لاسرائيل ولليهود وهي غير مقبولة وانا ادينها» واضاف «كنت واضحا في استنكاري لتصريحاته المعادية للسامية، وسبب ذلك لانني اعتبر نفسي صديقا لاسرائيل التي يمكن وصفها بانها أحد اهم حلفائنا في الشرق الاوسط، واعتقد ان امن اسرائيل يبقى شيئاً غير قابل للنقاش». ومن جهتها، قالت هيلاري كلينتون انها اتخذت موقفا مبدئيا من احد الاحزاب خلال انتخابات مجلس الشيوخ في ولاية نيويورك عام 2000، مشيرة الى ان ذلك الحزب كان يقع في قبضة اشخاص «معادين للسامية ولاسرائيل». واضافت «يبدو ان علي دفع الثمن لانني تصرفت بهذا الشكل لكنني لا اقبل ان يرتبط اسمي بمجموعات تعتمد خطابا عنيفا وغير صحيح ومليء بالاتهامات غير الصحيحة لاسرائيل وافراد ومجموعات اليهود الذين يسكنون الولايات المتحدة». واضافت كلينتون في محاولة لاستفزاز اوباما بشأن تصريحات فرقان وقالت انه «كان الاجدر به ان يرفضها بكيفية واضحة». وطلب اوباما الكلمة ليقول متهكماً «لم يكن هناك اي عرض رسمي من طرف فرقان لكي يتم رفضه بشكل قاطع، ولكن اذا كانت كلينتون ترى ان الرفض اقوى من الادانة فانني أدين وارفض بشكل قاطع». واعلن المرشحان انهما سيسحبان القوات الاميركية من العراق، وقالت هيلاري إن ذلك سيحدث خلال 60 يوماً، بيد ان اوباما قال «اذا طلبت الحكومة العراقية الانسحاب الفوري فيجب ان نفعل ذلك». وشككت كلينتون بقدرات خصمها في مستوى «القيادة العامة» للجيش الاميركي، وأكدت «الصيف الماضي هدد اوباما بقصف باكستان ولا اعتقد ان ذلك كان قرار حكيما» الامر الذي احتج عليه اوباما.

واضافت «انا غير موافقة على عرضه مقابلة بعض اسوأ المستبدين في العالم دون شروط مسبقة»، وقالت «اذا ما توجب علي مواجهة جون ماكين المرشح الجمهوري المحتمل، فان حججي سيكون لها وزن اكبر».

وأكد اوباما «بشأن اهم قرار في السياسة الخارجية في السنوات الاخيرة وهو الذهاب او عدم الذهاب الى العراق، قلت بشكل واضح جدا انه ما كان يجب علينا الدخول في هذه الحرب»، واضاف «في المواضيع الحساسة، حكمي ارفع بكثير من حكم كلينتون او ماكين».

وتابع ان «السيدة كلينتون قالت انها ستكون مستعدة (لممارسة السلطة) من اليوم الاول (في البيت الابيض) لكن الوقائع اثبتت انها ستكون مستعدة للخضوع لجورج بوش من اليوم الاول في قضية حساسة»، ملمحا بذلك الى تأييد هيلاري كلينتون في 2002 لشن الحرب على العراق.

ولم تنجح هيلاري تماما في اختبار المعلومات العامة، اذ ان كلينتون التي شككت كثيرا في خبرة أوباما في السياسة الخارجية سئلت عن اسم الخليفة المرجح لفلاديمير بوتين الرئيس الروسي فتلعثمت في اسم ديمتري ميدفيديف ثم نطقته صحيحا في آخر المطاف قائلة «ميدفيديف.. أي شيء».

وتبادل المرشحان ايضا الاتهامات بخصوص الشؤون الداخلية الاميركية في مناظرة تميزت عن سابقاتها بلهجة حادة إذ قالت كلينتون «يجب ان تكون المناظرة جيدة.. تستخدم معلومات دقيقة لا معلومات كاذبة ومضللة لا تتمتع بالمصداقية خاصة حين تكون متعلقة بأشياء مهمة مثل ما اذا كنا سنوفر رعاية صحية ذات نوعية جيدة للكل».

ورد أوباما بدوره ان كلينتون أساءت مرارا عرض خطته للرعاية الصحية التي يقول منتقدون انها قد تترك 15 مليون أميركي من دون تأمين. وقال أوباما انه حريص على خفض تكلفة الرعاية الصحية وان انتقادات كلينتون أصبحت نمطا متكررا.

وأضاف «السناتور كلينتون ترسل دوما كل ما هو سلبي عنا بالبريد الالكتروني واللافتات والاعلانات التلفزيونية والنداءات الاذاعية ونحن لم نتبرم من ذلك لاني أتفهم طبيعة هذه الحملات. لكن ان توحي بأن ما نرسله بالبريد يختلف بشكل ما عن التوجهات التي اتخذتها السناتور كلينتون طوال هذه الحملة فهذا ببساطة كما اعتقد غير دقيق».

وخلال المناظرة، وجهت هيلاري سهام انتقاداتها الى الإعلام، إذ شكت من توجيه السؤال لها أولا أكثر من أوباما مما يعطيه فرصة التعقيب والرد عليها، وكررت اتهامات سابقة بأنه يلقى معاملة تفضيلية من وسائل الاعلام. وقالت ساخرة «اذا شاهدتم ليلة السبت على الهواء ربما كان ما ينقص هو ان نسأل باراك ما اذا كان مستريحا في جلسته ام انه يحتاج الى مزيد من الوسائد. كل ما في الامر أنني مندهشة من توجيه السؤال الاول لي دوما في كل هذه القضايا».