وزير الخارجية الإثيوبي يبحث التطورات الأمنية في الصومال مع يوسف وعدي

الجامعة العربية تنفي تراجع دورها لتسوية الأزمة.. وحركة الشباب تهاجم القوات الإثيوبية بمقديشو وتهدد بغزو بيداوة

TT

في الوقت الذي كان يجري فيه سيوم سيفين وزير الخارجية الإثيوبي محادثات مفاجئة في مدنية بيداوة الجنوبية مع الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس حكومته العقيد نور حسن حسين (عدى) حول تطورات الموقف الأمني والعسكري في البلاد، أعلنت المقاومة الصومالية أمس أن عناصرها شنت هجوما بقنابل يدوية على القوات الإثيوبية في منطقة توفيق شمال مقديشو، وهددت بشن هجوم واسع النطاق على بيداوة.

في غضون ذلك قالت الجامعة العربية أنها مستعدة لبذل كل الجهود المطلوبة لتعزيز فرص المصالحة الوطنية في الصومال وإنهاء الحرب الأهلية الطاحنة المستمرة هناك منذ عام 1991.

وأبلغ سمير حسني مسؤول ملف الصومال لدى الجامعة «الشرق الأوسط» أنها سترسل وفداً برئاسته إلى الصومال قريبا لعقد محادثات مع مسؤولي السلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالى عبد الله يوسف. ولفت إلى أن موعد هذه الزيارة سيتحدد في ضوء الاتصالات المستمرة مع الحكومة الصومالية، نافيا تراجع دور الجامعة في ما يتعلق بالمساعي الرامية لإيجاد تسوية سلمية وسياسية للأزمة الصومالية.

وتأتي زيارة وزير الخارجية الإثيوبية لمعقل السلطة الانتقالية في بيداوة في وقت هدد فيه الشيخ مختار روبو (أبو منصور) الناطق الرسمي باسم حركة الشباب المجاهدين المناوئة للسلطة وللتواجد العسكري الأجنبي بشن هجوم واسع النطاق على المدينة التي يتخذها الرئيس الصومالي وحكومته مقرا لهم منذ عام 2004.

وقال مسؤول صومالي بارز في بيداوة لـ«الشرق الأوسط» إن حكومته لا يساورها أي قلق بالنسبة لإمكانية تصدي قواتها العسكرية بالتعاون مع الجيش الإثيوبي لأي هجوم من هذا النوع. وأعلنت المقاومة الصومالية عبر موقعها الالكتروني الرسمي (القادسية) أن «قوات الاحتلال الإثيوبي في مدينة طوسمريب وسط الصومال انسحبت منها أول من أمس وتوجهت نحو الحدود الإثيوبية الصومالية».

وكانت إثيوبيا قد دعت الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي إلى تجديد الجهود لتقديم دعم شامل وتعاون للحكومة الصومالية بهدف تحسين الوضع الأمني في هذه الدولة الواقعة في القرن الأفريقي.

وذكرت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان أمس أنه تم خلق البيئة الإيجابية في الصومال لكي يعزز المجتمع الدولي دعمه للمؤسسات المحلية التي تنشط لضمان السلام والاستقرار. ولفت البيان إلى أن الحكومة الصومالية التي شكلت أخيرا أصبحت جاهزة للعمل وفقا للميثاق الانتقالي، معتبرا أن الخطوات التي اتخذتها الحكومة للقيام بواجباتها ومسؤولياتها إضافة إلى دفاعها عن البلاد في مواجهة العناصر المعادية للسلام تعتبر مشجعة وواعدة».

وأكدت الخارجية الإثيوبية أن الصوماليين يساهمون الآن في دعم الحكومة في جهودها لإعادة السلام والاستقرار، مشيرة إلى أن زعماء العشائر وممثلي الشعب يتقاسمون الأفكار من خلال عقد اجتماعات ومناقشات مع الأجهزة التنفيذية للحكومة حول وسائل ضمان السلام الدائم في البلاد وحث الصوماليين على المحافظة على وحدتهم الوطنية وجهود تحقيق المصالحة.

وحثت إثيوبيا الحكومة الصومالية على الاستمرار في العمل بتعاون وثيق مع زعماء العشائر وممثلي الشعب، كما تعهدت باستمرار دعمها لجميع الأطراف المرتبطة بها.

وأوضحت الخارجية الإثيوبية في بيانها أنه يجب على الحكومة الصومالية خلق البيئة الإيجابية لتمكين الأجهزة التنفيذية من القيام بمسؤولياتها. يشار إلى أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرر الأسبوع الماضي تمديد تفويض قوة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال (أميسوم) لفترة ستة أشهر إضافية، محذرا من أن الوضع على الأرض يستمر في تشكيل تهديد للسلام والأمن هناك. كما حث المجلس الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي على المساهمة بقوات في هذه البعثة.