الحكومة الهولندية تحذر زعيم اليمين المتطرف من عواقب فيلم يهاجم الإسلام

TT

استدعت الحكومة الهولندية، نائب اليمين المتطرف، خيرت ويلدرز، 44 عاما، بسبب قلقِهَا من العواقب التي قد يسببها فيلم مناهض للإسلام.

وقال ويلدرز للصحافة الهولندية بعد اجتماع مع وزيري الخارجية ماكسيم فيرهاغن والعدل ارنست هيرش بالين «لقد كانت ساعة ترهيب فعلية». لكنه اكد «تصميمه» على بث الفيلم الذي يعمل عليه منذ خريف 2007.

واعلنت وزارة العدل الهولندية ان المحادثات تناولت العواقب القانونية المحتملة التي قد تترتب اذا اعتبر فيلمه مسيئا للاسلام او يتضمن تحريضا على العنف، والعواقب السياسية والاقتصادية على هولندا والتهديدات التي قد تطال المؤسسات الهولندية في الخارج بحسب الوزارة.

وهذه هي المرة الثانية التي تستدعي فيها الحكومة ويلدرز، والاولى كانت في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد اعلانه عن مشروعه.

وسبق أن اختار زعيم اليمين المتطرف ويلدرز اسم «فتنة» ليكون عنوانا لفيلمه الذي ينوي عرضه في مارس (آذار) المقبل، ويستغرق 15 دقيقة ويهاجم فيه الاسلام. وحسب ما ذكر اليميني المتشدد وزعيم حزب الحرية في تصريحات سابقة. فان العرب والمسلمين يعلمون جيدا معنى الكلمة التي اختارها عنوانا للفيلم.

ويرأس ويلدرز الحزب من اجل الحرية ولديه 9 نواب من اصل 150، وكان قد أثار جدلا بدعوة البرلمان الى حظر القرآن.

وكتبت سيناريو الفيلم النائبة الهولندية السابقة، من أصل صومالي أيان هيرسي علي، الزميلة السابقة لويلدرز في الحزب الليبرالي، والتي تعيش ايضا تحت حماية الشرطة. وقالت صحيفة «تليغراف» الهولندية إن موقعاً على الإنترنت لـ«القاعدة» حرض ضد السياسي الهولندي.

ووجه المنسق الوطني الهولندي لمكافحة الارهاب، جوسترا تايبيه، تحذيراً لزعيم اليمين المتطرف بأنه ربما يواجه احتمالية ضرورة الاختفاء عن الانظار لفترة من الوقت او مغادرة البلاد في أعقاب عرض الفيلم. ونشرت وسائل الاعلام الهولندية مقتطفات من الحوار الذي دار بين المسؤول الامني وزعيم اليمين المتشدد. وكانت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق المغاربة في هولندا، قد عقدت اجتماعاً في مدينة لايدن الهولندية، لدراسة الاستراتيجية الممكن اتباعها في مواجهة الخطر الذي يتهدد المغاربة والمسلمين، عبر قرار زعيم حزب الحرية المتطرف ويلدرز، الذي ينوي عرض فيلم مستفز عن الإسلام.

ودعا رئيس الوزراء الهولندي، بيتر بالكينيند في مؤتمر صحافي بلاهاي، إلى ضبط النفس بشأن هذا الفيلم، وقال: «هولندا لديها تقليد حرية التعبير والدين والمعتقدات، لكن لديها أيضا تقليد الاحترام والتسامح والمسؤولية». وأكد أن النقاش الحر المفتوح والاحترام المتبادل يستندان إلي هذين التقليدين، وستلتزم الحكومة بهما وتدعو الجميع لذلك. وأمام توقع محطة «تروس» التلفزيونية الحكومية قرب موعد عرض الفيلم، تظاهر بعض المعارضين في أمستردام. وأعرب البعض عن استيائهم. وأعرب رجال أعمال هولنديون عن قلقهم. وأفادت وسائل الإعلام بأن الحكومة أعدت خطة لإخلاء سفاراتها وإجلاء مواطنيها من الشرق الأوسط، خوفاً من تكرار قضية الرسومات التي نشرتها صحيفة دنماركية عام 2005.