المغرب: الإدعاء العام يحيل 35 من أعضاء خلية «بلعيرج» على قاضي التحقيق

وفد أمني بلجيكي يصل إلى الرباط في بداية الأسبوع المقبل

أعضاء خلية بلعيرج لدى وصولهم إلى المحكمة أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

بينما أحال الادعاء العام بمحكمة الاستئناف بالرباط، أمس، خلية «بلعيرج» التي تضم 35 شخصا، على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بسلا، قال خالد الناصري، وزير الاتصال (الاعلام) المغربي، إن اللجان النيابية المختصة بمجلسي البرلمان، ستعقد قريباً اجتماعا لدراسة مستجدات تفكيك الخلية الارهابية، موضحا أن الحكومة هي التي تقدمت الى البرلمان بطلب عقد هذا الاجتماع، لتنوير ممثلي الأمة، ومن خلالهم الرأي العام المغربي.

وأحالت الشرطة القضائية المعتقلين على الادعاء العام بمحكمة الاستئناف بالرباط، في الساعة 9 و45 دقيقة من صباح امس، حيث تم الاستماع اليهم، كل واحد على حدة. وحضر دفاع المتهمين، الذي فضل عدم التصريح للصحافة بأية معلومات الى حين استكمال الاستماع إليهم، كما حضرت أسر المتهمين، وبدت الشوارع المؤدية للمحكمة مطوقة بجميع عناصر أجهزة الامن.

وأخفى المتهمون وجوههم عن كاميرات المصورين، وكان أول من نزل من سيارة الأمن، المصطفى المعتصم، امين عام الحزب المحلول «البديل الحضاري»، وتبعه محمد أمين الركالة، الناطق الرسمي باسم ذات الحزب، ومحمد المراوني، أمين عام حزب «الحركة من أجل الامة» غير المعترف به رسمياً، والعبادلة ماء العينين، عضو حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعارض، وحميد نجيبي، عضو الحزب الاشتراكي الموحد المعارض، وعبد الحفيظ السريتي، مراسل فضائية «المنار» اللبنانية.

من جهة أخرى، سيحل وفد من المحققين الأمنيين البلجيكيين بالمغرب، في بداية الاسبوع المقبل، للاطلاع على ملف التحقيقات الامنية والقضائية التي أجريت مع خلية «بلعيرج»، وتبادل المعلومات مع نظرائهم المغاربة للتدقيق في العلاقة القائمة بين هذه الخلية والاغتيالات التي جرت في بلجيكا بين 1986 و1989، والمافيات المختصة في سرقة المصارف، وتزوير الوثائق وسرقة السيارات، والاتجار في المخدرات والأسلحة. وأكد مصدر أمني رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»، أن السلطات الامنية البلجيكية، سبق لها أن استنطقت عبد القادر بلعيرج، على خلفية الاغتيالات التي جرت في بلجيكا، خاصة بشأن مقتل عبد الله الهادي، إمام مسجد بروكسل، بسبب موقفه من قضية سلمان رشدي، وتم إطلاق سراحه لغياب أدلة كافية بشأن تورطه. وأوضح مصدر من وزارة الداخلية المغربية أن بلعيرج التقى أعضاء من الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة عام 2002، بأفغانستان، بعد اللقاء الذي أجراه مع أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة عام 2001، وبحثوا كيفية خوض حرب العصابات بالمدن المغربية.

وأكد المصدر أن بلعيرج زار مراكز تدريب «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، التي غيرت اسمها عام 2005 الى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي»، وتم هناك التنسيق بشأن عملية استقطاب مغاربة للالتحاق بمعسكرات التدريب التابعة للجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة، مضيفا ان تورط قياديين سياسيين، ضمنهم المصطفى المعتصم، أمين عام حزب «البديل الحضاري»، ومحمد أمين الركالة، الناطق الرسمي باسم الحزب، ومحمد المراوني، أمين حزب «الحركة من أجل الأمة»، أمر أكيد، نظراً لأنهم لم يكشفوا لمصالح الأمن عن الاسلحة المخبأة، ودور بلعيرج في ذلك، وأيضا التمويلات المالية التي كانوا يحصلون عليها، إلى غاية فبراير (شباط) الماضي، لتحقيق اهدافهم.