مقتل 29 فلسطينيا منهم 8 أطفال في غزة والضفة خلال 24 ساعة

وزير الأمن الإسرائيلي ينجو بأعجوبة من صاروخ قسام ويصاب حارسه.. وأولمرت يتوعد

فلسطينيون ينتظرون جنازة ماهر أبو الريش في مخيم بلاطة شرق نابلس أمس (أ.ب)
TT

في ظل تواتر المؤشرات على أن المواجهة بين حركة حماس وإسرائيل تقف أمام مفترق طرق، ارتفع عدد ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية على غزة خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة إلى 26 قتيلا، من بينهم 8 أطفال. أما في الضفة الغربية فوصل العدد إلى 3 بعد مقتل فلسطينيين من كتائب شهداء الأقصى في مدينة نابلس، ليبلغ الإجمالي في غضون 24 ساعة 29.

في المقابل نجا وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي افي ديختر من الموت بأعجوبة صباح أمس وأصيب حارسه بجراح في قصف صاروخي بصواريخ القسام لبلدة سديروت صباح أمس. وأدان نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية بشدة المجازر الإسرائيلية، واعتبر أن عمليات القتل والاغتيالات التي طالت الأطفال الرضع، «جرائم حرب، ومذبحة مفتوحة تستهدف الشعب الفلسطيني لا يمكن قبولها مهما كانت الذرائع». وقال إن حكومة إسرائيل ترمي إلى تدمير عملية السلام، ومحاولة فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني من خلال تطبيق الحصار متعدد الأشكال على غزة.

وأوضحت حماس أن تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت باستهداف قيادتها السياسية لا تخيفها. وفي بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قال سامي أبو زهري الناطق بلسان الحركة «سنواجه هذه التهديدات بكل ثبات وصلابة بإذن الله، وأن دماء الأطفال والأبرياء، تفرض علينا أن نواجه هذا الاحتلال والعدوان بكل ما نملك». واعتبر أبو زهري أن تكثيف الاعتداءات الإسرائيلية «ثمرة طبيعية للضوء الأخضر الأميركي والصمت الدولي والتحريض المستمر الذي يمارسه رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) على حماس والمقاومة».

وفي قصف نفذته طائرة استطلاع بدون طيار، استهدفت موقعاً لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس، يقع شرق حي الشجاعية في مدينة غزة، قتل ناشطان من القسام أحدهما حمزة الحية، نجل القائد البارز في الحركة النائب خليل الحية، وأصيب قيادي آخر بجروح بالغة. وذكرت مصادر فلسطينية أن حمزة هو مسؤول الوحدة الصاروخية في الشجاعية، وأصيب بعد إطلاق عدة صواريخ على البلدات الإسرائيلية، كما قتل مساعده جواد طافش، عضو المكتب الإعلامي التابع لكتائب القسام.

يذكر أن ثمانية من أفراد عائلة الحية، بينهم نجل آخر للحية وشقيقان، قتلوا في قصف استهدف ديوان العائلة قبل عام. وبعد ظهر أمس قتل صاروخ أطلقته طائرة استطلاع إسرائيلية قرب محيط مسجد السلام شرق جباليا البلد شمال غزة، 4 أطفال كان يلهون قرب المسجد. وقتلت طائرة استطلاع إسرائيلية أخرى بصاروخ أطلقته على مجموعة من كتائب القسام قرب بلدة بيت حانون، أحد أفراد المجموعة. وبعد ذلك بساعة أطلقت دبابة إسرائيلية نيران مدفعيتها على ضواحي بيت لاهيا، القريبة، وقتلت شخصا وأصابت آخرين. وقتلت اسرائيل اثنين من شرطة حماس عندما قصفت مركزهم القريب من منزل رئيس الوزراء المستقيل اسماعيل هنية في مخيم الشاطئ غرب غزة.

وفي ساعات فجر أول من أمس أطلقت طائرة استطلاع صاروخا على تجمع للمقاومين في الشجاعية أسفر عن مقتل ثلاثة منهم، اثنان من ألوية صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، وناشط من كتائب القسام.

ألقت طائرات إسرائيلية من طراز «اف 16»، الليلة قبل الماضية قنبلة بزنة طن على مقر وزارة الداخلية فدمرته بالكامل وقتلت طفلا رضيعا لا يبلغ العام من عمره بمنزل مجاور مختنقا من الغبار. وبمقتله يرتفع عدد الأطفال الذين قتلوا خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة إلى 8.

ذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أمس أن سعيد صيام القائم بأعمال وزير الداخلية في حكومة هنية يقف على قائمة المطلوبين لإسرائيل بوصفه الشخص الذي يتحكم بالقوة العسكرية لحماس.

وفي نابلس واصل الجيش اعتداءاته فقتل ناشطين من المعفي عنهم، من كتائب شهداء الأقصى، التابعة لحركة فتح، في اشتباكات مسلحة، وصفت بالعنيفة في مخيم بلاطة، شرق نابلس التي يفترض أنها خاضعة أمنيا، لسيطرة السلطة. وجاء الاعتداء الجديد بعد حوالي 24 ساعة من اعتداء مماثل قتل فيه عنصر الكتائب التي أعلنت أنها في حل من التهدئة. ونعت الكتائب ماهر أبو الريش وأحمد النادي، وقالت إن الجيش اعتقل 2 آخرين من المجموعة بعد أن أصيبا بجروح.

واستثنت إسرائيل، أخيرا، 10 من المطلوبين من ضمن 52 منحوا عفوا شاملا قبل أسبوعين وأبلغت السلطة بالأمر، وطلبت إسرائيل أيضا إبعاد 2 منهم، إلا أن السلطة عارضت الفكرة. وفي الوقت الذي أكدت فيه كتائب الأقصى أنها في حل من التهدئة، وتدرس سبل حماية عناصرها الذين أوفوا بالتزاماتهم الأمنية ضمن اتفاق مع السلطة والرد على استهدافهم.

ويعمل الرئيس الفلسطيني، على تثبيت هدنة متبادلة وشاملة، في الضفة والقطاع، كما أعلن صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية. وقال عريقات إن أبو مازن «يحاول بذل كل جهده بهدف تثبيت تهدئة متبادلة وشاملة ومتزامنة في الضفة الغربية وقطاع غزة حتى تعطى عملية السلام الفرصة للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي ينهي الاحتلال».