كيباكي وأودينغا يتفقان على إنهاء الأزمة ويوقعان اتفاقية لتقاسم السلطة

أنان يتوج وساطته بالنجاح ويعلن استحداث رئاسة وزراء يتسلمها زعيم المعارضة

أودينغا وكيباكي يتصافحان بعد توقيع اتفاق تقاسم السلطة، ويبدو انان الى جانبهما يصفق ترحيبا بالاتفاق (أ ف ب)
TT

بعد مفاوضات مضنية استمرت نحو شهرين، تكللت أخيرا وساطة المبعوث الافريقي الى كينيا الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان بالنجاح، ووقع امس الطرفان المتنازعان على اتفاقية لتقاسم السلطة لتنتهي بذلك الازمة التي ضربت كينيا أواخر العام الماضي، وأدت الى أعمال عنف تسببت بمقتل نحو ألف شخص.

ووقع الرئيس مواي كيباكي وزعيم المعارضة رايلا اودينغا على اتفاقية لتشكيل حكومة ائتلافية. وينص الاتفاق على انشاء منصب جديد في كينيا لتعيين رئيس للوزراء، يعتقد ان اودينغا سيتسلمه، ومنصبين لنائبي رئيس الوزراء حسب ما ذكر انان. وبعد توقيع الوثيقة، تصافح المسؤولان وسط التصفيق والتقطت صور لهما.

والى جانب منصب رئيس الوزراء، الذي سعى اليه اودينغا منذ ساهم في انتخاب كيباكي لاول مرة في عام 2002، يوزع الاتفاق مناصب وزارية وفقا لمستوى تمثيل الحزبين السياسيين في البرلمان.

وحصلت الحركة الديمقراطية البرتقالية التي يتزعمها اودينغا على أكبر عدد من مقاعد البرلمان.

وقال أنان ان الحقائب الوزارية ستوزع بنفس الطريقة، وأضاف: «التنازلات كانت ضرورية من اجل بقاء هذه البلاد.. انني اثني على كل من ساهمت جهودهم في جعل هذا الاتفاق ممكنا. لقد ظل مستقبل كينيا نصب اعينهم دائما وتوصلوا الى موقف مشترك من اجل صالح هذه الأمة».

ويشمل الاتفاق ايضا مراجعة كاملة للدستور الذي يبلغ عمره 45 عاما وضغط كثير من الكينيين من اجل تغييره منذ التسعينات لأنه يعطي الرئيس سلطة شاملة تقريبا في كل شؤون البلاد. وقال كيباكي في خطاب بعد توقيع الاتفاق: «نحن كأمة واحدة هناك قضايا توحد بيننا اكثر مما تفرقنا. وتم تذكيرنا بأنه ينبغي ان نفعل كل ما في وسعنا لضمان السلام الذي هو اساس وحدتنا الوطنية. وكينيا فيها متسع لنا جميعا». أما اودينغا الذي بدا عليه الابتهاج فقال: «فتحنا فصلا جديدا في تاريخنا من حقبة المواجهة الى بداية التعاون.. ينبغي لنا ان نضمن ان يحتفل الكينيون مع بعضهم البعض، وان يبدوا المحبة لبعضهم البعض، لأننا دمرنا الوحش المسمى بالعرقية».

وقال شهود عيان، ان السكان في كيسومو، معقل المعارضة التي شهدت أعمال عنف كثيفة، خرجوا الى الشوارع يحتفلون ابتهاجا بالاتفاق. وتعرض الزعيمان الى ضغوط شديدة لتقديم التنازلات بشأن اعادة انتخاب كيباكي المتنازع عليها في اقتراع 27 ديسمبر (كانون الأول). وشهدت كينيا منذ ذلك الوقت اسوأ ازمة سياسية في تاريخها منذ استقلالها في 1963، ادت الى فرار 300 الف شخص من ديارهم، واضرت بشدة بسمعة كينيا كمركز اقتصادي اقليمي مستقر. وكانت محادثات بوساطة انان بدأت في 29 يناير (كانون الثاني) لتسوية الأزمة الكينية.