رئيس مفوضية المساواة البريطاني يعتبر فوز أوباما خسارة في مكافحة العنصرية

المرشح الديمقراطي يحصل على تأييد أبرز ناشطي الحقوق المدنية الأميركي

المرشح الديمقراطي اوباما يستخدم المذياع لينادي على والدي طفل ضائع اثناء اجتماع لمؤيديه في تكساس أمس (أ ب)
TT

وجه رئيس «مفوضية المساواة وحقوق الانسان» البريطانية ترفير فيليبس انتقادات لاذعة الى مرشح الرئاسة الاميركية السناتور باراك أوباما أمس، معتبراً انه «مساوم» مع البيض في الولايات المتحدة، بدلاً من «متحد» للعنصرية. وقال فيليبس في مقالة نشرت في مجلة «بروسبكت» الاميركية أمس: «اوباما قد يساعد في تأجيل وصول مرحلة ما بعد العنصرية في اميركا واظن انه يعلم ذلك». وجاءت تصريحات فيليبس التي أخذت صدى واسعاً في لندن، في وقت انشغلت الولايات المتحدة باعلان زعيم حركة الحقوق المدنية الاميركية والمعارض للعنصرية جون لويس تأيده لاوباما.

ووصف فيليبس اوباما بأنه «جذاب وقادر وقاس»، قبل ان يشرح رؤية الكاتب المحافظ شيلبي ستيل بأن أوباما «مساوم من خلال ابرام صفقة مع البيض في اميركا»، وهي امتناعه عن الحديث عن تاريخ العنصرية في الولايات المتحدة اذا وافق البيض بعد استخدام لون جلده ضده في الانتخابات. واعتبر فيليبس ان «التصويت لاوباما وسيلة لنفي العنصرية من دون ألم»، مضيفاً ان «السود الذين يعملون مع البيض يجربون حقاً مدى ابتعاد اميركا عن الوئام ما بعد العنصرية»، الذي يريد اوباما ان يمثله. وتابع فيليبس: «في النهاية اوباما سياسي وعمله هو فوز الانتخابات»، مضيفاً انه لن يكون المسؤول عن ولادة اميركا من دون عنصرية ومستبعداً فوزه في الانتخابات. ويذكر ان هذه ليست المرة الاولى التي ينتقد فيها فيليبس المجتمع الاميركي في ما يخص العنصرية ضد الاميركيين من اصول افريقية. ففي اغسطس (اب) 2003، نشر فيليبس مقالة قال فيها ان «اكبر فشل اميركي حتى الآن كان عدم قدرة المجتمع على محو الانقسامات العرقية المطبوعة في تكوينه الاجتماعي». وأضاف في المقال الذي نشرته صحيفة «الغارديان» ان في كل اوروبا وتاريخها الطويل «لا يوجد تاريخ مليء بالفصل العرقي الطويل الامد مثل ذلك الذي يمكن ان نراه في اية مدينة اميركية». وقال فيليبس في مقالته أمس ان «البيض في بريطانيا لا يحملون نفس وصمة العبودية بالطريقة الشخصية التي يحملها الاميركيون». وبينما كانت انتقادات فيليبس شديدة اللهجة، شهدت حملة اوباما مرحلة جديدة من التقدم على حملة منافسته الانتخابية هيلاري كلينتون، اذ حصل على دعم في غاية الاهمية من زعيم حركة الحقوق المدنية جون لويس الذي كان يؤيد حتى الان كلينتون على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض السباق الى البيت الابيض، كما تجاوز في الوقت نفسه عتبة المليون متبرع الرمزية.

وقال لويس، النائب عن أتلانتا: «ان امرا ما في صدد الحصول في اميركا. هناك حركة وروحية وحماسة في قلب وذهن الاميركيين لم اشهدها منذ وقت طويل، منذ ترشيح روبرت كينيدي» في 1968. وكان زعيم النضال من اجل الحقوق المدنية وتلميذ مارتن لوثر كينغ، اتهم الشهر الماضي فريق اوباما بـ«محاولة متعمدة ومنهجية لتأجيج» جدل اثر تصريح لكلينتون حول دور مارتن لوثر كينغ في تبني قانون حول الحقوق المدنية في 1964. وتعرضت كلينتون آنذاك للانتقاد الشديد لانها اشارت الى ان الرئيس ليندن جونسون وليس مارتن لوثر كينغ هو الذي عمل على تبني هذا القانون.

وهذا التحول في موقف لويس لدعم فريق اوباما تحت ضغط الناخبين في دائرته الذين اختاروا بكثافة اوباما اثناء الانتخابات التمهيدية في الخامس من فبراير (شباط)، يعتبر رمزيا بشكل لافت بعد ان منيت كلينتون بثماني هزائم متتالية.

واعلن فريق اوباما أول من أمس ان اكثر من مليون شخص ساندوا حملته ماليا، فيما اشار الموقع الالكتروني للمرشح الذي يجري تحديثه تلقائيا ان مئات من الانصار الجدد يسهمون كل ساعة في حملته.