شح الدعم المالي يهدد مساعدات الأمم المتحدة للاجئين العراقيين في سورية

أميركا تعلن عن برنامج لإعادة توطين اللاجئين في الأردن ومصر

مهرج يلعب مع اطفال عراقيين لاجئين بالقرب من دمشق أمس (رويترز)
TT

حذر لورنس يولس ممثل المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة في سورية أمس من تداعيات «الفقر العام الذي يصيب العراقيين في سورية»، مضيفاً ان «الكثير من العراقيين يعاونون من صعوبة في سد حاجاتهم، ونرى المزيد من الاطفال في الشارع والمزيد من النساء يدفعن الى البغاء»، فيما اعلنت السفارة الاميركية في عمان عن برنامج موسع في كل من الاردن ومصر لاعادة توطين اللاجئين العراقيين في البلدين، ضمن برنامج قبول اللاجئين الاميركي.

وناشد يولس المجتمع الدولي، اثناء لقاء مع عدد من الصحافيين في لندن أمس، لتقديم مساعدات للمنظمة الدولية التي تحتاج الى 137 مليون دولار لاستمرار برنامجها في سورية لمساعدة العراقيين هذا العام، قائلاً: «نحن نعتمد على المانحين». وأضاف ان المنظمة تواصل عملها في سورية على انها ستحصل على هذه المساعدة، «ولكن في حال لم نحصل عليها خلال ستة اشهر قد نوقف بعض المساعدات». وشدد يولس على الدور المهم الذي يجب ان تلعبه الحكومة العراقية في مساعدة اللاجئين والنازحين، من اجل بناء الثقة والعلاقات الضرورية للمستقبل. وأضاف: «العراقيون في سورية محبطون من ان مساعدة حكومتهم لا تصلهم، والحكومة السورية تشعر بذلك ايضاً». وشرح يولس ان المفوضية السامية للاجئين كانت قد قدمت مساعدات صحية لـ200 ألف عراقي في سورية، بالاضافة الى تزويد 46 الف عراقي بمساعدات غذائية و11 الف عراقي من المحتاجين جداً بمساعدات مالية مباشرة قيمتها بين 100 و200 دولار شهرياً. ويذكر ان هذه المرة الاولى التي يمنح فيها اللاجئون مبالغ مالية مباشرة، من خلال بطاقة ائتمانية خاصة. وبالاضافة الى الحاجة الى المنح، قال يولس ان «التحدي الاكبر هو الوصول الى العراقيين وتسجيلهم». وقد سجل حتى الآن 146 الف عراقي في سورية فقط. وعن عدد العراقيين في سورية، قال يولس: تحديد الارقام يعتبر مشكلة، مضيفاً: الحكومة السورية تقول ان لديها 1.5 مليون عراقي ولا توجد لدينا احصاءات محددة، ولكن نعرف ان الاعداد كبيرة، فأينما يذهب المرء في دمشق يرى عراقيين. وشرح يولس ان تدفق العراقيين الى سورية قل بعد فرض تأشيرة الدخول عليهم منذ اكتوبر (تشرين الاول) الماضي بطلب من الحكومة العراقية، موضحاً انه بينما كان عدد العراقيين الذين يعبرون الحدود الى سورية بين 3 و4 آلاف قبل فرض تأشيرة الدخول، اصبح عددهم الآن حوالي الف شخص يومياً. وأكد يولس ان الحكومة السورية، « هي الوحيدة التي أبقت حدودها ومدارسها ومستشفياتها مفتوحة للعراقيين»، مضيفاً ان السلطات الأمنية لم ترحل أي عراقي حتى ان كان مقيماً بطريقة غير شرعية. وأكد ان الحكومة السورية لم تطلب اية معلومات خاصة عن العراقيين المسجلين لدى المنظمة، مضيفاً: تحاول الحكومة منع حدوث اية حساسية أو تماس بين العراقيين والسوريين، ولكن لا يمكن ان يستمر ذلك من دون دعم لسورية واعتراف بما تفعله.

وعبر يولس عن قلق المنظمة الدولية والحكومة السورية من نسبة الاطفال العراقيين غير الملتحقين بالمدارس، مما قد يؤدي الى ظهور جيل من العراقيين غير المتعلمين، اذ تقدر المفوضية العليا ان 30 في المائة على الاقل من الاطفال العراقيين في سورية غير ملتحقين بالمدارس. وقال يولس: عندما التقى المفوض السامي للاجئين انتونيو غوتيريس بالرئيس السوري بشار الاسد قبل ايام كان موضوع التعليم أول ما تحدث عنها الرئيس السوري، واكد ان التعليم احدى اولوياته. وأضاف: هذا امر مشجع جداً فعلينا معالجة موضوع التعليم، فبقاء الشباب خارج التعليم سيولد حفنة من المشاكل المستقبلية، منها الارهاب والاجرام. وكان يولس حذراً في تقدير عدد هؤلاء الطلاب، قائلاً: لا توجد لدينا احصاءات دقيقة ولكن هناك 43 الف عراقي مسجل في المدارس السورية... ونتوقع انه من المفترض ان يكون هناك 200 الف عراقي في المدارس. من جهة اخرى، قالت السفارة الاميركية في الاردن، في بيان صحافي على موقعها الالكتروني، انه يوجد مكتبان في عمان والقاهرة تديرهما المنظمة الدولية للهجرة، يمكن اللاجئين العراقيين الذين تنطبق عليهم الشروط من الذهاب الى الولايات المتحدة للتوطين هناك، من دون الحاجة الى توصية من مفوضية الامم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين او السفارة الاميركية.