دمشق تؤكد انعقاد القمة في موعدها وتبدأ تسلم طلبات الصحافيين لتغطيتها

تحديث الأجهزة والاستديوهات الإعلامية بـ8 ملايين دولار وبناء 27 قصرا وفيلا رئاسية

TT

اعلنت بشرى كنفاني مديرة الاعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية أمس، ان القمة العربية ستعقد في موعدها في 29 و30 مارس (اذار) في دمشق.

وقالت كنفاني انه «يجري التحضير للقمة وفق المقرر، وسوف تعقد في موعدها» في دمشق.

وسلم وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخميس دعوتين رسميتين من الرئيس بشار الاسد الى رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وفق وكالة الانباء السورية (سانا).

وافاد مصدر سوري مطلع لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن سورية وجهت دعوات الى جميع دول الجامعة العربية، باستثناء لبنان والسعودية، وقال «لم توجه الدعوة بعد للسعودية ولبنان، وكانت مصادر سورية قد قالت في وقت سابق ان الرياض لم تحدد موعدا بعد لتسلم الدعوة».

في غضون ذلك بدأت مديرية العلاقات العامة في وزارة الإعلام السورية بتسلم طلبات الصحافيين والإعلاميين الراغبين بتغطية أعمال القمة العربية العشرين في دمشق 29 ـ 30 مارس القادم. وخصصت وكالة الأنباء السورية (سانا) نافذة خاصة بالقمة على موقعها الالكتروني، نشرت فيها وزارة الإعلام نموذجا من استمارة اعتماد الصحافيين الراغبين بتغطية مؤتمر القمة، وأخرى للمعدات التقنية، على ان تملأ بالمعلومات المطلوبة وترسل إلى الوزارة، عبر الفاكس او البريد الالكتروني أو البريد العادي أو أن تسلم للسفارات السورية في الخارج، خلال مدة زمنية لا تتجاوز تاريخ 5/ 3/ 2008، ووعدت وزارة الإعلام بالإعلان لاحقا عن التسهيلات والخدمات التي ستوفرها للتغطية الإعلامية.

ويجري العمل في الوزارة حاليا على تحضير نموذج للبطاقات الإعلامية، وحسب مصادر مطلعة فإن هذه البطاقات ستضمن للإعلاميين التحرك ضمن المركز الإعلامي القريب من قصر المؤتمرات (15 كم جنوب دمشق) مكان انعقاد المؤتمر، الذي لن يكون متاحا للإعلاميين دخوله أثناء اجتماع الرؤساء، كما جرت العادة في القمم السابقة. إلا أن هناك من المراسلين المعتمدين من رأى عدم جدوى الوجود في مكان انعقاد الاجتماع إذا لم يسمح للصحافي سوى بدخول المركز الإعلامي، الذي يعطي المعلومات للجميع، وبالوقت ذاته، لتقوم وكالات الأنباء والتلفزيونات ببثها مباشرة، في حين لن يبقى للمراسل الصحافي أي فلاش أو معلومة خاصة. مصدر في وزارة الإعلام علق على تلك المخاوف بالقول، إن المواصلات بين قصر المؤتمرات والمركز الإعلامي متوفرة، والطريق لا يستغرق أكثر من خمس دقائق بينهما، وفي حال كان مسموحا للصحافيين بالحضور إلى مكان تجمع الرؤساء سيتم نقلهم، أو في حال تم طلبهم من قبل وفود معينة، وحاول المصدر طمأنة الإعلاميين الى أنهم يسعون لتأمين كافة المستلزمات وتتم الاستفادة من الخبرات في اجتماعات القمم السابقة. ويحظى المركز الإعلامي باهتمام، فقد قدمت الإمارات مساعدة ضمن مشروع تعاون مشترك بين التلفزيون السوري ومؤسسة دبي للإعلام بقيمة 8 ملايين دولار، لتحديث الأجهزة والاستوديوهات وتبادل البرامج، وذلك تلبية لمطالب الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية بهدف رفع مستوى الأداء، حتى أن بعض التجهيزات التي قدمتها الإمارات لإنشاء مركز متطور جداً للأخبار في سورية غير موجودة في مدينة دبي الإعلامية نفسها، كما تم تخصيص مليون دولار لشراء أجهزة ستساعد في تغطية فعاليات القمة العربية. وانشغلت سورية منذ نحو عام بالتحضير للقمة التي تتزامن مع مناسبة دمشق عاصمة للثقافة العربية، وكان من شأن ذلك تحويل العاصمة دمشق إلى ورشة لأعمال البناء والترميم، شملت حفرياتها كافة الشوارع الرئيسية في المدينة القديمة والجديدة، وما تزال مستمرة، على أمل الانتهاء منها قبل انعقاد القمة. وجدير بالذكر أنه تم بناء 27 قصراً رئاسياً وفيللا على طريق المطار، قبالة قصر المؤتمرات، أشرفت على بنائها شركة (الديار) القطرية، فيما وضعت شركة «إيغرا» اللبنانية دراستها لتقوم بتنفيذها شركات سورية. كما أعيد تأهيل طريق المطار الدولي .

وتفيد معلومات إعلامية بأن 12 دولة عربية أبلغت رسمياً سورية أنها ستشارك على مستوى القادة والرؤساء، بينما لم تحدد أربع دول موقفها من المشاركة أو عدمها، وقد قاربت سورية على الانتهاء من مهمة توزيع الدعوات، التي جرى تسليمها لكل من (مصر، تونس، السودان، الأردن، السلطة الفلسطينية، المغرب، ليبيا، الجزائر، البحرين، قطر، الإمارات، الكويت، العراق، جيبوتي، الصومال وجزر القمر). أما السعودية فلم يتم تحديد موعد لتسلمها الدعوة بحسب مصادر سورية. الانشغال بالتحضيرات اللوجستية وحجم الاهتمام السوري بإنجاح القمة يكاد يعادل اهتمام الإعلام العربي بهذا الاجتماع وفرص نجاحه، مع توقعات غياب دول عربية عنه أو المشاركة بمستوى دبلوماسي مخفض، إلا أن الشارع السوري لا يبدو مهتما كثيرا بمؤتمر القمة وكثر يعتبرونه اجتماعا روتينيا.