ساركوزي يعلن عزمه إعادة التفاوض حول الوجود العسكري الفرنسي في أفريقيا

مبيكي يعتبرها خطوة مهمة ضمن «عملية إلغاء الاستعمار»

TT

الكاب (جنوب افريقيا) ـ أ ف ب: اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس انه سيعاود التفاوض حول كل الاتفاقات العسكرية الموقعة بين فرنسا ودول افريقيا، في تصريح أدرجه الرئيس الجنوب افريقي ثابو مبيكي في اطار «عملية الغاء الاستعمار». وألقى ساركوزي الذي وصل صباح أمس الى الكاب في زيارة دولة تستغرق يومين بعد محطة في تشاد، خطابا بعد ظهر أمس امام برلمان جنوب افريقيا اعلن فيه نيته هذه.

من جهة ثانية، وعد ساركوزي في الخطاب بـ«مبادرة دعم للتنمية الاقتصادية» في افريقيا تبلغ قيمتها 2.5 مليار يورو على خمس سنوات بهدف تمويل حوالي ألفي مؤسسة وإيجاد 300 الف فرصة عمل. وكان اعلن في مؤتمر صحافي مشترك مع مبيكي نيته «معاودة التفاوض حول جميع الاتفاقات العسكرية التي وقعتها فرنسا في افريقيا»، مضيفا ان كل هذه الاتفاقات ستنشر «بشفافية». واشار الى ان «كل رؤساء الدول (المعنية) ابلغوا بالأمر». وأضاف: «يجب ان تكون فرنسا حاضرة بشكل مختلف في افريقيا».

وأشاد ثابو مبيكي الذي يدعو الى «نهضة افريقية» واندماج افضل للقارة الافريقية على الساحة الدولية بهذا الاعلان. وقال: «هذا يشكل جزءا من عملية ازالة الاستعمار في افريقيا». وكان ساركوزي صرح في مقابلة نشرتها صحيفة «ذي ستار» أمس: «اعتقد ان الزمن قد تغير وان فرنسا ليس عليها القيام بدور الشرطي في افريقيا. هذا دور الاتحاد الافريقي والمنظمات الاقليمية الافريقية». واضاف: «لذلك، قررت اعادة النظر في اطار الوجود العسكري في افريقيا وأهدافه». وأوضح مصدر دبلوماسي في باريس: «من المؤكد ان بعض القواعد (العسكرية) ستلغى»، مشيرا كمثال الى قاعدة ابيدجان حيث يتمركز 900 جندي من الكتيبة 43 لمشاة البحرية بشكل دائم. وينتشر حاليا نحو تسعة آلاف جندي فرنسي في السنغال وساحل العاج والغابون وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجيبوتي.

وكان ساركوزي وعد في مايو (ايار) 2006 بـ«علاقة جديدة ومتوازنة ومتحررة من رواسب الماضي»، بين افريقيا وفرنسا. الا ان منتقدي الدور الفرنسي في افريقيا يعتبرون ان هذه القطيعة تتأخر في التحول الى واقع. ويشير هؤلاء الى التدخل الفرنسي في تشاد حيث دعمت القوات الفرنسية قوات الرئيس التشادي ادريس ديبي في مواجهة هجوم المتمردين في بداية فبراير (شباط)، ما ساعده على البقاء في الحكم. وعن المبادرة التنموية، قال ساركوزي انها «مفتوحة أمام شركاء آخرين