المفتي قباني والشيخ فضل الله يستنكران إعادة نشر الرسوم المسيئة إلى النبي في الصحف الدنماركية

TT

أطلع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني من سفير الدنمارك في بيروت يان توب كريستنسن الذي زاره أمس على «خلفيات اعادة نشر الرسوم المسيئة الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم». وقال السفير: «كان اجتماعنا مع سماحته جيدا جدا، وقد تحدثنا عن العلاقات التي تربط بلدنا بالعالم الإسلامي بشكل عام» وأضاف: «إن ما جرى من إعادة نشر الرسوم المسيئة الى النبي محمد هو حادثة معزولة وفردية وجرت في إطار عملية توقيف لثلاثة أشخاص حاولوا اغتيال أو قتل الرسام الذي كان قد نشر هذه الرسوم المسيئة قبل سنوات. وفي هذا الإطار، أعادت بعض الصحف الدنماركية نشر عدد من الرسوم لكي تشرح الإطار الذي دفع بهؤلاء الأشخاص الى محاولة قتل الرسام، وأن كل المسائل يجب أن تحل عبر الحوار بين الدنماركيين والمسلمين.. واتفقنا مع سماحته على ضرورة استمرار الحوار. إن رئيس وزراء الدنمارك كان واضحا عندما دان أي محاولة للتعرض أو الإساءة لأي مجموعة سواء كانت دينية أو غيرها من المجموعات».

من جهته وصف قباني إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد في الصحف الدنماركية بـ«التطرف والإرهاب في الصحافة التي يجب أن تكون لها ضوابط وأخلاقيات في استخدام حرية التعبير، بما لا يسيء الى الآخرين». وأبلغ الى السفير الدنماركي استياءه من إعادة نشر الرسوم المسيئة وأكد أن «الإصرار على إعادة نشر الصور المهينة هو استفزاز وعداء للمسلمين لأن حرية التعبير الإعلامية تنتهي عند حدود عدم التعدي على معتقدات الآخرين وإهانة مقدساتهم». وطالب الحكومة الدنماركية عبر سفيرها في لبنان بـ«وضع حد لهذه الإساءة المتنامية التي قد تفسد العلاقات بين الدنمارك والدول العربية والإسلامية كافة، لان التطاول على خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وسلم) يمس عقيدة ومقدسات كل مسلم في العالم». من جهته، اعتبر المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله «أن حرية التعبير، ولا سيما في الأمور ذات الصلة باختلاف الأديان، لا بد من أن تسير جنبا إلى جنب مع مبدأ الاحترام وإلا فقدت مضمونها الإنساني الحضاري» داعيا «المسلمين في العالم إلى استخدام كل الأساليب الحضارية الثقافية والإعلامية والاقتصادية للدفاع عن الإسلام».

وقال في بيان أصدره امس: «إن الأساس الذي يبرر فيه نشر الرسوم هو حرية التعبير، وإننا نؤكد مبدأ حرية التعبير، فإن هذه الحرية ـ ولا سيما في الأمور ذات الصلة باختلاف الأديان ـ لا بد من أن تسير جنبا إلى جنب مع مبدأ الاحترام، وإلا فقدت مضمونها الإنساني الحضاري، وتحولت إلى نوع من الاعتداء على الإنسان الآخر، من خلال الاعتداء على مقدساته» ولفت إلى أن «الحساسية المفرطة التي تمارسها الدول الأوروبية وغيرها من دول الغرب، إزاء أي حالة نقد لكل ما يتصل باليهود لتضع ذلك في دائرة معاداة السامية.