مصادر إسرائيلية: قصف مقر «الداخلية» هو رسالة التحذير الأخير لهنية

تصاعد الدعوات لتصفية قادة حماس والمسؤولين عن صواريخ القسام

خليل الحية احد قادة حماس يتقبل التعازي بنجله الذي قتل في غزة امس (رويترز)
TT

«قصف مبنى وزارة الداخلية في قطاع غزة هو رسالة التحذير الأخير»، هذا ما قاله مصدر إسرائيلي مسؤول، أمس، وعبر بذلك عن قرار القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية رفع سقف الاغتيالات لتطال مسؤولين سياسيين في حركة حماس، وعدم الاكتفاء بالاغتيالات التي اقتصرت في الشهور الأخيرة على القيادات الميدانية. وقصفت الطائرات الإسرائيلية بعد ظهر أمس مركزا للشرطة قرب منزل إسماعيل هنية رئيس الوزراء المستقيل في مخيم الشاطئ غرب غزة، وأسفر القصف عن جرح 5 من عناصر الشرطة. وقال هذا المصدر إن الغارة التي هدمت الطابقين العلويين من مبنى وزارة الداخلية، الليلة قبل الماضية، لم تكن مجرد صدفة، بل هي رسالة مباشرة إلى إسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال في غزة. فهو يشغل منصب وزير الداخلية أيضا، إضافة إلى كونه رئيس حكومة حماس في قطاع غزة، والمبنى يقع في حي قريب من بيت إسماعيل هنية نفسه. وكانت مصادر أخرى قد أكدت أنه في أعقاب مقتل الطالب الجامعي، رون يحيى، اثر سقوط صاروخ «قسام» قرب الكلية الجامعية «سبير»، تحدث وزير الدفاع، ايهود باراك، بالهاتف مع رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، الموجود في اليابان، واتفق معه على رفع سقف الاغتيالات. وصرح أولمرت للصحافيين المرافقين له بأن «إسرائيل تعرف كيف ترد وتضرب الإرهابيين المسؤولين عن قتل الأبرياء الإسرائيليين، إن كان ذلك على مستوى من نفذوا الجريمة أو الذين أرسلوهم إلى تلك المهمة». ورأى المراقبون أن هذه صياغة جديدة يستخدمها أولمرت في حديث عن «الذين أرسلوهم» وفهموا منها أن الاغتيالات ستصل إلى كبار المسؤولين السياسيين في حماس.

وزادت من هذه التقديرات كثرة التصريحات الصادرة عن مسؤولين سياسيين وعسكريين وجنرالات عديدين سابقين، تحدثوا فيها صراحة عن ضرورة قتل كبار مسؤولي حركة حماس. فقال رئيس أركان الجيش الأسبق، أمنون لفكين شاحاك، أمس، للإذاعة الإسرائيلية «إن إسماعيل هنية وزملاءه في قيادة حماس في الداخل والخارج، يتحملون مسؤولية شخصية مباشرة عن إطلاق صواريخ غراد على عسقلان وإطلاق صواريخ القسام بكثافة على البلدات الإسرائيلية الأخرى. ويجب أن يدفعوا ثمن ذلك». وأضاف أن حماس لم تكن تطلق الصواريخ في السنة الأخيرة، إنما اكتفت بتشجيع الآخرين على ذلك، «ولكنها اليوم تبادر إلى إطلاق الصواريخ بنفسها. وفي هذا تصعيد يحتاج إلى رد ملائم». وكان مكتب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي قد أشار إلى أن عدد الصواريخ التي أطلقت خلال 24 ساعة، منذ مقتل الطالب الجامعي، بلغ حوالي السبعين، عشرة منها صواريخ «غراد» روسية الصنع، التي يبلغ مداها 20 كيلومترا. وفي الوقت نفسه قال مصدر كبير في الجيش، أمس، إن مصدر هذه الصواريخ هو إيران، وإنه تم تهريبها كقطع مفككة إلى قطاع غزة عبر سيناء المصرية. وادعى أن الهجمة الصاروخية المكثفة لحركة حماس أمس نجمت عن غضب قادتها الشديد من تصفية الخلية الفلسطينية الليلة قبل الماضية، «فقد صدموا لأننا عرفنا أعضاء الخلية فردا فردا، وهم من عناصر حماس الذين سافروا إلى إيران في السنة الأخيرة وتدربوا على تنفيذ عمليات تفجير نوعية وعلى تركيب الأسلحة وتنفيذ مهام عسكرية نوعية. ولذلك جاء ردهم عصبيا».