انتهاء مراسم أربعينية الحسين.. والمالكي يعلن من كربلاء: شبح الحرب الأهلية زال

آلاف الإيرانيين شاركوا في إحياء الذكرى وسط إجراءات أمنية مشددة

TT

أحيى الشيعة في العراق أمس مراسم ذكرى اربعينية الإمام الحسين في مدينة كربلاء؛ وكان في مقدمتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي وسط اجراءات أمنية مشددة. كما شارك في المراسم آلاف الايرانيين.

وقال المالكي خلال زيارته ان «المصالحة الوطنية بين العراقيين نجحت»، وشبح الحرب الاهلية أبعِدَ. واضاف المالكي الذي ألقى كلمته في صحن مرقد الإمام الحسين أمام آلاف من الزوار «لقد نجحنا، على الأرض والحمد الله، وان المصالحة الوطنية بين ابناء العراق نجحت، وعاد العراقيون متحابين متآخين متعاونين وعادت المحبة كما كانت وكان التلاحم». واضاف «ارادوا افشاء الفتنة الطائفية لتفكيك وحدة هذا الشعب.. ولكننا بحمد الله، استطعنا بجهودنا وتعاونكم، ان نخلص البلاد من شرها وإنشاء الله لن تعود بعد اليوم اي ملامح بقتل على الهوية ولا تمييز بين عراقي وعراقي على اساس الانتماء الطائفي». وتابع «ارادوا تمزيق العراق وارادوا القضاء على وحدته وعلى هذا الكيان الذي يجب ان نحميه بارواحنا وبدمائنا.. أرادوا فتنة تمزق الشعب وحربا اهلية تحرق الاخضر واليابس». واضاف رئيس الوزراء الذي عاد مساء اول من أمس من لندن بعد اجراء فحوصات طبية «لكن ساعدا بساعد حتى أبعد شبح الحرب الاهلية الى الابد».

ومضى يقول «اراد (الارهابيون) العراق ذليلا خانعا مستسلما لكن وعي ابناء العراق كشف ذلك وازدادوا (العراقيون) تكاتفا بكل اطيافهم واديانهم وقومياتهم». وقال ان الوضع الامني استتب في بغداد، و«علينا ملاحقة بقايا القاعدة في كركوك وديالى والموصل لحسم المعركة لكي نتفرغ لعمليات الاعمار والبناء».

وتوافد الزوار من جميع أنحاء العراق خلال الايام العشرة الماضية على كربلاء حيث انطلق مئات الآلاف من الشيعة سيرا على الاقدام لقطع مسافات طويلة لمئات الكيلومترات في مواكب وافراد استمرت أياما للمشاركة في هذه المراسم، حاملين اعلاما ملونة وعلم العراق الجديد متحدين ظروف المطر والبرد والوضع الامني غير المستقر.

وكان من بين الوافدين مشيا الى كربلاء، نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي، الذي شوهد يرتدي الملابس السوداء وهو يسير برفقة عدد من مساعديه وسط جموع الوافدين من مدينة النجف الى كربلاء. واعلن قائد شرطة كربلاء، اللواء رائد شاكر جودت، «نجاح الاجراءات الامنية المتخذة لحماية الزوار في كربلاء». وقال «لم يحدث أيُّ خرق امني ونعلن مع مغادرة الزائرين نجاح الخطة الامنية التي كانت عراقية 100 في المائة»، مشيرا الى انه «حتى الغطاء الجوي وفرته قوات الجوية العراقية وليس قوات التحالف». وأعلنت السلطات العراقية ان هناك ثمانيين الف زائر أجنبي قدموا الى كربلاء خلال العشرة ايام الماضية. ومعظم الزوار الاجانب الذين شاركوا في إحياء المناسبة لهذا العام هم من الايرانيين. ويؤكد بور ناصري انه كان أحد اوائل الايرانيين الذين زاروا كربلاء بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003. وفي مكتب مدير شؤون الزوار الايرانيين في كربلاء، ساعتان جداريتان؛ تشير الاولى الى توقيت بغداد والاخرى الى توقيت طهران. وقرب الساعتين ثبتت صورة كبيرة لاية الله الخميني، الزعيم الروحي للثورة الاسلامية في ايران. وقال مدير شؤون الزائرين الايرانيين «بعد مرور ثلاثة اشهر من سقوط نظام صدام، كانت القافلات الاولى تحمل 500 زائر الى كربلاء، لكن اليوم، القافلة تحمل نحو 2500 شخص على الاقل».