الأمير هاري يقاتل طالبان في أفغانستان منذ شهرين

قائد الجيش وصفه بأنه مثالي ويعرض نفسه للخطر الذي يتعرض له رفاقه

صورة نشرت أمس في لندن ويبدو فيها الأمير هاري باللباس العسكري يجوب مدينة غارميسير الخالية في أفغانستان (أ ب)
TT

اضطرت وزارة الدفاع البريطانية الى الاعلان أمس أن الامير هاري، الابن الاصغر للامير تشارلز ولي العهد البريطاني، قاتل على مدى عشرة اسابيع عناصر حركة طالبان على جبهة افغانستان، بعد أن بثت وسائل اعلام أجنبية الخبر الذي كان من المتفق عليه عدم اعلانه.

وقالت الصحف التي نشرت الخبر ان وجود الامير في أفغانستان منذ ثلاثة أشهر، بقي سريا. وهاري هو ضابط في فوج الفرسان يؤدي الخدمة سريا في ولاية هلمند في جنوب افغانستان التي تشهد اضطرابات حيث ينتشر القسم الاكبر من القوات البريطانية، منذ منتصف ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وكان الامير البالغ من العمر 23 عاما، قد قال مرات عديدة إنه يريد ان يقاتل مع رجاله على جبهات القتال.

وبدأت وسائل الاعلام ووكالات الاعلام ببث الخبر أمس بعد أن خرقت كل من مجلة «نيو ايديا» الاسترالية ومجلة «بيلد» الالمانية حظر النشر الذي كانت قد أصدرته وزارة الدفاع البريطانية.

ونشرت محطة «سي أن أن» الاميركية مقابلة قالت انها أجرتها مع الامير في وقت سابق، ونقلت عنه قوله: «في نهاية اليوم، أحب أن اكون شخصا عاديا، وللمرة الاولى اعتقد أنني بهذا العمل، يمكنني أن أكون شخصا عاديا».

وفور اذاعة الخبر، أصدر قائد الجيش البريطاني الجنرال ريتشارد دانت بيانا حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، عبّر فيه عن خيبته من «وسائل الاعلام الاجنبية التي قررت نشر الخبر من دون استشارتنا». وقال ان هذا الامر هو نقيض للالتزام الكبير الذي أبدته الصحافة البريطانية المرئية والمكتوبة، اضافة الى عدد من وسائل الاعلام الاجنبية، في الموافقة على عدم نشر الاخبار المتعلقة بالامير هاري.

وأضاف دانت: «بعد مفاوضات حثيثة بين وزارة الدفاع البريطانية ورؤساء التحرير في وسائل الاعلام المحلية والوطنية والدولية، وافق رؤساء التحرير مجددا على وضع حد للتغطية»، وأشار الى انه يتفهم بث جميع الاعلام للخبر بعد ان بدأت في نقله وسيلتان أجنبيتان.

وتحدث قائد الجيش في بيانه عن تقديره للامير، وقال ان هاري «أثبت خلال الشهرين الاخيرين ان لديه القدرة نفسها التي يتمتع بها أي عنصر آخر في الجيش بنفس رتبته وخبرته»، وأضاف: «تصرفاته في أفغانستان كانت مثالية، وشارك في العمليات التي جرت هناك وتعرض للمخاطر نفسها التي تعرض له رفاقه في الفرقة». وأشار دانت الى انه سيتابع مع المسؤولين عن العمليات في الجيش ما اذا كان هاري سيبقى في افغانستان، وختم بيانه مكررا الدعوة الى وسائل الاعلام بالعودة الى الاتفاق والتوقف عن نشر تفاصيل اضافية عن مهمة الامير في أفغانستان.

وكان قادة في الجيش قد أعلنوا العام الماضي انه يستحيل ارسال هاري الى افغانستان بسبب ملاحقة الاعلام له ما يمكن أن يعرضه ووحدته الى الخطر.