تركيا: عملياتنا العسكرية شمال العراق قد تستمر يوما واحدا أو عاما

واشنطن تدعو أنقرة إلى الإسراع بإنهاء عملياتها.. وأربيل: على أميركا أن تكون أكثر صرامة

TT

دعت الولايات المتحدة تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، أمس لإنهاء هجومها البري الكبير ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، في أسرع وقت ممكن، فيما جددت أنقرة رفضها لوضع جدول زمني لعملياتها العسكرية، وقالت إنها قد تبقى يوما واحدا أو عاما.

وقال الجنرال يشار بويوكانيت رئيس هيئة الأركان العامة للجيش التركي لشبكة سي. إن. إن الخدمة التركية، إن تعبير «وقت قصير هو مفهوم نسبي وقد يكون يوما واحدا وقد يكون عاما».

وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس للصحافيين في أنقرة، إن تركيا لم تقدم جدولا زمنيا لانسحاب قواتها. وقال غيتس بعد الاجتماع مع وزير الدفاع التركي: «الشيء المهم بالنسبة لنا هو أن نوضح ما هي مصالحنا، وقلقنا بشأن الموقف في العراق».

وقال غيتس للصحافيين لاحقا اثناء رحلة عودته الى واشنطن، عقب محادثاته في انقرة، ان المسؤولين الاتراك فهموا رسالته لهم بانهاء توغلهم في شمال العراق بسرعة، رغم رفضهم وضع جدول زمني للانسحاب من تلك المنطقة.

وقال غيتس «في الاجتماعات التي اجريناها، لم يتم التطرق بشكل خاص لتاريخ محدد. اعتقد انهم فهموا رسالتنا». وردا على سؤال حول السبب الذي يدفعه الى هذا الاعتقاد، ضحك غيتس وقال «لانهم سمعوا ذلك اربع مرات».

وتخشى واشنطن من أن امتداد العملية التركية سيقوض الاستقرار في المنطقة، خاصة العراق. وأضاف غيتس «يجب أن يكون واضحا أن العمل العسكري وحده لن ينهي هذا الخطر الإرهابي»، مضيفا انه يتعين على أنقرة أن تتخذ خطوات سياسية واقتصادية لعزل مسلحي حزب العمال الكردستاني والمساعدة في دعم الأقلية الكردية الكبيرة في تركيا.

من جانبه, قال الرئيس الأميركي جورج بوش، إن التوغل التركي في شمال العراق يجب أن يكون «محدودا ومؤقتا»، وحث الأتراك على انهاء العملية التي يقومون بها «بالسرعة الممكنة».

فيما قال وزير الدفاع التركي وجدي قونول إن قواته التي تخوض قتالا في أحوال مناخية شتوية قاسية ستبقى في العراق طالما كان ذلك ضروريا لتحقيق هدفها، لوضع نهاية لخطر حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وعقد غيتس محادثات مع بويوكانيت والرئيس عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.

من جهته، دعا نجيرفان بارزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان، واشنطن إلى القيام بالمزيد، للضغط على تركيا لتسحب قواتها من شمال العراق. وقال «أميركا تتحمل مسؤولية كبيرة... للحفاظ على استقرار العراق ككل». وأضاف «ولهذا السبب تحتاج أميركا إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة من الذي تتخذه الآن بشأن العملية العسكرية التركية»، حسبما أوردته وكالة رويترز.

من جهة أخرى، قالت مصادر عسكرية بارزة في جنوب شرق تركيا، إن مئات من الجنود الأتراك نقلوا عبر الحدود بطائرات هليكوبتر إلى شمال العراق مساء أول من أمس. وقال مصدر عسكري كبير ان نحو عشرة آلاف جندي يشاركون في العملية العسكرية في شمال العراق التي تتركز بدرجة كبيرة حول وادي زاب، معقل حزب العمال الكردستاني. وتقود مئات من القوات الخاصة يدعمها جنود من الجيش الهجوم على معسكرات المقاتلين في أنحاء الجزء المعزول من شمال العراق، الذي لا يخضع لسيطرة الإدارة الكردية في شمال العراق، الذي يتمتع بحكم ذاتي.

وتتبادل إدارة الرئيس جورج بوش معلومات المخابرات مع حليفها العسكري الرئيسي في المنطقة بصفة أساسية، لمساعدة حملة القصف الجوي على تدمير الملاذات الآمنة لحزب العمال الكردستاني. وإذا لم تستمع أنقرة إلى نداء واشنطن للانتهاء من العملية على وجه السرعة، فان واشنطن يمكنها وقف أو قطع تدفق معلومات المخابرات. لكن غيتس قلل من شأن أي خلافات.

وقال «الشيء المهم هو خدمة مصالح الولايات المتحدة وتركيا، لأنني اعتقد أن لدينا مصالح مشتركة». وأضاف «أعتقد أن تلك المصالح لا تتقدم من خلال إطلاق التهديدات ومن خلال التهديد بقطع معلومات المخابرات». وحاول نائب وزير الدفاع التركي جميل جيتشيك تهدئة القلق الدولي المتزايد بشأن الهجوم عبر الحدود. وقال لصحيفة «تودايز زمان» التي تصدر بالإنجليزية «يجب ألا يقلق أحد. سنغادر العراق بمجرد أن ننفذ المهمة. إننا لا نزمع البقاء فترة أطول من اللازم في درجات حرارة تبلغ ناقص 26 درجة». ووضعت هيئة الأركان العامة عدد القتلى في صفوف متمردي حزب العمال الكردستاني عند 230 منذ بدء الحملة العسكرية. وقتل 24 جنديا حتى الآن. ويقول حزب العمال الكردستاني إن أكثر من 100 جندي من الجيش التركي قتلوا، غير انه لم يذكر عدد القتلى في صفوفه.