الصومال: وساطة إثيوبية لحسم الخلافات الحكومية حول المصالحة مع المعارضة

اشتباكات بين القوات الحكومية ومتمردين في مقديشو

لاجئون صوماليون يصلون إلى مخيم خراز للاجئين في اليمن أمس على متن قافلة عسكرية بعدما عثرت عليهم السلطات اليمنية على ساحل خليج عدن (رويترز)
TT

علمت «الشرق الأوسط» أن المحادثات المفاجئة التي أجراها وزير الخارجية الأثيوبي سيوم سيفين في معقل السلطة الصومالية بمدينة بيداوا الجنوبية أول من أمس، مع الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس وزرائه العقيد نور حسن حسين (عدي) استهدفت محاولة حل الخلافات بين الرجلين حول إمكانية تفاوض الحكومة الصومالية، مع جماعات المعارضة المناوئة لها.

وقالت مصادر صومالية مقربة من يوسف لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من بيداوا إنه فيما يدعو عدي إلى استئناف غير مشروط لعملية المصالحة مع كل الجماعات الصومالية، بما في ذلك المسلحة، فإن الرئيس الانتقالي يعتبر أن هذه الدعوة بمثابة استسلام لمن وصفهم بالإرهابيين والمتطرفين.

وشرحت المصادر أن الرئيس الصومالي ليس ضد المصالحة، ولكنه ضد فكرة الجلوس للتفاوض مع المسؤولين عن عمليات قتل وترويع المدنيين، واستهداف القوات الصومالية والإثيوبية.

وأشارت المصادر إلى أن يوسف يعتقد أن رئيس حكومته، أخطأ بإطلاق فكرة المصالحة من دون استثناء الجماعات المسلحة، وخاصة حركة شباب المجاهدين المتشددة المناوئة للسلطة الانتقالية للوجود العسكري الأجنبي في البلاد.

وتسعى الجامعة العربية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، لاستئناف عملية المصالحة بين الحكومة الصومالية وتحالف المعارضة المناوئ لها، والذي يتخذ من العاصمة الاريترية مقرا له.

وقال مسؤول رفيع المستوى في تحالف المعارضة لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من أسمرة، إن التحالف لن يوافق على الجلوس مع السلطة الانتقالية ما دامت القوات الإثيوبية موجودة، معتبرا أن انسحاب هذه القوات مع قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي هو شرط رئيسي لعقد أية مفاوضات ثنائية بين الطرفين.

وكشف المسؤول المعارض النقاب عن أن التحالف اشترط عقد المفاوضات في حالة إطلاقها خارج الصومال ومن دون أية مشاركة إثيوبية على الإطلاق.

وميدانيا، قال شهود امس ان شرطيين صوماليين قتلا في اشتباكات بين القوات الحكومية ومتمردين اسلاميين مشتبه بهم، كما اغتيل مسؤول محلي في مقديشو.

وقال سكان ان تبادلا لإطلاق النار وقع داخل سوق محلي في حي بشمال مقديشو، بعدما نصب اسلاميون مشتبه بهم كانوا مسلحين ببنادق آلية كمينا لقوات الشرطة في المنطقة.

وقال مهدي حسن أحد شهود العيان لوكالة رويترز عبر الهاتف، إن «شرطيين قتلا في السوق، حينما نصب المتمردون كمينا لوحدات شرطة، كانت في دوريات حراسة في السوق. وقد رأيت جثتيهما ممددتين هناك».

وقال محمد عبدي علي رئيس حي شيبيس عبر الهاتف، ان «رجلين مسلحين بالمسدسات أطلقا النار على عبد الله حاجي محمد، الذي كان نائبا لرئيس الحي للشؤون العامة. وقد فر القاتلان ولكن الشرطة تطاردهما». وقال نشطاء ان القتال في البلاد أدى الى مقتل 6500 شخص في العام الماضي، وتشريد مليوني شخص آخرين على الأقل.