مسؤول سوري لـ«الشرق الأوسط» الواقع العربي مهيأ لدعوة إيران للقمة .. ونقلها لمكان آخر انتحار

موسى يلتقي الأسد ومشعل في دمشق.. وغموض حول من يمثل لبنان بالقمة إذا استمر الفراغ الرئاسي

TT

فيما يبحث الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في دمشق ملف ازمة الرئاسة اللبنانية وجدول اعمال القمة العربية المقرر عقدها في دمشق في 29 مارس (آذار) الجاري، وترتيبات عقدها، قال محمد حبش النائب بالبرلمان السوري، ان الاجواء العربية مهيأة لدعوة إيران للقمة العربية، واصفا في الوقت ذاته نقل القمة الى مكان آخر بـ«انتحار»، موضحا في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من لندن انه لم يتخذ قرار بعد في الشخصية التي ستمثل لبنان في القمة اذا لم يتم حل الأزمة الرئاسية في ذلك البلد قبل موعد انعقاد القمة. ووصل موسى دمشق ليل امس حيث التقى نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد، بينما يجتمع اليوم مع الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير خارجيته وليد المعلم، وكذلك خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس). ويبحث موسى مع مشعل الاوضاع في الاراضي الفلسطينية والمصالحة بين فتح وحماس، وأزمة المعابر على الحدود بين مصر وغزة. وبعد يوم من اعلان مصر أن الحديث عن نقل القمة لمكان آخر مرتبط باجتماع وزراء الخارجية العرب الاربعاء المقبل، قال محمد حبش النائب بمجلس الشعب السوري، ان هذا السيناريو بمثابة «انتحار» و«مغامرة طائشة». وأوضح حبش لـ«الشرق الاوسط»: «هذا انتحار للعمل العربي المشترك وسيكون له تداعيات خطيرة جدا. ولا نعتقد ان مثل هذا التفكير وارد حتى عند الدول التي قد تغيب عن القمة. فنقل القمة سيكون كارثة على التضامن العربي». وحول احتمال دعوة إيران للقمة، قال حبش «الواقع العربي مهيأ لدعوة إيران لحضور القمة العربية. خاصة ان الرئيس الإيراني كان ضيفا على القمة الخليجية. وفي الواقع إيران تحظى بعلاقات ايجابية مع البلاد العربية. وأعتقد ان توجيه دعوة للإيرانيين سيكون محل ترحيب من البلاد العربية». غير ان حبش نفى علمه بما إذا كانت دمشق ستخبر الدول العربية مسبقا قبل دعوة الرئيس الإيراني لحضور القمة. وأوضح حبش ان دمشق لم تقدم دعوة حتى الان الى لبنان لحضور القمة انتظارا لحل ازمة الرئاسة، مشيرا الى ان هناك تفاؤلا بان توجه الدعوة لمن يجلس على الكرسي الرئاسي في بعبدا. وتابع «هناك شهر لانعقاد القمة. القمة ستنعقد في 29 مارس ومن المنطقي في بلد يعاني من استحقاق دستوري ان يتم التريث قليلا. وبالتأكيد ستوجه الدعوة للبنان لكن ليس بالضرورة خلال الساعات القليلة المقبلة. وقد يكون من المناسب تأجيل الدعوة لبعض الوقت. هناك امكانية لحل ازمة الرئاسة اللبنانية خلال 5 دقائق وليس خلال شهور اذا استجاب اللبنانيون للمطالب السياسية المطروحة. المسألة ليست أكثر من هذا. وعندما يقوم الفريق الحاكم في لبنان بقبول حجمه البرلماني في الحكومة، زائد حبتين كمان، سينتهي كل شيء. فالمعارضة لا تطالب بأكثر من الثلث مع ان حجمها بالبرلمان 59 نائبا من 120 نائبا. انا متفائل ان توجه الدعوة لمن يجلس على الكرسي الرئاسي في بعبدا ونتمنى ان يكون العماد ميشال سليمان. لكن دعونا ننتظر». وردا على سؤال حول لمن ستوجه الدعوة في حالة استمرار الفراغ الرئاسي في لبنان قال حبش «ما يجب ما نفكر فيه الان هو انجاز الحل الرئاسي وليس التفكير في تعثره. 90% او 95% من الموضوع تم حله. حتى الاتفاق على شخصية الرئيس المقبل. هناك تقريبا اتفاق بين الدول العربية. اما اللبنانيون فهم لا يختلفون على الشخص من حيث المبدأ لكنهم يطالبون ببعض الشروط الضامنة، وهذا بالضبط ما ننتظره، ونأمل ان يتم حل هذا الامر قبل القمة.. لكنه لم يتم اتخاذ قرار بعد حول لمن ستوجه الدعوة في لبنان اذ لم يكن هناك رئيس». وفي مؤشر على ان الدعوة قد توجه الى رئيسي السلطة التنفيذية (فؤاد السنيورة) والتشريعية (نبيه بري) في لبنان في حالة استمرار الفراغ الرئاسي قال حبش: «بحسب القانون اللبناني هناك دور للسلطة التشريعية ودور للسلطة التنفيذية. تتصرف السلطة التنفيذية كحكومة تصريف أعمال. وتتولى المهام الرئاسية ذات الصفة اليومية. في حين يبقى البرلمان هو المرجع الرئيسي للبنانيين في اختيار الاستحاق الدستوري». وحول طلب دمشق عدم ربط ملف أزمة الرئاسة اللبنانية بحضور القمة العربية أوضح حبش«هذا أمر طبيعي ومنطقي. يجب ان لا يكون هناك أي تردد في حضور القمة العربية لان القمة العربية ليست مصلحة سورية، هي مصلحة عربية. إذا نجحت، نجح العرب، واذا فشلت فشلوا. إذا نقلت او تعثرت او ألغيت ستكون نكسة للعرب جميعا. سورية لم تدع للقمة العربية لأي هدف سياسي لقد دعي للقمة العربية في دمشق وفق الأبجدية، فهذا دور سورية لاستضافة القمة، واستجابت سورية. الواضح ان هناك مشكلة الان في هذه المنطقة (منطقة الشرق الاوسط) ليس لها علاقة بتحديد لا المكان ولا الزمان بالنسبة للقمة، لأن المكان والزمان محدد منذ فترة طويلة. لكن اذا كانت هناك مشكلة فعلى الجميع ان يحضر لمعالجة المشكلة، تماما عندما يحدث حريق او زلزال. يجب على كل المسؤولين على اعلى مستوى ان يحضروا الى مكان الحادث للمسارعة في معالجة تداعياته، ليواجهوا، اذا كان هناك من هو مسؤول عن هذا الخلل، بوضوح». ومازال هناك غموض في لبنان ايضا حول من يمكن أن يمثله في القمة العربية اذا استمرت حالة الفراغ الرئاسي، ففيما ترفض الاكثرية ان يمثلها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، تميل المعارضة الى عدم مشاركة لبنان في القمة إذا لم تحل الازمة الرئاسية، بينما ستخرج الجامعة العربية من المأزق بتوجيه الدعوة الى مندوب لبنان في الجامعة العربية. يذكر أنه وفقا للدستور اللبناني، فإنه في حالة تغيب رئيس الجمهورية اما بالوفاة او الاستقالة تتولى الحكومة صلاحيات الرئيس. لكن المعارضة اللبنانية ترى ان الحكومة غير شرعية بسبب استقالة الوزراء الشيعة منها. (حتى مع عودة بعضهم مؤخرا لتصريف الاعمال). ويفضل البعض في المعارضة ان يمثل لبنان في القمة العربية نبيه بري على أساس ان البرلمان يأتي في المرتبة الثانية في هرم السلطة بعد رئاسة الجمهورية، لكن الأكثرية ترد ان الحكومة بعد اتفاق الطائف باتت اكثر قوة بسبب مبدأ المناصفة، وتوليها صلاحيات رئيس الجمهورية في حالة غيابه، وبالتالي فإن الحكومة، برأي الأكثرية، باتت تحتل عمليا المرتبة الثانية في هرم السلطة في لبنان بعد الرئاسة ومن ثم يحق لها تمثيل لبنان في القمة في حالة استمرار الفراغ في قصر بعبدا.

لكن إذا ما مثل لبنان في القمة برأسين، رئيسي الحكومة والبرلمان، فلن تكون هذه هي المرة الاولى، اذ انه خلال قمة الخرطوم عام 2006 بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ذهب الى القمة الرئيس اميل لحود، بعدما مددت سورية له، كما ذهب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.