الرئيس الصومالي ينفي وجود خلافات مع رئيس حكومته

قال: لدينا تباين في الرأي لكن ليس بيننا نزاع

TT

أقر الرئيس الصومالي عبد الله يوسف للمرة الأولى بوجود خلافات في وجهات النظر بينه وبين رئيس وزرائه العقيد نور حسن حسين عدي فيما يتعلق بدعوة الأخير لعقد مفاوضات سلام غير مشروطة مع جماعات المعارضة المناوئة لحكومته، بما في ذلك الجماعات المسلحة المناهضة للتواجد العسكري الأجنبي في البلاد.

إلا أن يوسف، الذي كان يتحدث أمام البرلمان الصومالي في معقل السلطة الانتقالية بمدينة بيداوة الجنوبية، نفى وجود أي صراع مع رئيس حكومته. وقال في محاولة للتقليل من شأن حدة الخلافات المعلنة مع رئيس وزرائه «لدينا تباين في الرأي لكن ليس بيننا نزاع».

يشار إلى أن وزير الخارجية الأثيوبي سيوم سيفين قام بزيارة مفاجئة لمدينة بيداوة قبل يومين واجتمع مع يوسف وعدي لاحتواء الخلافات بينهما حول كيفية تحقيق المصالحة الوطنية في الصومال.

وبينما اشترط الرئيس عبد الله يوسف تخلي المعارضة عن السلاح ويرفض التفاوض مع الجماعات المتورطة فيما يعتبره أنشطة إرهابية، فان رئيس الحكومة الذي تولى منصبه منذ شهر أكتوبر( تشرين الأول) الماضي أعلن اعتزامه عقد محادثات سلام في أي مكان مع المعارضة الصومالية بلا أية شروط مسبقة.

من جانبه، اختتم أحمد ولد عبد الله مبعوث الأمم المتحدة الخاص لدى الصومال أمس زيارة دامت ثلاثة أيام إلى هذا البلد المضطرب، وعقد محادثات في بيداوة أول من أمس مع الرئيس الانتقالي ورئيس حكومته عدي بالإضافة إلى رئيس البرلمان آدم مادوبي، قبل أن يدعو أعضاء البرلمان الانتقالي إلى توحيد جبهتهم لإطلاق عملية مصالحة وطنية شاملة في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي وتعاني منذ عام 1991 حربا أهلية وفوضى سياسية وأمنية شاملة.

ووفقا لبيان للأمم المتحدة فقد أطلع ولد عبد الله الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان خلال محادثاته معهم على اتصالاته بالشركاء الدوليين وجهوده لحشد الدعم للمؤسسات الفيدرالية الانتقالية. كما زار المبعوث الأممي إقليم بونت لاند(أرض اللبان) الذي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال شرق الصومال منذ عام 1998 ، وتفقد المطار الجديد وميناء مدينة بوصاصو حيث أجرى مشاورات مع السلطات المحلية، قبل أن يتوقف في بلدة جارو الشمالية للقاء المسؤولين المحليين وممثلي المجتمع المدني وأعضاء في البرلمان.

من جهة أخرى، نفى الشيخ حسن طاهر أويس رئيس تنظيم المحاكم الإسلامية والعضو البارز في تحالف المعارضة الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له أن يكون قد أصدر توجيهات باستهداف قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال.

وقال أويس، في تصريحات صحافية، إن المشكلة الحقيقية في الصومال هي استمرار تواجد القوات الإثيوبية التي وصفها بالمحتلة، ودعا إلى انسحابها فورا لتمكين الصوماليين من حل مشاكلهم بأنفسهم.

وشدد أويس على أن قوات الاتحاد الأفريقي التي تضم عناصر من أوغندا وبوروندي في الوقت الحالي لم تنحز إلى أي طرف في النزاع الصومالي، مؤكدا أن تحالف المعارضة لم يصدر أية تعليمات بشن هجمات ضد هذه القوات حتى الآن.

وقال أويس: «هدفنا هو الإثيوبيون الذين يحتلون بلدنا بشكل غير شرعي، إنهم أعداؤنا وسنواصل القتال ضدهم حتى نجبرهم على الانصياع لإرادة الشعب الصومالي».

وقلل أويس من أهمية انشقاق بعض العناصر في حركة الشباب المجاهدين عن تحالف المعارضة وتنظيم المحاكم الإسلامية الذي سيطر على العاصمة مقديشو لمدة ستة أشهر عام 1996 قبل أن تنجح القوات الصومالية والإثيوبية المشتركة في الإطاحة بالمحاكم في نهاية العام نفسه.

يشار إلى أن مختار عبد الرحمن «أبوالزبير» الذي تولى في ديسمبر( كانون الأول) الماضي منصب أمير حركة شباب المجاهدين، دعا مقاتليه مؤخرا إلى استهداف قوات حفظ السلام الأفريقية باعتبارها قوات غازية ومحتلة للصومال، كما هدد قوات أية دول أخرى ترغب في الانضمام للقوات التابعة للاتحاد الأفريقي.