الاحتجاجات تتواصل في باكستان ضد الرسوم المسيئة للرسول

صحيفة دنماركية: لا يجب إعادة النشر بدافع التحدي

TT

شهدت مدن إسلام آباد وكراتشي وكويتا ولاهور في باكستان امس مظاهرات ضخمة شارك فيها الآلاف من الباكستانيين احتجاجا على نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم.

 وحذر المتظاهرون من مغبة إعادة نشر تلك الرسوم ودعوا الحكومة الباكستانية إلى مقاطعة البضائع الدنماركية، وقد نظمت هذه المظاهرات بدعوة من الجماعات الإسلامية الباكستانية.

كما تجمع نحو 400 شخص معظمهم من طلاب المعاهد الاسلامية في أعقاب أداء صلاة الجمعة خارج أحد مساجد مدينة روالبندي التي تضم حامية عسكرية وهم يهتفون «الموت للدنمارك» و«اعدموا المحررين الدنماركيين الملحدين» كما أحرقوا أيضا العلم الدنماركي.

وقال عبد الرحمن وهو طالب بمعهد إسلامي محلي وأحد زعماء المظاهرات أمام المسيرة: «نطالب الحكومة بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدنمارك على الفور..وكذلك مع أية دولة أخرى تنشر فيها الرسوم المسيئة».

وكانت العاصمة الموريتانية نواكشوط قد شهدت احتجاجات مماثلة، كما شاركت آلاف النساء اليمنيات في تجمع بصنعاء احتجاجا على الرسوم.

وفي نفس الوقت، أدانت لجنة إسلامية مسيحية في القاهرة إعادة نشر الرسوم في ختام الاجتماع السنوي للجنة المشتركة التي شكلها المجلس البابوي للحوار بين الديانات ولجنة من الأزهر.

 كما ندد مجلس النواب البحريني بالرسوم، وطالب البرلمان الأوروبي بمراجعة الموقف قبل تفاقم تداعياته.

وكانت الرسوم قد نشرت للمرة الأولى في عام 2006 مما أثار احتجاجات وأعمال عنف في العديد من البلدان الإسلامية بينها باكستان حيث قتل نحو عشرة اشخاص برصاص رجال الشرطة.

وحذر عبد الرحمن البلدان الغربية من أن المسلمين لن يتسامحوا على الاطلاق مع أي شخص يسيء إلى الإسلام بنشر رسومات للرسول الكريم.

ومن جهتها، علقت صحيفة «يولاندس بوستن» الدنماركية التي كانت أول صحيفة نشرت قبل أكثر من عامين الرسوم الكاريكاتورية «المسيئة» للرسول الكريم على التصريحات التي نسبت لوزير الداخلية الالماني فولفجانج شويبلة بشأن هذه الرسوم وكتبت في عددها الصادر امس: «قال وزير الداخلية الالماني فولفجانج شويبلة لصحيفة (دي تسايت) الاسبوعية المرموقة إن جميع الصحف الاوروبية يجب أن تعيد نشر الرسوم الكاريكاتورية مرة أخرى باسم حرية الصحافة، وقال إن هذا الامر يجب أن يكون مصحوبا بجملة توضيحية تؤكد أن حرية الصحافة لا يجب أن تكون دافعا لاندلاع العنف».

وأضافت الصحيفة: «المانيا لديها خبرة قاسية فيما يمكن أن يحدث عندما تستسلم الديمقراطية لقوى متطرفة ولذلك يجب على المرء النظر لاقتراح شويبلة بعين الاعتبار».

وأردفت الصحيفة الدنماركية: «ولكن التاريخ الالماني في القرن العشرين لا يخلو من أمثلة قاسية على مخاطر إثارة الاقليات ونحن لا نعتقد أن إعادة نشر هذه الرسوم كنوع من التحدي سيساهم في التفاهم والتسامح الذي تحتاجه أوروبا».