الحرب على غزة تكسب حماس تعاطفا أكبر في الضفة

TT

بطلب من أئمة المساجد عقب صلاة الجمعة امس، أدى عشرات آلاف المصلين في الضفة الغربية، صلاة الغائب، على أرواح ضحايا الاعتداءات الاسرائيلية في قطاع غزة. وردد المصلون الدعوات، لرفع الحصار عن غزة ونصرة أهلها. واشتبك العشرات من المصلين في القدس مع الجنود الاسرائيليين على أسوار المسجد الاقصى، بعد تنظيمهم مسيرة منددة بالهجمة الاسرائيلية على القطاع.

وخصص العديد من أئمة مساجد الضفة، خطبهم للدعوة الى نصرة اهل القطاع، وهزيمة الاسرائيليين. واستخدم الخطباء احاديث نبوية، وآيات من القرآن الكريم تحث على نصرة المحاصرين في غزة وتدعو «للمجاهدين» بالثبات. وهو ما فسر ضمنا على انه دعوة لنصرة حماس كذلك، خصوصا ان مثل هذه الدعوات، انطلقت من الضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، ومحظور فيها ابداء اي دعم او تعاطف مع حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة في يونيو (حزيران) الماضي.

وبالتزامن، مع صلوات الضفة، خرج مئات آلاف في غزة يخرجون في مسيرات كبيرة، بدعوة من حماس، تنديدا «بالجرائم» الاسرائيلية، التي طالت 34 فلسطيينا خلال 48 ساعة، بينهم 10 اطفال. ودعما للمقاومة الفلسطينية، مطالبين كذلك برفع الحصار.

وخرجت الصحف الاسرائيلية، امس شبه مجمعة، على ضرورة خوض الجيش لعملية عسكرية، لكن ليس سريعا. واشار بعضها الى ان حماس، تريد التحكم بمستوى «اللهب». وهذا غير مريح للجيش الذي يبدو مثل السكان في سديروت تحت الضغط.

واكتفت السلطة الفلسطينية بشجب وادانة العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة والضفة، ولم تستجب لدعوات حماس وفصائل اخرى بوقف او تجميد المفاوضات مع الاسرائيليين. لكن فتح التي تخشى كذلك من ازدياد جماهيرية حماس، صعدت من خطابها قائلة ان الضغط العسكري لن يجبر الفلسطينيين على رفع الرايات البيض.

ويدفع قياديون في فتح، يخشون على مستقبل حركتهم، في ظل «غياب الافق السياسي» الى عودة الحوار مع حماس، ويرى البعض وبينهم عضو المجلس الثوري في فتح محمد الحوراني ان اسرائيل تهدف عبر تصعيدها الى التخلص من كل السلطة، في غزة والضفة معا. وقال الحوراني لـ«الشرق الاوسط» «ان ما يحصل في غزة هو تنكيل للشعب الفلسطيني ويطرح اسئلة صعبة على الداخل الفلسطيني، من منطلق ضرورة تحمل كل طرف لمسؤولياته».

وحسب الحوراني فان اسرائيل تنفذ مخططا بعيدا، يستنزف الشعب الفلسطيني بمحاولة تصعيد العدوان على غزة بعيدا عن الضفة «لقسمنة» القضية الفلسطينية، بما سيضمن بعد ذلك، تقويض السلطة عن طريق تدمير النشاط السياسي، عبر استمرار النشاط الاستيطاني، والجدار والهجمة المتواصلة.