الملك عبد الله الثاني يدحض ما تردد عن وجود نية بالعودة إلى إدارة الضفة الغربية

«كهرباء أريحا» يطغى على ما عداه من مواضيع قبل لقاء ملك الأردن مع الرئيس بوش

TT

قال الملك عبد الله الثاني ملك الاردن إن التحدي الاساسي الذي يواجه منطقة الشرق الاوسط ليس هو مستقبل العراق بل هو الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وطغى موضوع «كهرباء اريحا» على ما عداه من مواضيع قبل لقاء بين العاهل الاردني والرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض الثلاثاء المقبل. وتطرق الملك عبد الله الثاني في حديث امام طلاب واساتذة جامعة برينسيتون في ولاية نيوجرسي، الى ربط مدينة اريحا في الضفة الغربية بالشبكة الكهربائية الاردنية، وقال إنه يدخل في إطار المساعدات الانسانية ولا يؤشر مطلقاً الى رغبة اردنية في إدارة الاقليم. يشار الى ان الاردن كان يتولى إدارة الضفة الغربية قبل حرب يونيو (حزيران) 1967، قبل ان تحتل بعد ذلك من طرف الاسرائيليين كنتيجة لتداعيات تلك الحرب. وكان موضوع «كهرباء اريحا» اثار لغطاً قبل وصول الملك عبد الله الثاني الى اميركا في زيارة رسمية استهلها باجتماعات في مقر الامم المتحدة في نيويورك. وقال الملك عبد الله في حديث امس إنه يأمل قيام دولة فلسطينية في القريب العاجل، مشيراً الى ان قيام هذه الدولة هو وحده الكفيل بتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وارتبطت مدينة اريحا بالشبكة الكهربائية قبل ايام من وصول الملك عبد الله الثاني الى واشنطن، وظلت إسرائيل تزود الضفة الغربية بالتيار الكهربائي منذ احتلالها عام 1967، بيد ان عرقلة الإسرائيليين امدادات الوقود لمحطة كهرباء غزة أثار مخاوف الفلسطينيين في الضفة الغربية من ان تمارس عليهم تل ابيب ضغوطاً مماثلة إذا ما توترت العلاقة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل.

وبعد ساعات من ربط اريحا مع الشبكة الكهربائية الاردنية يوم الاثنين الماضي شدد الملك عبد الله الثاني على عمق الروابط مع السلطة الفلسطينية، مشيراً الى ان مبادرة كهرباء اريحا تدخل في هذا الاطار. وقال بعد اجتماع مغلق في العاصمة الاردنية عمان مع محمود عباس (ابومازن) الذي يعتقد انه حمله رسالة فلسطينية الى واشنطن «هذه الخطوة (كهرباء اريحا) ثمرة لتعاوننا الوثيق».

وكان هذا المشروع اتفق عليه بين الجانبين الأردني والفلسطيني منذ منتصف العام الماضي، لكن تأجل بسبب معارضة ملاك الاراضي في وادي الاردن ان تمر الشبكة الكهربائية عبر أراضيهم. ويتيح المشروع امكانية ربط الفلسطينيين شبكتهم الكهربائية مع شبكات اخرى اقليمية من بينها الشبكة المصرية واللبنانية والعراقية والليبية، وقال رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطينية «هذا المشروع يتيح لنا الاستقلال عن اسرائيل في مجال الطاقة الكهربائية». وبلغت تكلفة المشروع 10 ملايين دولار وتم تمويله من طرف البنك الاسلامي للتنمية ومقره في جدة والحكومة النرويجية، وهو يزود اريحا بحوالي 20 ميغاوات من الطاقة الكهربائية.

وأجرى الملك عبد الله الثاني الذي ترافقه زوجته الملكة رانيا العبد الله، اول من امس محادثات في نيويورك مع بان كي امون الامين العام للامم المتحدة، وقالت مصادر إردنية إن العاهل الاردني اعرب للامين العام للامم المتحدة عن «تقديره للدور الذي تقوم به الامم المتحدة في مساعدة الفلسطينيين على تحسين ظروفهم المعيشية وتخفيف وطأة الحصار الاقتصادي الذي تفرضه على قطاع غزة، كما تطرق الى دور الامم المتحدة في جلب الأمن والاستقرار للعراق» وحول الوضع في لبنان أكد العاهل الاردني أن بلاده «تقف بقوة إلى جانب المبادرة العربية لحل الأزمة السياسية اللبنانية».

وقال البيت الابيض إن الرئيس بوش سيبحث مع الملك عبد الله الثاني «العلاقات الثنائية وجهود احلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والوضع في لبنان وقضايا اقليمية اخرى». وطبقاً لبرنامج الزيارة سيستضيف الرئيس بوش الملك عبد الله الثاني وزوجته الملك رانيا على مائدة غداء. كما سيلتقي الملك عبد الله الثاني مع وزيرة الخارجية كوندليزا رايس التي ستزور المنطقة ابتداء من الاثنين المقبل.

وفي هذا السياق قالت مصادر وزارة الخارجية الاميركية إن رايس ستزور مصر واسرائيل والاراضي الفلسطينية الاثنين المقبل، وبعد ذلك ستنتقل الى مقر الاتحاد الاوروبي في العاصمة البلجيكية بوركسل. وصرح مصدر رسمي في الخارجية الاميركية إن رايس ستبحث في مصر عملية السلام والوضع في غزة مع المسؤولين المصريين، ثم تلتقي مع القادة الاسرائيليين والفلسطينيين لدعم الحوار الثنائي بينهم والجهود المبذولة للتوصل الى اتفاقية خلال هذه السنة لقيام الدولة الفلسطينية، وفي بروكسل ستشارك رايس في اجتماع وزراء خارجية حلف الناتو ووزراء الاتحاد الاوروبي.