جيرينوفسكي يضفي الإثارة على الانتخابات الرئاسية في روسيا.. والتنافس على المرتبة الثانية

صورة ميدفيديف وبوتين في الميدان الأحمر تعيد إلى الذكراة صورة ماركس وانغلز

بوتين وميدفيديف في صورة نشرت أمس التقطت لهما في أواخر العام الماضي (إ.ب.أ)
TT

وسط اجواء تتسم بقدر كبير من اللامبالاة، تجرى الانتخابات الرئاسية في روسيا غدا لاختيار خليفة الرئيس الحالي فلاديمير بوتين الذي سبق أن اعلن دعمه لديميتري ميدفيديف وحرص على تقديمه الى الناخبين بوصفه الخليفة المدعو لمواصلة سياساته. وعلى الرغم من كل الجهود التي تبذلها السلطات من اجل حشد المواطنين للادلاء باصواتهم، فان ما قامت به السلطة الرسمية وحزبها الحاكم خلال الاشهر القليلة الماضية من تجييش لكل اجهزة الدولة ومؤسساتها الاعلامية دعما لمرشح الكرملين ميدفيديف، حددت مسار العملية الانتخابية وكشفت عن نتيجتها الحتمية قبل ان تبدأ، والتي تقول بفوز مدفيديف بفارق قد يتجاوز الستين في المائة. ولذا فقد كانت المناظرات الانتخابية التي رفض ميدفيديف المشاركة فيها، هي الفعالية الوحيدة التي اثارت فضول المشاهدين لمتابعة فلاديمير جيرينوفسكي، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي.

وكان جيرينوفسكي، أثناء البث المباشر، قد اشتبك في شجار بالايدي مع ممثل منافسه اندريه بوغدانوف زعيم الحزب الديمقراطي الذي تقدم بدعوى الى القضاء يطالب بتعويض قدره مليون روبل. وسجل سلوك جيرينوفسكي حافل بالحوادث الشبيهة، فهو كان قد سبق أن القى بكوب من العصير في وجه منافسه بوريس نيمتسوف واشتبك معه بالايدي في احدى المناظرات التليفزيونية في التسعينات. وبلغ به الامر الى حد جذب سيدة عضو في مجلس الدوما من شعرها وطرحها ارضا في اطار شجار داخل قاعة المجلس في الدورة قبل السابقة، وهو معروف بأن الكثير من تصرفاته يغلب عليها طابع الصبيانية والتهريج. ويقول المراقبون ان الناخبين يدركون ان مشاركة كل من زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف وزعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي فلاديمير جيرينوفسكي، جاءت بايعاز من الكرملين تحسبا للحفاظ على مصالح شخصية، رغم ايقانهما بان ايا منهما لن يتمكن من جمع أكثر من 10 أو 15 في المائة من اصوات الناخبين. ولمح آخرون الى ان هذه المشاركة ليست سوى ستار للمحافظة على طابع المنافسة في انتخابات هي اقرب الى انتخابات الحزب الواحد. وثمة من يقول ان طابع التنافس لا ينطبق سوى على هذين المرشحين اللذين يتنافسان على المرتبة الثانية، في الوقت الذي سبق أن كشفت استطلاعات الرأي عن احتمالات فوز زيوغانوف بنسبة 12 الى 15 في المائة من الاصوات مقابل 10 الى 12 في المائة لمنافسه زيوغانوف، في الوقت الذي يتذيل فيه زعيم الحزب الديمقراطي اندريه بوغدانوف قائمة المرشحين بنسبة اصوات تقل عن واحد في المائة.   ويتوقف اعتبارا من اليوم، وبحكم القانون، ممثلو الكرملين عن الدعاية المباشرة وغير المباشرة لمرشحهم دميتري ميدفيديف الذي تصدرت صورته الى جانب رئيس الدولة بوتين الميدان الاحمر على مقربة من نقاط البث التليفزيوني المباشر التي شيدتها اللجنة المركزية للانتخابات لتسهيل عمل الصحافيين على مقربة من الكرملين. وأعاد المشهد الى الاذهان، بحسب تعبير احد ابناء موسكو، صورة ماركس وانغلز، قطبي الحركة الشيوعية الدولية التي طالما ارتفعت في نفس الموقع ابان سنوات السلطة السوفياتية. وفي هذا الاطار حرص الرئيس بوتين على التوجه الى الناخبين عبر التليفزيون ليحثهم على المشاركة في الانتخابات التي وصفها بانها مرحلة حاسمة لتجديد انساق السلطة العليا وتحديد مستقبل روسيا، وقال انه حريص على ضرورة مواصلة التحولات نحو الافضل. وفي الوقت الذي اعلن فيه ممثلو منظمة الامن والتعاون الاوروبي عن عدم مشاركتهم في الرقابة على الانتخابات، اكد رئيس اللجنة المركزية للانتخابات فلاديمير تشوروف انه جرى اعتماد 227 مراقبا دوليا، الى جانب توقع وصول 300 آخرين يمثلون اكثر من 30 منظمة دولية لمتابعة انتخابات الغد. واشارت مصادر الاجهزة الامنية الى ان ما يزيد عن 450 الفا من ممثلي قوات وزارة الداخلية واجهزة الامن الخاص يشاركون في تأمين العملية الانتخابية وحراسة مراكز الاقتراع.