سباق التبرعات بين المرشحين الديمقراطيين مستمر .. وكلينتون تدخل المنافسة من جديد

مناصرو كلينتون لم يعرفوا أنها بحاجة إلى الأموال إلى أن أعلنت التبرع من أموالها الخاصة

TT

استمر السناتوران، هيلاري كلينتون وباراك أوباما في كسر أرقام جمع التبرعات الشهر الماضي، حيث أعلنت كلينتون أول من أمس أنها تمكنت من جمع 35 مليون دولار في شهر فبراير (شباط)، وهو أكبر مبلغ تم جمعه خلال كل الحملة الانتخابية في شهر واحد.

أما أوباما فجمع 36 مليون دولار في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي ولم يعلن بعد عن المبلغ الذي جمعه في شهر فبراير (شباط)، لكن مساعديه أكدوا أنه أكبر بكثير من المبلغ الاول، ولعله تجاوز رقم 71 مليون دولار الذي جمعه الرئيس بوش وجون كيري في مارس (آذار) 2004 معا.

وعزت كلينتون الزيادة الكبيرة في التبرعات إلى مناصريها الذين بدأوا بارسال التبرعات حين وجدوا ان حملتها تعاني ماديا. وقالت إنها ضاعفت حجم التبرعات عما تحقق في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال المساعدون إن التبرعات عبر الانترنت والتي وصلت إلى 30 مليون دولار ارتفعت بعد أن كشفت كلينتون في أواخر يناير (كانون الثاني) أنها سلفت حملتها خمسة ملايين دولار من اموالها الخاصة لإبقاء رهانها حيا.

وقالت كلينتون إن «التبرعات هي طريقة ثانية للحكم على شعبية المرشح. حينما اكتشف الأفراد أننا لا نمتلك المصادر للمنافسة وأنني شاركت بأموالي، خلق ذلك سلسلة ردود فعل في شتى أنحاء البلد».

وعلى الرغم من أن الاموال التي ينفقها أوباما في تكساس وأوهايو هي أكبر بكثير من تلك التي تنفقها كلينتون، الا انه بقي حذرا وذكّر أنصاره أول من أمس بما حصل في ولاية نيوهامشير حينما فازت كلينتون. وقال أوباما للصحافيين: «ربما كتب البعض نعي كلينتون سياسيا لكنني لم أقم بذلك».

وضاعف أوباما عدد الإعلانات لصالحه قياسا بإعلانات كلينتون، في تكساس واوهايو حيث تجري الانتخابات الثلاثاء المقبل.

وقال ايفان تريسي رئيس مجموعة تحليل حملات الإعلام إن أوباما أنفق أكثر من 7 ملايين دولار في الولايتين بينما أنفقت كلينتون 4 ملايين دولار. وتمكن أوباما على ضوء ذلك من الظهور في أكثر من 57 ألف ثانية بينما كلينتون ظهرت في ما يقرب من 31 ألف ثانية، حسب تحليل تيم كاي مدير الاستراتيجية السياسية في اتصالات الكابل.

وقال حسن نيمازي، أحد جامعي التبرعات الكبار ضمن فريق كلينتون، إنه بينما يستمر أوباما في جمع التبرعات وينفق بشكل متميز فإن التبرعات التي كسبتها كلينتون في فبراير (شباط)، سمحت لها بأن تؤكد لأنصارها بأن الحملة لم تنته. وأضاف: «ما نعرفه هو أننا لن نخسر يوم الثلاثاء بسبب المال. أنا أحاجج بأن ذلك يعني أننا في موقع جيد للفوز وإيقاف سلسلة الانتصارات المستمرة من دون رد».

وقال بيتر داو الذي يشرف على جهود جمع التبرعات لحملة كلينتون، إن السبب في ارتفاع نسبة التبرعات في شهر فبراير (شباط) هو أن هناك عواطف قوية مختلفة دفعت المناصرين للتبرع. وأضاف: «هو مدفوع بالرغبة في المشاركة بالنصر. بينما نحن مدفوعون بحاجة مدركة حسيا».

وقالت الممثلة كارولين هاردينغ التي تدير مسرحا والتي تبرعت بمبلغ 75 دولارا عبر الانترنت هذا الشهر: «أنا شاهدت أوباما يكسب على حساب كلينتون وكنت أعرف أنه من الضروري بذل مجهود اضافي. ذهبت إلى الانترنت وتبرعت بالمبلغ».

وقال جيروم ارمسترونغ مؤسس مدونة MyDD وأحد المدونين الليبراليين القلائل الذي يدعمون كلينتون، إن داو اتصل به في أول الشهر الماضي ليساعده في تصعيد التبرعات عبر الانترنت.

وأضاف آرمسترونغ: «كل الناس الذين يدعمون هيلاري لم يكونوا يعرفون أنها بحاجة إلى المال. كانت القناعة أنها تمتلك المال. وحالما شاهد أنصارها علامات عن حاجتها للمال بدأ ذلك يحفزهم. إنك بحاجة إلى دفع عاطفي قوي كي تجمع تبرعات عبر الانترنت».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الاوسط»