علي حسن المجيد عرف بولائه لصدام وطابعه الدموي

«كيمياوي» قتل كل من عارضه... بمن فيهم أبناء عائلته

TT

علي حسن المجيد الملقب بـ«علي كيمياوي»، الذي صادقت هيئة الرئاسة الجمعة على قرار الحكم باعدامه شنقاً، هو احد ابناء عمومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وذراعه اليمنى، الذي كان مكلفا القضاء على حركات المعارضة في العراق. وقد حصل على لقب «علي كيمياوي» بعد ان كان مسؤولاً عن استخدام الاسلحة الكيماوية ضد الاكراد في الثمانينات من القرن الماضي، التي كانت سبب ادانته بتهمة «جرائم حرب». واطلق عليه هذا اللقب وهو متهم بقصف مدينة حلبجة الكردية باسلحة كيميائية عام 1988، قبل ان يشارك في اجتياح الكويت عام 1990، وقمع الانتفاضة الشعبية ضد نظام صدام عام 1991.

ويتحدر «علي كيمياوي»، وعمره 67 عاماً، من مدينة تكريت وكان من رفاق الدرب الاوائل لصدام ومن أوفى الاوفياء له. وكان المجيد الذراع اليمنى لصدام وكان يكلف بتنفيذ المهمات ذات الطابع الدموي.وفي مارس (اذار) 1987، عين المجيد مسؤولا عن حزب البعث الحاكم في منطقة كردستان العراق وسيطر على الشرطة والجيش والميليشيات في هذه المنطقة. وبعد شهرين من توليه هذا المنصب، قام الجيش العراقي بعملية اخلاء واسعة لمناطق عدة شمال البلاد، اذ اقتيد سكان وماشيتهم بالقوة الى مناطق صحراوية متاخمة للحدود الاردنية والسعودية. وشكل ذلك بداية لسياسة «الارض المحروقة» التي اعتمدت في كردستان العراق وتعززت بعدما دعم الاكراد حملة «نصر 4» التي شنتها ايران على العراق في يونيو (حزيران) 1987. وفي 17 و18 مارس 1988، قصفت مدينة حلبجة الكردية (70 ألف نسمة) بالقنابل الغازية (الكيميائية) في عملية بقيادة «علي كيمياوي». وقال المجيد اثناء محاكمته «لقد أعطيت الأوامر للجيش لكي يدمر القرى وينقل السكان الى مكان آخر، لن ادافع عن نفسي ولا اعتذر لانني لم ارتكب أي خطأ». وتتراوح التقديرات لاعداد ضحايا حملات القمع التي قادها المجيد بين خمسين ومئة الف شخص. وفي اغسطس (آب) 1990، عين حاكما للكويت تحت الاحتلال العراقي، حيث عمد الى اخماد جميع جيوب المقاومة هناك. وفي مارس 1991، أدى المجيد دورا اساسيا في قمع التمرد الشعبي في جنوب البلاد، الذي يطلق عليه الشيعة تسمية «الانتفاضة الشعبانية». وسعيا منه لاثبات الولاء الذي لا لبس فيه، قرر علي حسن المجيد شخصيا الانتقام من حسين كامل صهر الرئيس، الذي فر الى الاردن مع شقيقه وعائلتيهما عام 1995 وقتلهما بيده فور عودتهما الى بغداد في فبراير (شباط) 1996 بعد العفو عنهما. وأقدم المجيد على قتل حسين كامل وشقيقه، وهما ابنا احد اشقائه «غسلا للعار». وعين «علي كيمياوي»، وهو عضو «مجلس قيادة الثورة» اعلى هيئة حاكمة في عهد صدام حسين، مسؤولا عن المنطقة العسكرية الجنوبية لمواجهة اجتياح القوات المتعددة الجنسية للعراق، الذي بدأ في 20 مارس 2003. واعلنت قوات التحالف اعتقاله في 21 اغسطس 2003 .