أحمدي نجاد يزيد نفوذ بلاده في العراق ويزور النجف وكربلاء

مستشار الأمن القومي لـ «الشرق الأوسط»: سنحل قضية مجاهدين خلق

TT

بعد يومين من إعلان بلاده «القوة الأولى في العالم»، يتجه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى العراق، حيث ينتشر اكثر من 150 ألف جندي تابع لقوة اخرى تعتبر نفسها الاولى في العالم وهي الولايات المتحدة. وتعتبر زيارة احمدي نجاد، وهي الاولى لرئيس ايراني منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979، مؤشراً جديداً على توسيع النفوذ الايراني في البلاد.

وصرح مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي بأن «المباحثات مع الرئيس الايراني ستتركز على مسائل سياسية وامنية واقتصادية»، مضيفاً في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «المسائل الاقتصادية ستأخذ حيزاً كبيراً من المباحثات». ويترأس احمدي نجاد وفدا رفيع المستوى يتضمن عددا من الوزراء المسؤولين عن القطاعات الخدماتية مثل الطاقة والنقل لبحث عدد من الاتفاقيات في مجال الخدمات والاقتصاد خلال زيارته العراق يوم غد. وأضاف الربيعي: «ستكون الاتفاقات في جانب الخدمات، فسيكون للجمهورية الاسلامية دور كبير في العراق من خلال توفير الخدمات للمواطنين». وفي ما يتعلق بالجانب الامني، قال الربيعي ان المسؤولين العراقيين يسعون الى «تعزيز ما تم انجازه في الاشهر الماضية وهو اتخاذ ايران بعض الاجراءات الايجابية مثل السيطرة على الحدود وانخفاض شديد جداً في عبور الاسلحة الى العراق من ايران، كما ان هناك اشارات جيدة على ان ايران استخدمت نفوذها من اجل تحسين الوضع الامني والمناخ السياسي من خلال المجموعات القريبة منها». وأضاف: «سنؤكد على الرئيس الايراني احترام استقلال وسيادة البلدين كما سنؤكد له أننا لن نسمح بأي عمل معاد ضد الجمهورية الاسلامية»، في اشارة الى وجود القوات الاميركية في العراق. وستكون الاتفاقية الامنية المرتقب توقيعها بين الولايات المتحدة والعراق على اجندة المناقشات بين الطرفين. وأوضح الربيعي أن المسؤولين العراقيين «سيشرحون الاتفاقية الامنية ويؤكدون انها لن تهدد سلامة الجيران». وتأتي زيارة أحمدي نجاد الى العراق بعد تأجيل متكرر لمحادثات امنية بين الايرانيين والاميركيين والعراقيين حول الملف الامني بطلب من الجانب الإيراني. وعلى صعيد متصل، لفت الربيعي الى ان المناقشات الامنية ستتطرق الى المجموعات المناهضة للنظام الايراني الموجودة في العراق. وقال: «لدينا خطة مفصلة لانهاء ملف مجاهدين خلق»، وستطرح هذه الخطة على القيادة الايرانية ولكن لم يوفر المزيد من التفاصيل حولها. وقد طالبت ايران الحكومة العراقية مرات عدة بوقف نشاط مجاهدين خلق الذي احتضنهم الرئيس العراقي السابق صدام حسين ضمن نزاعه مع طهران. وأضاف الربيعي: «الحكومة العراقية مهتمة ايضاً بمنع مقاتلي (بيجاك) (حزب العمال الكردستاني الايراني) من عبور الحدود من كردستان العراق الى ايران»، مشدداً على ان «العراق يريد مع ايران علاقات جوار سليمة ومتكافئة». ومن المرتقب ان يلتقي احمدي نجاد بنظيره العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وعدد من المسؤولين العراقيين في بغداد. ورداً على سؤال حول زيارة احمدي نجاد الى مناطق اخرى في العراق، قال الربيعي: «سيزور العتبات المقدسة» في جنوب البلاد. ووردت تقارير بأنه من المحتمل ان يزور احمدي نجاد المرجع آية الله علي السيستاني في النجف ولكن لم تؤكد هذه التقارير حتى يوم امس. وبينما أكد الربيعي «ترحيب الحكومة العراقية بهذه الزيارة وسيكون الرئيس بضيافة الحكومة العراقية وحمايتها»، من الواضح ان هناك رفضا بين بعض العراقيين لهذه الزيارة خصوصاً مع تردد التقارير حول الدور الايراني في زعزعة استقرار العراق وتسليح الميليشيات. وخرجت تظاهرة في بعقوبة أمس تدين زيارة أحمدي الذي وصفه المتظاهرون بـ«السفاح». وشارك المئات في التظاهرة وحملوا لافتات تقول «العراق ليس للبيع» و«نستنكر زيارة المجرم السفاح احمدي نجاد».

ونقلت وكالة «رويترز» عن رئيس حزب «الفضيلة» العراقي حسن الشمري، قوله ان بمقدور ايران زعزعة الوضع السياسي في العراق من خلال «إثارة أعمال العنف» وعن طريق مساعدة وتسليح بعض الميليشيات. وقال النائب سليم عبد الله عضو جبهة التوافق العراقية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «لا اعتقد أن هذه الزيارة تخدم العراق»، مضيفاً: «هناك تفاهمات حول تدخلات إيرانية في السنوات الماضية لها آثار سلبية على الوضع العراقي وخاصة ما يتعلق بدعم الجماعات المتطرفة وإحداث قلاقل تحتاج إلى جهد كبير لحسمها».