فضل الله ينعى المبادرة العربية: ولدت ميتة لافتقارها إلى خطوط واضحة

TT

اعتبر المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله «ان المبادرة العربية ولدت ميتة، لأنها لم تنطلق من خطوط واضحة لحل الأزمة اللبنانية في عمق المشاكل التي تدور بين اللبنانيين منذ ما بعد حرب تموز». وأعرب عن اعتقاده بأن «مشكلة الأزمة اللبنانية هي أنه ليست هناك قيادات لبنانية تتحمل مسؤولياتها في الحل، بل هناك قوى ومحاور دولية تحاول توجيه الأزمة على أساس ما تقتضيه مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية».

وقال فضل الله، في خطبة الجمعة أمس: «إن هذه الهمروجة الاحتفالية في المبادرة العربية وأنها تمثل الحل للقضية اللبنانية، ربما كانت مجرد عملية خداع للبنانيين باعتبار أن المبادرة العربية ولدت ميتة، لأنها لم تنطلق من خطوط واضحة لحل الأزمة اللبنانية في عمق المشاكل التي تدور بين اللبنانيين منذ ما بعد حرب تموز، وخصوصا في مسألة حكومة الوحدة الوطنية التي يتحدث البعض عن أنها لا بد أن تعكس المشاركة الحقيقية في بلد قام على أساس الديمقراطية التوافقية، لا الديمقراطية العددية. وهكذا في مسألة قانون الانتخاب وغير ذلك من العناوين، ما يدل على أن الخطاب العربي في المبادرة جاء من فوق ولم ينزل إلى مستوى جذور الأزمة، وهو الأمر الذي جعل المبادرة تفشل وتعجز عن تحقيق أي اختراق في المسائل الأساسية، ليبقى الحديث عن توافق حول بعض المفردات حديثا غائما لا يمثل إلا المزيد من الاستهلاك السياسي في واقع اعتاد فيه الناس هذا النوع من الاستهلاك الذي لا تنتهي فصوله». واضاف: «إننا نتصور أن مشكلة الأزمة اللبنانية هي في أنه ليست هناك قيادات لبنانية تتحمل مسؤولياتها في الحل، بل هناك قوى ومحاور دولية تحاول توجيه الأزمة على أساس ما تقتضيه مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية، ولذلك فإذا كان اللبنانيون ينتظرون مبادرة دولية هنا أو عربية هناك، فعليهم أن ينتظروا إلى ما لا نهاية».