العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة يخلف 34 قتيلا في 48 ساعة 10 منهم أطفال

دروع بشرية تحبط محاولة تدمير منزل أحد المقاومين

TT

في ما بدت أنها حرب مفتوحة تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ارتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا جراء الغارات التي شنها جيش الاحتلال خلال 48 ساعة الى 34 قتيلا، عشرة منهم أطفال. فقد توفي الطفلان الشقيقان ديب وعمر دردونه، 11 و14 عاما، في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية متأثرين بالجراح التي اصيبا بها بعد عصر اول من امس في قصف اسرائيلي استهدف مجموعة من الأطفال كانوا يلهون شرق بلدة جباليا، وقتل في القصف على الفور شقيقهما علي، 8 سنوات، ومحمد حمودة، 7 اعوام.

وفي ساعة متأخرة من الليل اعلن عن وفاة الطفل امجد السكني، 7 سنوات، جراء اصابته في قصف استهدف حي الشجاعية صباح امس.

وخلال ساعات الليل شنت الطائرات الاسرائيلية 15 غارة استهدفت سيارات ومنازل ومؤسسات. ففي الساعة العاشرة والنصف من الليلة قبل الماضية قصفت طائرة استطلاع بدون طيار سيارة مدنية كانت تتحرك قرب مجمع «دار الشفاء» الطبي غرب مدينة غزة فقتلت راكبيها. واكدت «ألوية الناصر صلاح الدين» ـ الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، أن العنصرين الذين كانا في السيارة ينتميان لها وهما خليل اهل ومحمد الحلو. وفي ساعة مبكرة من صباح امس (الجمعة) توفي شاب فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها اول امس.

من ناحية ثانية قصف الجيش الاسرائيلي العديد من المؤسسات المدنية في مدينة غزة، منها مقر نقابات العمال الذي يقع في منطقة التوام شمال المدينة، كما تعرض مصنع للمشروبات الغازية شمالها للقصف، الأمر الذي اثار الذعر في نفوس الناس.

الى ذلك ذكرت مصادر امنية أن الطائرات الاسرائيلية الحربية من طراز «اف 16» أميركية الصنع القت قنابل تزن طنا من المتفجرات على المناطق الريفية المفتوحة. واضافت المصادر أن عمليات القصف تركت حفراً كبيرة، الى جانب تسببها في عمليات ذعر كبيرة في اوساط القرويين. واضافت المصادر أن عمليات القصف على ما يبدو هدفت الى منع المقاومة الفلسطينية من نصب منصات لإطلاق القذائف الصاروخية محلية الصنع.

على صعيد آخر واصلت «كتائب القسام» اطلاق الصواريخ على بلدتي عسقلان وسديروت. وذكرت الشرطة الاسرائيلية ان مواطنة في سديروت اصيبت بجروح بعد ان تعرض منزلها لاصابة مباشرة جراء سقوط صاروخ «قسام» عليه. واعلنت «سرايا القدس» ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، اطلاق ثلاثة صواريخ على مدينة «نتيفوت»، التي تقع على مسافة 14 كيلومترا شرق مدينة غزة.

الى ذلك حالت الدروع البشرية دون نجاح الطيران الاسرائيلي في قصف احد منازل المقاومين الفلسطينيين بعد مطالبة الجيش الاسرائيلي لعائلة المقاوم بضرورة إخلائه. ففي الساعة التاسعة من مساء اول امس اتصل ضابط مخابرات اسرائيلي بعائلة خليل الجعابير في بلدة بيت لاهيا، مطالبا العائلة باخلائه فوراً. وما هي إلا لحظات حتى تجمع المئات من اهل البلدة ووقفوا فوق سطح المنزل وفي محيطه. وبعد نصف ساعة قامت طائرة اسرائيلية بالقاء صاروخ على قطعة ارض خالية تقع قرب المنزل. وتعتبر هذه اول مرة يعود فيها الجيش الاسرائيلي للاتصال بعائلات المقاومين والطلب منهم اخلاءها منذ عام.

يذكر أن اسرائيل شرعت قبل عامين بالاتصال بالمقاومين ومطالبتهم بإخلاء منازلهم في غضون وقت قصير تمهيداً لقصفها. ودمرت اسرائيل 15 منزلاً بهذه الطريقة، لكن نزال ريان القيادي في حركة حماس قاد تحركاً شعبياً أحبط هذه السياسة عندما قاد المئات من المواطنين والتجمع بهم فوق سطح كل منزل يهدد الجيش الاسرائيلي مسبقاً بقصفه.