باكستان: 37 قتيلا معظمهم من الشرطة في تفجير انتحاري خلال جنازة شرطي

حزب الشعب يجري مفاوضات مع الأحزاب الإسلامية المتطرفة في محاولة لإقصاء مشرف

رجل باكستاني يحاول اجتياز حاجز حديدي، أثناء مظاهرة أمام منزل رئيس المحكمة العليا السابق افتخار شودري، الذي أقاله مشرف ووضعه تحت الإقامة الجبرية منذ أربعة أشهر (أ ب)
TT

قتل 37 شخصا على الاقل في باكستان خلال تشييع أحد الضباط أمس، وجرح أكثر من 60 آخرين. وقال مجيب احمد، مسؤول طبي باكستاني، لوكالة الانباء الالمانية ان عدد القتلى في حادث انفجار القنبلة في الاقليم الشمالي الغربي في باكستان ارتفع الى 37 شخصا، بعد ان كان أعلن عن ستة أشخاص كحصيلة أولية.

وكان ضابط كبير في الشرطة الباكستانية قد قال ان هجوما انتحاريا على جنازة رجل في الشرطة اسفر عن مقتل 15 شخصا، وان عددا كبيرا من الضحايا من رجال الشرطة. وقال جاود اقبال شيما المتحدث باسم وزارة الداخلية، ان 50 شخصا على الاقل اصيبوا في الهجوم الذي وقع في سوات، وهي منطقة جبلية تقاتل فيها قوات الأمن المتشددين الاسلاميين منذ شهور.

ورجل الشرطة، الذي كانت تشيع جنازته، احد ثلاثة قتلوا في وقت سابق امس اثر انفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق في بانو، وهي بلدة عند مدخل منطقة شمال وزيرستان القبلية المضطربة.

ووقع الحادث الذي أدى الى مقتل رجال الشرطة الثلاثة في ساعة مبكرة صباح امس، في منطقة ديرا إسماعيل خان بإقليم الحدود الشمالية الغربية المضطرب، الذي يشهد حركة مسلحة إسلامية، وأصيب أيضا اثنان من الضباط. وقال مسؤول في الشرطة ان نائب رئيس الشرطة في المنطقة جواد إقبال من بين القتلى. وقال المصدر ان اقبال «كان في طريقه من مسكنه إلى المكتب عندما استهدف من يشتبه في أنهم من المتشددين مركبته بقنبلة تم التحكم بتفجيرها عن بعد».

وفي تطور آخر استأنفت منظمة غير حكومية تتخذ من بريطانيا مقرا لها عملها في باكستان، في أعقاب هجوم شنه مسلحون الاثنين الماضي على مكاتبهم في الاقليم، ما أسفر عن مقتل أربعة موظفين محليين.

من ناحية ثانية، تحاول أحزاب المعارضة الباكستانية، التي فازت في الانتخابات الاسبوع الماضي استمالة الاسلاميين للمشاركة في ائتلاف يمكنه أن يهدد حكم الرئيس برويز مشرف.

والتقى آصف علي زرداري زوج رئيسة الوزراء الراحلة بي نظير بوتو وزعيم حزب الشعب الباكستاني، الذي كانت تقوده، الليلة الماضية، مع رجل الدين المتشدد فضل الرحمن وناقشا احتمال تشكيل «حكومة إجماع وطني». ودعا زرداري الى تشكيل حكومة ائتلافية تضم جميع الاحزاب، عدا حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية ـ جناح القائد الاعظم، الحليف الرئيسي لمشرف. وقال عبد الغفور حيدري المساعد المقرب من فضل الرحمن لوكالة رويترز: «نؤيد فكرة تشكيل حكومة اجماع وطني، لأنها تصب في مصلحة البلد والأمة». واضاف حيدري، الذي يقود محادثات حزبه مع حزب الشعب الباكستاني: «لا يوجد حزب بوسعه معالجة مشكلات البلاد بمفرده». وتراجعت الاحزاب الاسلامية التي كانت قد برزت ككتلة كبيرة بعد الانتخابات السابقة التي جرت في عام 2002. ويجري حزب الشعب الباكستاني بالفعل محادثات مع حزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف بشأن تشكيل ائتلاف.