52 قتيلا و150 جريحا في رابع أيام العدوان الإسرائيلي على غزة

مقتل جنديين إسرائيليين وجرح 7 آخرين في اشتباك مع كتائب القسام

TT

في الوقت الذي اعلنت فيه اسرائيل بدء عملية برية في منطقة شمال قطاع غزة، التي تعتبر اكثر مناطق القطاع كثافة سكانية، ارتفع عدد ضحايا اليوم الرابع من العدوان الاسرائيلي الواسع الى 52، ليصل العدد منذ يوم الاربعاء الماضي الى حوالي 87، معظمهم من الاطفال والمدنيين، فيما بلغ عدد الجرحى امس 150. وقتل في المقابل في المواجهات المتواصلة جنديان اسرائيليان واصيب 7 اخرون باعتراف الجيش الاسرائيلي، واستخدمت المقاومة المضادات الأرضية من وحدة الدفاع الجوي التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس، ضد طائرات الهليكوبتر الاسرائيلية.

ومن بين ضحايا امس 12 مقاوما والبقية من المدنيين منهم ثمانية اطفال وثلاث سيدات. وتميز اليوم الرابع من العدوان بتركيز الجيش الاسرائيلي على قصف المنازل الفلسطينية بشكل عشوائي، حيث قتل ثمانية فلسطينيين وجرح عشرون اخرون لدى سقوط قذائف المدفعية الاسرائيلية على اربعة منازل تقع شرق مخيم جباليا. وكان اخر منزل تعرض للقصف هو منزل مدحت عطا الله المكون من اربعة طوابق ويقع في شارع اليرموك وسط مدينة غزة، حيث اسفر القصف عن مقتل 6 اشخاص وجرح خمسة اخرين.

وكانت أكثر محطات يوم امس مأساوية عندما اطلقت المدفعية الاسرائيلية ثلاث قذائف على تجمع من المواطنين الفلسطينيين يتجمهرون قرب دوار حمودة، شرق مخيم جبالياً، فقتلت سبعة، بينهم ثلاثة اطفال، وجرحت 25 اخرين. وذكر شهود عيان أن ثلاثة فلسطينيين قتلوا في نفس المكان عندما حاولوا تقديم الاسعاف للجرحى وانتشال القتلى. وفي ساعات النهار قتل 15 مدنياً وجرح عشرات اخرون في سبع عمليات قصف قامت بها المدفعية الاسرائيلية المتمركزة قرب الخط الفاصل، حيث تم استهداف تجمعات الفلسطينيين الذين كانوا يخرجون لاستشراف ما يحدث، في حين قتلت قذيفة ثلاثة شباب عندما كانوا يفرون هربا من القصف. وقتل خمسة من مقاومي «كتائب القسام»، واثنين من «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، وثلاثة من الوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في عمليات قصف استهدفت مقاومين كانوا يوجدون في التخوم الشرقية من مخيم جباليا. وقتل اثنان من «كتائب القسام» في معركة كبيرة دارت رحاها شرق منطقة تل الكاشف، شمال شرق القطاع بين عناصر «كتائب القسام»، وعناصر وحدة «سييرت متكال»، اكثر وحدات الجيش الاسرائيلي نخبوية. واعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل اثنين من عناصر الوحدة الخاصة، وجرح سبعة اخرين. وكان احد القتيلين من كتائب القسام في العملية هو عبد الرحمن شهاب، احد عناصر الوحدة الخاصة نجل الدكتور محمد شهاب النائب في المجلس التشريعي وابرز قادة حماس في شمال غزة. وقال شهاب تعقيباً على مقتل نجله «سنواصل دربنا، كي ترى كل الأجيال الشهداء الذين يقدِّمون أغلى ما يملكون في سبيل دحر المحتل والدفاع عن كرامة هذه الاجيال». وشدد النائب شهاب على أن «هذه الدماء لن تذهب سدى، بل ستحمي الأجيال القادمة»، مضيفاً «نحن طلبنا الشهادة وتمنّيناها، لأنّ الشهادة أقرب الطرق إلى الجنة، وهي الطريق الوحيدة للعزة والكرامة».

ولم يوقف العدوان المتواصل حركات المقاومة عن اطلاق الصواريخ. واعلنت «كتائب القسام» مسؤوليتها عن اطلاق 8 صواريخ على بلدة سديروت ومدينة المجدل. واصاب صاروخ غراد اطلقته كتائب القسام منزلا في المجدل بشكل مباشر. واعلنت كتائب شهداء الأقصى مسؤوليتها عن قصف سديروت بـ 12 صاروخا من طراز أقصى واستهداف آلية إسرائيلية بقذيفة «ار بي جي» في جباليا. وتبنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية إطلاق قذيفة «آر.بي.جي» تجاه دبابة إسرائيلية قرب جبل الكاشف. كما ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي الليلة قبل الماضية أن حكومة ايهود اولمرت وضعت اربعة أهداف لعملياتها العسكرية المتواصلة على غزة، وهي منع حماس من مواصلة اطلاق الصواريخ، ومنع تعاظم قوتها العسكرية، ووقف عمليات تهريب السلاح، واضعاف حكومة حماس وصولاً الى اسقاطها، الى جانب استكمال اتمام فصل غزة عن الضفة الغربية. واضافت القناة أنه من اجل تحقيق هذه الأهداف، فإنه تم وضع خطة عسكرية تقوم على:

1- تكثيف عمليات التصفية التي تطال ناشطي الجناح العسكري وقيادته، مع الإشارة الى أن القيادة الاسرائيلية على وشك اتخاذ قرار بتصفية القيادة السياسية للحركة، حيث تمت الإشارة تحديداً الى إمكانية تصفية كل من الدكتور محمود الزهار والدكتور خليل الحية وسعيد صيام. واستدركت القناة التلفزيونية قائلة إن قراراً نهائياً بتصفية قيادة حماس لم يتخذ بعد، حيث تخشى بعض المستويات السياسية أن تقوم حماس بالمس بالجندي الاسير جلعاد شليط كرد على أي مس بالقيادة السياسية. 2- تدمير المؤسسات المدنية والامنية التابعة لحماس وحكومتها، من اجل منع الحكومة من تقديم خدمات للجمهور الفلسطيني الأمر الذي يؤدي الى انفضاض الناس عنها.

3- العودة الى انذار اسر المقاومين باخلاء منازلها في غضون وقت قصير ومن ثم قصفها من اجل خلق حالة من الهلع.