القيادات تتخذ احتياطات أمنية مشددة وتظهر فجأة في أرض المعركة

فلسطينيون لـ «الشرق الأوسط»: هذه معركة عقول

TT

لم يكن ظهور رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية اول من امس، في احد مساجد مخيم الشاطئ، مجرد صدفة، فقد سبقت كاميرات الصحافيين وصوله الى المسجد الذي ألقى فيه خطبة حث فيها الفلسطينيين على الصبر والصمود، ودعا للمجاهدين بمزيد من الثبات، والنصر.

وأرادت حماس القول للاسرائيليين، اولا، انها لا تزال تقود هذه المواجهة الصعبة، وحسب ما قال احد قيادييها لـ «الشرق الاوسط»، فان الحركة لم تغادر مواقعها، وهي تدرك ان ذلك، هو احد اهداف الهجمة الاسرائيلية. وبحسبه فان «حماس موجودة الان على ارض المعركة وبين الجماهير، وفي الحكومة، وفي المجلس التشريعي، وهي تقود كل ذلك». ومنذ ان صعدت اسرائيل عدوانها وقالت انه سيستهدف قياديين في الحركة، اتخذت حماس، ومعها فصائل المقاومة، اجراءات امنية مشددة لحماية قادتها، وليس سهلا الان الوصول الى بعض القيادات الذين اختفوا عن الانظار واغلقوا هواتفهم النقالة. لكن الوصول كذلك لكثير منهم لا يبدو صعبا.

وعند سؤال احد قادة المقاومة، عن استخدامه هاتفه الجوال، ضحك وقال «نعتمد على اساليب جديدة، ولا تنسى ايضا طبيعة المكان»، وتابع «احيانا يجب ان نغلق الجوالات ونتخلص من بطارياته ايضا واحيانا يمكننا الحديث طويلا، اننا نشغل التقنيات ايضا، في مواجهة العدوان».

وقال قياديون في غزة لـ «الشرق الاوسط» هناك اجراءات امنية اكثر دقة تتخذها المقاومة الفلسطينية، لحماية ابنائها وقادتها». وهم في الوقت الذي يقرون فيه بان هذه الاحتياطات تشمل الاختفاء احيانا كثيرة لقياديين سياسيين وامنيين، إلا انهم قالوا «القيادات تظهر فجأة على ارض المعركة، احيانا يفاجأ المقاتلون بقيادي كبير بينهم، لرفع معناوياتهم في المواجهة».

وحسب المصادر فان قيادات المقاومة جميعها في ارض المعركة. واعطت المقاومة تعليمات مشددة لقادتها وعناصرها، ومن بينها عدم استعمال الجوال، وعدم التحرك بالسيارات، واعتماد اسلوب المفاجأة في التنقل». وقال احد قادة ألوية الناصر صلاح الدين لـ «الشرق الاوسط» «القيادات موجودة، والعدو مرتبك، لا يجد قيادات ليضربها، هي لم تختف لكنها تأخذ حذرها لكي لا تكون صيدا سهلا».

ويقول احد المقاتلين لـ «الشرق الاوسط» «الحامي هو رب العالمين، هناك حرب شاملة على الشعب الفلسطيني. ويجب اخذ الحذر والاحتياطات الامنية، انها كذلك معركة عقول».

والى جانب الفخر الذي تبديه المقاومة في القدرة على الحفاظ على قادتها، فانها تفخر اكثر، باحتضان الجماهير لها، وبقدرتها على الاستمرار في اطلاق الصواريخ، وقال قياديون «العدو لا يعرف من اين تأتي الصواريخ». وكشفوا لـ «الشرق الاوسط» ان الصواريخ تنطلق من المنطقة التي يجتاحها الجيش على مدى 3 كيلومترات، ورغم انه يغطي سماءها بالطائرات الحربية وطائرات الاستكشاف، فان الصواريخ تنطلق الى مناطق ابعد واعمق وتوقع اصابات».

وحسب المقاتلين فانهم يستخدمون استراتيجة جديدة، في اطلاق الصواريخ من دون ان تكتشف، ويقولون «لقد نجحت المقاومة، وفي جعبتنا المزيد، والعدو لم يعرف بعد طبيعة الرسائل المرسلة، وكلما توغل اكثر غاص في وحل غزة».