أبو مازن: ما يحدث «أكثر من محرقة» .. وحماس: يسعى للعودة على «ظهر دبابة إسرائيلية»

الجهاد ترى أن حكومة أولمرت لا تريد أحدا وتحاول فرض الاستسلام على الفلسطينيين

TT

شنت حركة حماس هجوما عنيفا تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، متهمة إياه بالسعي للعودة الى قطاع غزة على ظهر دبابة اسرائيلية. وقال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة لـ «الشرق الاوسط»، إن «عباس يساوي بين الضحية والجلاد ويسهل مهمة الاسرائيليين في حربهم ضد غزة من اجل العودة تحت غطاء الاحتلال وعلى ظهر دباباته». وجاءت أقوال برهوم ردا على تجديد الرئيس الفلسطيني إدانته لإطلاق الصواريخ، داعيا الى وقفها من طرف واحد لتفويت الفرصة على اسرائيل للاستمرار في عدوانها.

واستنكر ابو مازن الجرائم الاسرائيلية، في غزة، واصفا ما يجري، بانه «أكثر من محرقة»، قائلا «انه لا يعقل ان يكون رد الفعل الاسرائيلي على الصواريخ التي ندينها بهذا الحجم الثقيل والرهيب».

وقال ابو مازن امام اجتماع للجنة التحضيرية لعقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني: «اليوم (امس) وصل عدد الشهداء (في غزة) الى 62، وللأسف الشديد، فإن ما يجري، هو اكثر من محرقة، ولذلك نحن نتوجه الى كل المجتمع الدولي لكي يرى بعينه ما يحصل هناك. ونقول للعالم انظروا واحكموا على ما يجري ومن يقوم بالارهاب الدولي». وانتقد ابو مازن استخدام اسرائيل مصطلح «محرقة» الذي اثار جدلا اسرائيليا كذلك، قائلا «مع الأسف أن اسرائيل تستعمل كلمة منبوذة منذ أكثر من 60 عاما هذه الأيام وهي كلمة المحرقة. نطالب العالم أن يرد عليها». وكان نائب وزير الجيش الاسرائيلي ماتان فيلنائي حذر سكان غزة يوم الجمعة من أنهم يخاطرون بالتعرض «لمحرقة» إذا لم يتوقف اطلاق الصواريخ. لكن مسؤولين اسرائيليين حاولوا التعديل، وانه استخدم هذه الكلمة العبرية ليس بمعناها الشائع وهو المحرقة وانما كتعبير للاشارة الى «شواء». ورغم ادانة عباس للهجمة الاسرائيلية، الا ان حماس اعتبرت تصريحاته بمثابة مساواة «بين الارهابيين وبين المقاومة المشروعة».

ولا تتهم حماس اسرائيل وحدها باستهداف المقاومة، بل زاد برهوم، بالقول «واضح ان عباس ايضا يستهدف المقاومة ايضا»، متهما اياه بالارتهان الى المشاريع الاميركية والاسرائيلية، قائلا «ربما ان ارقام انابوليس وباريس جعلته يرتهن لهذه المشاريع»، (في إشارة الى المساعدات الدولية للسلطة).

وتتهم حماس ابومازن بانه يريد العودة الى غزة «على ظهر دبابة اسرائيلية» وقال برهوم، «انه يريد العودة الى غزة تحت اي غطاء». ويرى برهوم ان ابومازن يتساوى مع الاسرائيليين في حربهم التي تهدف، كما قال، الى اسقاط حماس واعادته. وخاض مقاتلون من حماس وفصائل فلسطينية اخرى معارك صعبه على ابواب جباليا شمال القطاع، وقال برهوم «ان المقاومة الشرعية ستدافع عن نفسها امام المحرقة التي يرتكبها الاحتلال في غزة».

واضاف «نحن امام نازيين جدد، انهم يخوضون حرب ابادة ضد غزة». ويرى برهوم ان أي تبريرات لهذه الحرب (في اشارة لابومازن) تعطي الاحتلال مزيدا من الشراسة والنهم لكي يرتكب مجازر اكبر». وحسب برهوم فان «الشواهد على الارض، مثل تبرير هذا الاجرام، واستنكار المقاومة، وتأكيداته (ابو مازن) على ان هناك تنظيم قاعدة، انما يسهل مهمة الاحتلال ويبرر لعدوانه». وفي الوقت الذي يرى فيه برهوم، ان على اسرائيل ان تقتل كل الشعب الفلسطيني كي تسقط حماس، لا يعتقد خالد البطش احد قيادي الجهاد الاسلامي ان اسرائيل تهدف الى اعادة عباس، قائلا لـ«الشرق الاوسط» «اسرائيل لا تريد احدا». واضاف البطش ان اسرائيل تريد فرض خطة خريطة الطريق من جهة واجبار المقاومة على هدنة مشروطة، اي استسلام من جهة اخرى».

ويستغرب البطش استمرار الحديث عن «عبثية الصواريخ»، قائلا «ليس هذا موضوعنا الان، هناك مذبحة في القطاع، والصواريخ احد ادوات المقاومة». مشددا على ان حرب اسرائيل لا تستهدف وقف الصواريخ، متسائلا، «هل هناك صواريخ في الضفة الغربية التي يقتلون فيها كل يوم». وحسب البطش فانه «اذا ارادت اسرائيل وقف اطلاق الصواريخ على سديروت فانها تصل الان عسقلان، وابعد». وواصلت اجنجة المقاومة امس، اطلاق الصواريخ تجاه بلدات اسرائيلية، بما فيها كتائب الاقصى التابعه لحركة فتح التي يتزعمها ابومازن.

وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة، امس، إن ابومازن يجري سلسلة اتصالات عاجلة مع العديد من قادة دول العالم من أجل وضع حد للتصعيد الإسرائيلي المستمر، مطالباً الجميع، وخاصة اللجنة الرباعية، بسرعة التدخل والتحرك الفعال لوقف مسلسل المجازر اليومية بحق أبناء شعبنا  الفلسطيني.

وأضاف أن الرئيس يجري مشاورات حثيثة بخصوص عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية، وآخر لمجلس الأمن الدولي لوضع حد لكل هذا التصعيد المدمر، خاصة تداعياته السلبية على مجمل الأوضاع في فلسطين والمنطقة، محذراً مرة أخرى من خطورة التصعيد والاستعدادات الإسرائيلية ضد غزة.