نائب إسرائيلي سابق يدعو لمحو بلدة واحدة في غزة

مظاهرات إسرائيلية كبرى اليوم مع وضد التصعيد الحربي

TT

يستعد الاسرائيليون، منذ خروج السبت (يوم العطلة الأسبوعي)، للقيام بسلسلة مظاهرات جماهيرية ضد سياسة حكومة ايهود أولمرت، بعضها للاحتجاج على فشله في تصفية ظاهرة اطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه البلدات الجنوبية، وبعضها لأنه يدير عمليات حربية تنطوي على جرائم حرب ضد الفلسطينيين وعلى تدمير المفاوضات السلمية.

وتتركز المظاهرات اليمينية، التي تطالب بالمزيد من العمليات الحربية، بالأساس في البلدات التي تتعرض للقصف الفلسطيني، عسقلان وسديروت وغيرهما. وأعلن عدد من قادة اليمين المتطرف نيتهم المشاركة فيها، متهمين الحكومة بالعجز وبتقييد أيدي الجيش ومنعه من «عمل ما يعرف عمله لشل أيدي حماس وأمثالها وحملها على الاستسلام». ودعا رئيس حزب «اسرائيل بيتنا» الحكومة لعدم الاكتفاء بالعمليات الحربية الحالية، كونها لا توقف الصواريخ، وطالبها، خلال زيارته لعسقلان وسديروت، بتدمير جميع البنايات التي تضم دوائر حكومية أو مؤسسات جماهيرية أو بنوك أو محال صرافة والقضاء على كل مصدر لتمويل الارهاب، على حد تعبيره. وهاجم الحكومة على استمرارها في التفاوض مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، قائلا ان أبو مازن يمثل أمام العالم أنه رجل سلام لكنه في الواقع هو الذي جلب حماس الى الانتخابات وهو الذي سلمها السلطة وهو الذي أتاح لها الاستفراد بالحكم عندما سحب قواته من المقرات الأمنية، وهو اليوم يدير معركة سياسية في العالم كله ضد عملياتنا في غزة.

ودعا النائب السابق من حزب الليكود عوزي لانداو، في حديث للاذاعة الاسرائيلية أمس، الى محو بلدة واحدة في قطاع غزة عن الوجود حتى يدرك الفلسطينيون ماذا بمقدور الجيش الاسرائيلي أن يعمل. واستغرب عضو الكنيست عن حزب الاتحاد القومي بيني ألون، لماذا لم تأمر الحكومة الجيش باغتيال اسماعيل هنية وخالد مشعل ومحمود الزهار وغيرهم من قادة حماس. ويطالب اليمين المتطرف الحكومة بتوسيع عمليات الاجتياح في غزة من دون مواجهات عسكرية، وذلك بواسطة دكّ البنايات المشبوهة بالقذائف المدافعية من بعيد وبالغارات الجوية. وينجح اليمين في تجنيد سكان البلدات الجنوبية في معركته، بالقول انه «لا يمكن أن يعيش 190 ألف مواطن في ظل تهديد الصواريخ». ويحاول وزير الدفاع، ايهود باراك، الرد على اليمين بالتصعيد الحربي على القطاع، طالبا عدم الضغط على الجيش وتركه يعمل بحرية. وحمل باراك، أمس، أيضا، قادة حماس مسؤولية التدهور الأمني. وقال أمام طاقم القيادة العسكرية في اللواء الجنوبي، ان اسرائيل لن تسمح بأن يعيش سكان الجنوب تحت التهديد الصاروخي. ويلاحظ ان قيادة الجيش تمتنع عن الكلام وتترك النقاش للسياسيين، وهي تتركز في عملياتها الحربية. وحسب تقديرات سياسية، فإن من المحتمل أن تبذل جهود دولية لوقف اطلاق النار، خصوصا مع وصول وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، الى اسرائيل بعد غد لاجراء محادثات سياسية. ولذلك تستغل القيادة العسكرية الوقت لتوجيه أقسى الضربات الى حماس في هذه الأيام. ولا يخفى ان الجيش الاسرائيلي، الذي ما زال يعاني من فقدان هيبته في الحرب الأخيرة على لبنان، يحاول استعادة هذه الهيبة بواسطة عملياته في غزة. ويجر الحكومة مجددا الى حرب لا تقوى على منعها، حتى ولو أرادت. ويظهر باراك في هذه الحرب «كاثوليكيا أكثر من البابا»، على أمل أن يرفع أسهمه في الشارع الاسرائيلي. ورغم ضعف قوى اليسار وأنصار السلام في اسرائيل، إلا انها بادرت الى تنظيم مظاهرة احتجاج على العمليات في غزة مساء اليوم، أمام مكتب باراك في تل أبيب. ودعي الى هذه المظاهرة تحت عنوان يقول: «في غزة تجري مذابح بالبث المباشر، فلا تقولوا لم نعرف». وكانت الصحافة الاسرائيلية قد تجندت الى هذه الحرب بالمقالات والتحليلات التي تشير الى «عجز الحكومة عن مجابهة الصواريخ» وتحض الحكومة على افساح المجال أمام الجيش للعمل. وتضمنت أيضا مقالات معاكسة تحذر من قيام الجيش بجر الحكومة مرة أخرى الى حرب غير مدروسة أو الانجراف وراء المزاج الشعبي الغاضب من الصواريخ. وكتب ايتان هابر مدير عام مكتب رئيس الحكومة الأسبق، اسحق رابين، محذرا من الضغط الشعبي على الحكومة والجيش وأخطاره. وقال: «لا يوجد حل سحري للصواريخ. ولا يمكن لأية عملية عسكرية أن تمنعها تماما. فهذه حرب طويلة علينا ادارتها بعقل بارد ومن خلال اجراء حسابات داخلية في الجيش والمخابرات، وعلى الجمهور أن لا يتدخل فيها». وكانت التنظيمات الفلسطينية قد أطلقت خلال اليوم الأخير ما يقارب 100 صاروخ وقذيفة على البلدات الاسرائيلية، لكنها لم تسفر عن أية خسائر في الأرواح.