الموت الإسرائيلي يداهم فلسطينيي غزة في منازلهم

جاكلين تنجح في إعادة شقيقها إلى المنزل ليعاجلهما صاروخ يقضي عليهما

TT

استبد القلق بسلوى عسلية، 22 عاما، الطالبة الجامعية، بعد ان تأخرت اختها سماح، 13 عاما، التي اتجهت نحو شرفة المنزل لاستشراف ما يحدث في محيط المنزل الذي يقع قبالة «محطة حمودة» للوقود، شرق بلدة جباليا، شمال قطاع غزة. وبينما كانت سلوى تشد سماح نحو غرفة نومهما المشتركة، عاجلت الاختين قذيفة اطلقتها المدفعية الاسرائيلية المتمركزة الى الشرق من محطة حمودة. الاصابة كانت مباشرة، فقتلت الاختين على الفور بينما لحقت اضرار كبيرة بالطابق الثاني من المبنى الذي تتواجد فيه الشقة التي تعيش فيها العائلة. وقالت ام صبري عسلية، وهي قريبة للعائلة وتعيش بجوارها لـ«الشرق الأوسط» إن كارثة اكبر تم تجنبها، لأن بقية افراد العائلة كانوا متواجدين في الطابق الاول في شقة النجل الاكبر للعائلة.

وما حدث مع بسام عبيد، 45 عاما، الذي يقطن في الحي كان أكثر مأساوية، فهذا الرجل الذي استبد به الخوف عندما اشتد القصف في محيط المنزل، قرر التسلل مع ولديه محمد وخليل، واللجوء الى الاحياء الغربية من جباليا تفاديا للصواريخ والقذائف الاسرائيلية. وعندما كان بسام يهم بالخروج من المنزل عاجلته قذيفة مدفعية، الامر الذي ادى الى مقتله ومقتل ولده محمد، 12 عاما، واصابة خليل، 9 سنوات، بجراح بالغة. ويصف جيران العائلة بسام عبيد بانه رجل يحب ابناءه بشكل جنوني، وهذا ما دفعه للتفكير باخراجهم من المنطقة.

ونفس المأساة تكررت مع جاكلين ابو شباك، 17 عاما، وشقيقها اياد، 14 عاما. فبعد ان نجحت جاكلين في استعادة شقيقها اياد الذي خرج لاستشراف الاوضاع في محيط المنزل، عقب ان اشتد القصف، وما كادا ان استقرا داخل المنزل مرة ثانية، حتى عاجلهما صاروخ اطلقته طائرة استطلاع بدون طيار ليقتلهما على الفور. وكانت عائلة محمد بدرونة هي الاخرى على موعد مع القصف المدفعي الاسرائيلي، فهذه العائلة التي كانت متجمعة في صالون المنزل عندما اشتد القصف وهي لا تدري ماذا تفعل. وقبل ان تهتدي الى قرار عاجلت المنزل قذيفة مدفعية ادت الى اصابة جميع افراد العائلة الثلاثة عشر. ودفعت عمليات القصف هذه جميع العائلات في المنطقة للجلاء عنها، والتوجه نحو قلب جباليا البلد. وصدرت دعوات تطالب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بتوفير مأوى لهم في المدارس، مع العلم أن المدارس تعمل حالياً.