المعلم يقترح التوافق في لبنان على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب».. ويتهم الإدارة الأميركية بتعطيل التسوية

في مؤتمر صحافي مشترك مع عمرو موسى في دمشق

TT

اعتبرت دمشق إرسال الولايات المتحدة المدمرة «إس إس كول» إلى قبالة الشواطئ اللبنانية استعراض قوة لن يجدي، ولن يؤدي كما يدعون إلى استقرار المنطقة بل هو ضد استقرار المنطقة». وفي أول رد فعل رسمي، وجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم رسالة، حسب قوله، إلى «من يراهن على تلويح الولايات المتحدة بالقوة أو باستعراض عضلاتها قبالة الشاطئ اللبناني»، بأن «هذا الرهان فاشل»، وأن الولايات المتحدة «لا تستطيع فرض حل في لبنان كما تراه». وأكد المعلم أن «الحل هو في إطار المبادرة العربية وجهود الأمين العام للجامعة والتوافق اللبناني على أساس قاعدة لا غالب ولا مغلوب».

واعتبر المعلم، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقد في دمشق أمس، أن إرسال المدمرة «إس إس كول» إلى قبالة الشواطئ اللبنانية تأكيد لما كانت سورية تقوله باستمرار، بان «الولايات المتحدة تقوم بتعطيل ما يطرح من حلول سياسية للأزمة القائمة في لبنان». وذكّر المعلم انه حين «كان الجهد السوري ـ الفرنسي يتقدم في لبنان بحضور الأمين العام للجامعة العربية في بيروت فجأة جاء ديفيد ولش واليوت ابرام وعطلا هذا الجهد» .

وأوضح المعلم أن الولايات المتحدة «البلد الوحيد في العالم الذي لم يؤيد المبادرة العربية التي أقرتها الجامعة ولا مهمة الأمين العام في لبنان»، وان الولايات المتحدة وجهت رسالتها من خلال إرسالها البارجة أولا إلى «مهمة الأمين العام والى المبادرة العربية والجامعة العربية». ونبه المعلم إلى أن لتدخل الأسطول الأميركي في لبنان تاريخا أثبت أنه لم يكن مجديا على الإطلاق، ولهذا قال لـ«من يراهن على تلويح الولايات المتحدة بالقوة أو باستعراض عضلاتها»، إن هذا «الرهان فاشل» لا تستطيع الولايات المتحدة فرض حل في لبنان «كما تراه»، فالحل بحسب المعلم «هو في إطار المبادرة العربية وجهود الأمين العام للجامعة والتوافق اللبناني على أساس قاعدة لا غالب ولا مغلوب». وعما إذا كانت هذه الخطوة الأميركية التصعيدية مقدمة لتفجير الوضع في لبنان أو المنطقة، قال المعلم: «سياسات هذه الإدارة الأميركية، في لبنان، في العراق، في أفغانستان، برهنت على خطئها، وأن «لا أحد يستطيع التكهن ما هي نواياها، نحن نحكم على الأفعال»، ومثل هذا الاستعراض للقوة «لن يجدي ولن يؤدي كما يدعون إلى استقرار المنطقة بل هو ضد استقرار المنطقة».

وفي رد على سؤال يتعلق بربط بعض القادة العرب حضورهم اجتماع القمة بدمشق مع انتخاب رئيس في لبنان، نبه المعلم إلى إن «القمة العربية هي قمة عادية وليس طارئة وسيكون هناك عدة موضوعات للبحث بين القادة العرب» خلافا للانطباع الذي تكون بأن هذه القمة ستكون مكرسة للبنان وإذا لم يكن هناك حل في لبنان لن يكون هناك قمة ناجحة».. وتابع موضحا «في الاجتماع الوزاري سيتم وضع جدول أعمال القمة وسيأتي في المقدمة الوضع الفلسطيني والوضع الخطير والمأساوي في غزة»، مؤكدا أنه «أمام هذا الصمت الدولي مسؤولية القيادات العربية أن تتخذ موقفا واضحا لمساعدة الشعب الفلسطيني»، كما يجب أن يكون هناك «موقف واضح من عملية السلام بعد انابوليس» وما تقوم به إسرائيل في ظل هذا الصمت الدولي أو في ظل الدعم الأميركي لإسرائيل سواء بتعطيل مجلس الأمن عن اتخاذ قرار أو بإرسال استعراض للقوة قبالة الشواطئ اللبنانية. وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد وصل إلى دمشق مساء أول من أمس وأجرى لقاء مطولا مع الرئيس بشار الأسد صباح أمس كما التقى نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم. وقال موسى إن مباحثاته مع المسؤولين السوريين كانت مهمة وتناولت «الوضع الخطر في غزة ولبنان والخطورة الشاملة التي تتعرض لها المنطقة والترتيبات لاجتماع القمة الذي يأتي في ظروف في غاية الدقة».

وفي رد على سؤال يتعلق بربط نجاح القمة في دمشق بانتخاب رئيس في لبنان، قال موسى «الكل يريد انتخاب رئيس في لبنان وهذا أول بند في المبادرة العربية»، وكثير من القادة العرب يعتبر هذا أمرا مهما لنجاح القمة وربما لمشاركتهم». وفي هذا الإطار أكد موسى أن «الكل يدعو إلى انتخاب رئيس جمهورية في لبنان». لكن الوزير السوري وليد المعلم عقب على كلام موسى بالقول «انتخاب رئيس جمهورية للبنان في إطار المبادرة العربية كخطة متكاملة لا يوجد فيها بند أول وبند ثالث.. كل البنود مهمة»، وتابع المعلم موجها سؤاله إلى من يربط مشاركته باجتماع القمة مع انتخاب رئيس في لبنان: «ماذا عن المحرقة التي وعدت بها غزة؟ وماذا عن المجزرة التي تدور في غزة؟ أليست هذه أخطر؟».

وفي ما يخص موقف سورية من قيام المملكة العربية السعودية بنقل سفيرها في دمشق إلى الدوحة رفض المعلم التعليق معتبرا هذا «شأن سيادي خاص بالأشقاء في المملكة».

وعن توجيه الدعوة إلى السعودية قال المعلم إنها «في الطريق». وردا على سؤال، عمن سيمثل لبنان في القمة، رد المعلم: أن لبنان «سيمثل في القمة»، فيما أكد موسى أن «لبنان هو من سيختار ممثله». بعد المؤتمر الصحافي قام الوزير المعلم وعمرو موسى بزيارة اطلاعية على المنشآت والأماكن التي أعدت لإقامة اجتماع القمة العربية نهاية الشهر الحالي.