باكستان: مذكرة اعتقال بحق بيت الله محسود بعد اتهامه رسميا باغتيال بوتو

المحكمة تبرئ شقيق نواز شريف من تهم قتل.. وتفجير انتحاري جديد في غرب البلاد

TT

وجهت الشرطة الباكستانية الاتهام رسميا إلى بيت الله محسود و4 آخرين بالتخطيط لاغتيال زعيمة حزب الشعب بي نظير بوتو. وأصدر قاض أمر اعتقال بحق محسود، الذي يقود حركة موالية لطالبان تقاتل الجيش في منطقة القبائل القريبة من الحدود الأفغانية. ويعتقد ان محسود، الذي نفى أي علاقة له بهذه القضية، يتخذ من منطقة جنوب اقليم وزيرستان الباكستاني معقلا له. وقد اعتقلت الشرطة الباكستانية 5 أشخاص على خلفية هذه القضية. واعترف اثنان من المتهمين، وهما رفقات وحسنات جول ـ وهما أولاد عم ـ بتقديمهما المساعدة للشخص الذي نفذ الهجوم على بوتو. من جهة أخرى، أعلنت مصادر قضائية أمس انه تمت تبرئة شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف، الذي كان موضع ملاحقة امام محكمة متخصصة في مكافحة الارهاب بتهمة القتل، وتعذر عليه الترشح للانتخابات الاخيرة بسببها.

وكان خمسة من المشتبه في تورطهم في أعمال الارهاب، قد قتلوا خلال عملية إطلاق نار مع رجال الشرطة، قالت عائلاتهم إنهم قتلوا بصورة غير مشروعة بأوامر من شهباز شريف، خلال فترة رئاسته لحكومة إقليم البنجاب، أكبر الاقاليم الباكستانية خلال الفترة بين عامي 1997 و2000.

وكانت القضية هي أحد أبرز الاسباب وراء استبعاد شهباز شريف من انتخابات 18 فبراير (شباط) الماضي، وهي الانتخابات التي خرج منها حزب الرابطة الاسلامية جناح نواز برئاسة شقيقه نواز شريف الفائز الاكبر. ونفى شهباز هذه المزاعم على مدار السنوات الماضية، وقال إن الاتهامات جاءت لاهداف سياسية. وقال المحامي خواجة محمد حريص: «أمرت المحكمة بتبرئته بعد ان برهن محامو شهباز على انه لم يكن وراء عمليات القتل». وكانت أسرة شريف قد عادت الى باكستان في بداية نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد سبع سنوات في المنفى. واعلن حزب شريف ان شهباز سيترشح للانتخابات الجزئية المقرر تنظيمها في الاشهر القليلة المقبلة.

من جهة ثانية، قتل شخص وأصيب عشرون آخرون أمس في هجوم انتحاري جديد استهدف قافلة أمنية شمال غرب باكستان، في الوقت الذي تقوم فيه السلطات بالتحقيق في حادث التفجير، الذي وقع أمس الجمعة وأسفر عن مقتل 42 شخصا خلال جنازة أحد ضباط الشرطة.

وقالت القناة الإخبارية التلفزيونية «جيو»: إن الانتحاري اقتحم بسيارته المفخخة قافلة مكونة من أربع حافلات تابعة للقوات شبه العسكرية بالقرب من خار، التي تعد المدينة الرئيسية في منطقة باجور، القبيلة الواقعة على الحدود مع أفغانستان.

وذكرت التقارير أن تسعة من مسؤولي الأمن من بين الجرحى، إصاباتهم خطيرة وتم نقلهم إلى المستشفى المحلي. ويعتقد أن الحزام القبلي في باكستان يمثل ملاذا آمنا للمتشددين بتنظيم «القاعدة» ومقاتلي طالبان الذين يقومون بشن هجمات عبر الحدود على القوات الدولية داخل أفغانستان.

وجاء تفجير اليوم بعد يوم واحد من الهجوم الانتحاري، الذي استهدف المشيعين في جنازة جاويد إقبال نائب رئيس الشرطة، الذي قتل في وقت سابق من يوم اول أمس، نتيجة انفجار عبوة ناسفة، وأسفر الهجوم الانتحاري عن مقتل 42 شخصا وإصابة 81 آخرين وذلك في منطقة وادي سوات بإقليم الحدود الشمالية الغربية.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، غير أن المسؤولين المحليين أعربوا عن اعتقادهم بأن الهجوم قام به أتباع مولانا فضل الله الموالي لحركة طالبان، الذي يعتقد أنه وراء عشرات الهجمات الانتحارية في سوات منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما تم إرسال الجيش الباكستاني لطرد المتشددين الإسلاميين.

وتجمع المئات من المشيعين امس في مانجورا لتشييع العديد من ضحايا الهجوم الذي وقع أمس. وقال محمد خان المدير الطبي في مستشفى سيدو شريف انه «نقل 37 جثة و86 جريحا إلى المستشفى، غير أن خمسة أشخاص توفوا متأثرين بجراحهم في وقت متأخر» من ليل اول من امس.