شيري بلير لـ «الشرق الأوسط» : لست قلقة مما ستقوله كتب التاريخ عنا... بل من الذين يحاولون الإساءة لتوني

رجحت فوز ماكين في انتخابات الرئاسة الأميركية واستبعدت أن يصل أوباما إلى البيت الأبيض

TT

شيري بلير، زوجة رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير، المرأة التي تعرضت لنقد غير مسبوق عندما كانت سيدة بريطانيا الاولى، لاتزال تجذب اهتمام الصحافة على الرغم من مغاردة زوجها داونينغ ستريت. ولاتزال وسائل الاعلام مهووسة بها حتى أكثر من سارة براون زوجة رئيس الوزراء الحالي غوردون براون. تقول شيري بلير في حديث لـ«الشرق الاوسط»، وعلامات الاسترخاء تبدو على وجهها: «توني وأنا عدنا للتو بعد اسبوع من السافاري في جنوب افريقيا. كنا نستيقظ في الساعة الرابعة والنصف من كل صباح... كان الأمر ساحرا! لم أكن اصدق أني استطيع أن أبعد توني عن أي شيء... ولكنه وقع في الشراك».

عندما كانت شيري بلير، المحامية المتألقة، مع زوجها في داونينغ ستريت، كان عليها دائما مواجهة ألغام الصحافة. وعندما تعين على رئيس الوزراء ان يترك وظيفته المحبوبة لم يتساءل احد عما سيفعله هو، وانما ما الذي ستفعله هي. في الواقع، بدأت شيري منذ تفرغها من منصب سيدة بريطانيا الاولى، بتأليف كتاب لم تتحدث عن محتواه لأنه لم ينشر بعد. وقالت: «أكتب كتابا وقد وقعت عقدا مع ليتي براون... لا يفترض ان أعطي مقابلات الى أن ينشر الكتاب. والحقيقة انني كتبت الكتاب بنفسي على الرغم من أنني تلقيت مساعدة من كاتب مساعد في التأليف ولكنني افضل الكتابة بنفسي».

ولكن متى تجد شيري، وهي محامية ناشطة ولديها التزامات اخرى، الوقت الكافي لتأليف كتاب. أجابت قائلة: «امارس الكتابة عادة خلال الليل. وفي الواقع أستمتع بذلك... وهذا أمر يدهشني حقا».

شخصية شيري متناقضة. فمن جهة هي حادة كالسكين، محامية لا تقبل الرد بالنفي. ومن جهة اخرى، هي سيدة اولى مثيرة للشفقة أحيانا، تحاول تلقي اية دعوة عشاء مجانية او الاستفادة من الحسومات الى اقصى درجة...

وقد قال شخص عنها مرة إن «خلفيتها الاجتماعية الفقيرة تجعلها دائما متعطشة للمال، وهي تعتبر ان المال هو وسيلة الضمان الكبرى».

وكانت شيري تتساءل عما اذا حصلت على الصفقة الانسب لكتابها، وهي تبدو دائما مهتمة بالحديث عن المال بالرغم من أن زوجها يحقق دخلا كبيرا من كتابه ومحاضراته، بالاضافة الى وظيفته المثيرة للجدل كمستشار في مؤسسة «غابي مورغان»، حصل عليها بعد ان ترك وظيفته كرئيس للوزراء، ليحل محله غوردون براون. ويبدو أن شيري لا تحب براون، وهي لا تخفي ذلك أصلا.

تحدثنا عن المحاضرات التي تحب شيري إلقاءها، وتقول: «أود الحديث عن حقوق المرأة. والجمهور اليوناني مهم بالنسبة لي، ولاسيما بسبب وجود جانب ديني. لقد دهشت عندما اكتشفت ان مجموعة من اغنى النساء لا يعملن هناك، ووظيفتهن اصطحاب زوجاتهم والظهور بمظهر لطيف. يجب تعليمهن وتثقيفهن.. فهذا امر لا أجده ايضا في روح المذهب الكاثوليكي».

عندما ترك توني بلير 10 دوانينغ ستريت، كانت خطوته التالية التي حصل خلالها على دعاية كبيرة هي اعتناقه المذهب الكاثوليكي وتخليه عن الكنيسة الانغليكانية. وقالت وسائل الاعلام حينها ان زوجته شيري هي من أثر عليه لاتخاذ هذا القرار، وهي الكاثوليكية الممارسة. وانتقلنا للحديث عن الانتخابات الاميركية، وسألتها أين تخطئ هيلاري كلينتون ولماذا تتراجع، فقالت: «هل هو النقد الذي تتعرض له؟ ربما لم تتمكن من مواجهته؟ على كل، من الصعب التكهن بالنتائج واذا فازت في تكساس واعادت قوة الدفع الى حملتها يمكنها الاستمرار».

وأضافت: «ولكن أعتقد أن جون ماكين (المرشح الجمهوري) هو من سيفوز. اذا ما حصل باراك اوباما (منافس هيلاري) على ترشيح الحزب الديمقراطي، لا اعتقد انه سيفوز بمنصب الرئاسة ويدخل البيت الابيض.. قد يكون باراك شخصية كاريزمية وموهوب ولكن كيف سيتعامل مع القضايا؟ ليست لديه أي خبرة في السياسة الخارجية، بينما هيلاري شاركت زوجها في الكثير من القضايا عندما كان رئيسا للولايات المتحدة. وقد سافرت الى انحاء العالم كسيدة اولى وتعلمت الكثير...».

وانتقل الحديث بنا الى المناطق التي يقيم بها الأثرياء والمشاهير مثل جزيرة مارثا فينيارد حيث انتقلت هيلاري وابنتها تشيلسي مع بيل مع فضيحة مونيكا لوينسكي. ثم تحدثنا عن الاقتصاد والانهيار الذي يشهده، وسألتها عن رأيها في اقتصاد بريطانيا الذي يبدو افضل من فرنسا او المانيا، وقالت: «نعم هو أقوى ولكنه سينهار. لايزال الجنيه اقوى من الدولار ولكنه سيهبط. لقد استمتعنا بسنوات جيدة ولكن الان سيصبح الامر اصعب».

وسألتها اذا كانت تظن ان توقيت مغادرة داونينغ ستريت كان مناسبا، فاجابت: «لا اعرف كيف كان توني سيجيب على هذا السؤال». وعما اذا كانت قلقة مما سيقال عن الحرب على العراق، قالت: «لدي الكثير لأقوله حول هذه المسألة، وقد أذكره في كتابي. هناك الكثير من التضليل في هذا الموضوع.. أنا غير قلقة مما ستقوله كتب التاريخ عنا... أنا فقط قلقة من الناس الذين يحاولون الإساءة لتوني والذين يستمرون باستغلال موضوع الحرب على العراق».

وعندما سألتها اذا كانت تفتقد للسلطة أو اي شيء آخر بعد مغادرتها داونينغ ستريت، قالت: «لا افتقد الصحافة... لقد احتفظنا بعديد من الاصدقاء الذين تعرفنا عليهم عبر السنوات. لدي المزيد من الخصوصية... حتى انني أطهو لزوجي هذه الايام».