السلطات تلجأ إلى التهديد والترغيب لحث الروس على التصويت لميدفيديف

بطاقات يانصيب وحسومات مقابل الاقتراع

TT

تلجأ السطات الروسية الى التهديد والترغيب، لاجتذاب الناخبين للمشاركة في انتخابات رئاسية تفتقر الى الاثارة. ففي حين تقدم أوراق يانصيب أو دعوات الى نواد ليلية في المناطق الاكثر فقرا، تلجأ الى التهديد بالعقوبات في حال مقاطعة الانتخابات في مناطق أخرى. وهي تدعو الى التصويت لمرشح السلطة ديميتري ميدفيديف الفائز من دون شك، الا انها تحاول اعطاء شرعية لانتخابه.

وكانت المعارضة ومنظمات أخرى غير حكومية، تحدثت عن ضغوط تمارسها السطلة على الناخبين، فيما تتحدث وسائل الاعلام يوميا عن اساليب مبتكرة من الادارات المناطقية من اجل جذب الناخبين الى مراكز الاقتراع، كون مرشح الكرملين يحتاج الى مشاركة لا لبس فيها، ليتمكن من تدعيم شرعية انتخابه. وفي تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، يمكن للمشاركين في عملية الاقتراع في مدينة تشيليابينسك أن يفوزوا بسيارة أو ثلاجة أو جهاز تلفزيون. ووجد الناخبون في هذه المدينة الواقعة في منطقة الأورال في علبهم البريدية دعوات للمشاركة في الاقتراع، على ان يقترن ذلك بإدراج اسمائهم في سحب يانصيب.

وفي نيجني نوفغراد في الفولغا، التي تعد واجهة الاصلاحات الليبرالية في التسعينات، وافقت البلدية على توزيع قسائم في مراكز الاقتراع يمكن للناخبين بموجبها ان يحصلوا على حسومات في محلات تجارية.

وفي مدينة دزيرجينسك قرب نيجني نوفغراد، سيحصل الشبان الذين يصلون قبل غيرهم الى مراكز الاقتراع على دعوات الى نواد ليلية. وجاء في اعلان نشرته صحيفة محلية: «اتموا واجبكم المدني، واذهبوا الى الرقص». ونشرت اللجنة الانتخابية في روستوف سور لو دون رسوما مصورة حول شخصية تدعى «كوستيك» في الثامنة عشرة (السن القانوني للاقتراع) وصديقه «صوت الناخب». ويأتي هذا الأخير صباح يوم الانتخابات ليزور صديقه، ويشرح له لم يجب استخدام صوت الناخب. وسيحصل الذين يصوتون للمرة الاولى على كتيب الرسوم المصورة هدية. وفي روستوف لو دون ايضا، سيتم اعداد اماكن خاصة للاطفال في مراكز الاقتراع، ليشاركوا في مسابقة رسم عنوانها «رئيس دولة غامضة» وستقدم هدايا للفائزين. وقد استخدم الاطفال على نطاق واسع في الحملات لاقناع الناخبين برفع نسبة المشاركة. فقد ارتفعت لوحات اعلانية عدة في موسكو يظهر فيها طفلان صغيران مع والديهما، وعبارة «كل العائلة تصوت».

وتم في مدارس منطقة سوتشي (جنوب غرب) على ضفاف البحر الأسود تنظيم مسابقة ادبية بناء على مبادرة من الادارة بعنوان «عائلتي تنتخب الرئيس». وقالت تاتيانا فيزيرينكو المسؤولة في قطاع التعليم ان «التلامذة يكتبون ان عائلاتهم تنتظر بفارغ الصبر الانتخابات (...). وعندما نقرأ مواضيعهم، نفهم أن عائلات سوتشي قامت بخيارها».

في المقابل، يعبر العديد من الروس، من دون ان يكشفوا عن اسمائهم عن استيائهم من الضغوط والتهديدات التي يتعرضون لها. وأوردت المنظمة غير الحكومية «غولوس» التي تتابع العملية الانتخابية في روسيا، شكاوى تلقتها في هذا الإطار وبينها واحدة من مدرسة في موسكو تلقت تأنيبا بسبب رفضها جمع أهالي الطلاب لحضهم على المشاركة في الانتخابات.

وقالت «غولوس» انه طلب من موظفين في محلات تجارية كبرى في موسكو بالحاح أن يصوتوا لمدفيديف، تحت طائلة حرمانهم من العلاوات. وفي بيرم في الاورال، طوقت الشرطة الجمعة منزلا كان سكانه قد جاهروا بنيتهم مقاطعة الانتخابات. وقال الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الانسان رومان يوشكوف عبر اذاعة «صدى موسكو» ان عناصر الشرطة قالوا انهم يريدون «ان يعرفوا من يقف وراء هذه المبادرة».

وروى ماكسيم ريزنيك من حزب «يابلوكو» الليبرالي ان «ممرضات في مستشفيات في سان بطرسبورغ، يطرحن على زوار المستشفى اسئلة عن نيتهم المشاركة في التصويت. فإذا قالوا لا، تسجل اسماؤهم على لائحة».