تقرير بريطاني: أي هجوم على طهران سيمنى بالفشل وانعكاساته بالغة العنف

إيران تعتبر أي قرار دولي جديد لمعاقبتها «غير قانوني»

TT

اعتبرت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني في تقرير نشر امس، ان عملية عسكرية على ايران ستمنى بالفشل على الارجح وقد تثير ردود فعل متوالية في المنطقة برمتها. وقال تقرير لجنة مجلس العموم (النواب في البرلمان) «ما زلنا نعتقد ان ضربة عسكرية لن تكون لها فرص كبيرة في النجاح وقد تكون لها انعكاسات بالغة العنف في المنطقة». وأوصى النواب الحكومة باستخدام تأثيرها على واشنطن لإقناع الادارة الاميركية بالعمل على التوصل الى حل دبلوماسي لأزمة برنامج طهران النووي.

وكتب النواب «ننصح الحكومة بدعوة واشنطن الى البحث في تقديم ضمانات امنية قوية الى ايران اذا قدمت طهران في المقابل ضمانات ذات مصداقية ويمكن التحقق منها حول عدم متابعة برنامج تسلح نووي». كما حذرت اللجنة من ان فرض عقوبات دولية جديدة على طهران قد يؤدي الى عكس النتيجة المرجوة. وقال النواب «على الحكومة تجنب اي تحرك قد يستغله المحافظون كالرئيس محمود احمدي نجاد» لتعزيز موقعهم مقابل الاصلاحيين «بغية إعادة انتخابه عام 2009». لكن رئيس اللجنة مايك غايبس أقر بأن العالم «لا يستطيع السماح لإيران بانتاج السلاح النووي». وأضاف «اذا حدث ذلك، فمن المرجح ان تتبعه حالات متتالية أخرى في الشرق الاوسط. هذا التحدي يتطلب اهتماما دوليا عاجلا».

الى ذلك، اعتبرت ايران ان اي قرار جديد للأمم المتحدة يفرض عقوبات عليها بسبب برنامجها النووي سيكون «غير قانوني». وقال المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام «ان قيام مجلس الامن الدولي بدراسة الملف الايراني غير قانوني»، على ما أفادت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية امس. وكان مصدر دبلوماسي غربي في نيويورك قد أفاد بأنه تم تأجيل التصويت في مجلس الامن الدولي على اعتماد قرار ثالث يفرض عقوبات جديدة على ايران من السبت الى الاثنين المقبل. وتخشى عواصم غربية عدة من ان تتيح المعرفة التي اكتسبتها ايران في مجال تخصيب اليورانيوم، لها حيازة اسلحة نووية.

وتؤكد ايران ان برنامجها النووي لا يهدف الا الى انتاج الكهرباء وانها وقعت معاهدة منع انتشار السلاح النووي وتملك الحق في الحصول على الطاقة النووية المدنية التي تتيح لها تعويض تناقص مواردها من الطاقة (نفط وغاز).

وأضاف غلام «نحن نؤكد على سعينا للبحث عن الاستقلال (في مجال الطاقة) والترهيب قائم غير ان امتنا لا تخاف ولن تساوم على استقلالها».

وهاجم المتحدث اسرائيل وحث الامم المتحدة على التحرك في مواجهة نظامها الذي يملك «اسلحة ورؤوسا نووية». ويؤكد خبراء امتلاك اسرائيل لترسانة نووية، رغم عدم اعترافها بذلك. وهي احدى الدول الاشد حماسة لفرض عقوبات على ايران. وقال المتحدث الايراني «من الاجدى لمجلس الامن الدولي ان ينكب على قضية النظام الصهيوني الذي يشكل التهديد الوحيد للامن والسلم العالميين». ولا تزال الدول التي تعد صيغة قرار دولي جديد ضد ايران (فرنسا وبريطانيا والمانيا) تتشاور مع اربعة من اعضاء مجلس الامن الدولي (جنوب افريقيا واندونيسيا وليبيا وفيتنام) لإقناعها بتبني القرار الذي عبرت عن ترددها في الموافقة عليه، بحسب ما افاد مصدر دبلوماسي غربي.

ولا يتوقع حدوث اي مفاجأة في تصويت مجلس الامن على مشروع القرار الجديد بعد ان أيدته الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والتي تملك حق الفيتو. ويرغب واضعو القرار ان يحظى بأكبر إجماع ممكن مما يتيح توجيه رسالة سياسية اشد قوة لإيران. وكان قد تم تبني قرارين سابقين يفرضان عقوبات على إيران بالإجماع.