هولندا: اليمين المتطرف يرفض عدم عرض الفيلم المسيء للإسلام ويعتبر دعوة رئيس الحكومة استسلاما

سياسيون يدعون لجهد أوروبي لشرح لماذا لا يمكن منع الفيلم

TT

حتى الآن لا يبدو خيرت فيلدرز مهتماً بكل الجدل المثار حول فيلمه، الذي وصفته وسائل اعلام غربية وعربية بانه مستفز ويهاجم الاسلام، وعلق فيلدرز على تحذيرات رئيس الوزراء من عواقب عرض الفيلم، واصفاً إياها بأنها خضوع استسلامي للإسلام، مؤكداً إنه لن يفعل ذلك أبداً، وفي الوقت نفسه طالبت اصوات برلمانية وحزبية في لاهاي بضرورة ان تتحرك هولندا بالتعاون مع الدول الأوروبية الأخرى لكي توضح للرأي العام العالمي أسباب عدم إمكانية منع الفيلم المعادي للإسلام، الذي ينوي عرضه النائب اليميني خيرت فيلدرز. وقال النائب الهولندي المعارض الكسندر بيختولد، زعيم حزب «ديمقراطيو 66» الليبرالي اليساري الصغير، في لقاء مع اذاعة هولندا العالمية إن على الحكومة الهولندية أن تبذل جهوداً أكبر في توضيح ما تعنيه الديمقراطية وحرية التعبير في أوروبا.

ويرى بيختولد أن النقاش الهولندي حول الفيلم المعادي للإسلام، موجه بشكل أكثر مما يجب إلى الداخل. ويقول «تحذر الحكومة فيلدرز مراراً وتكراراً من عواقب فيلمه بينما يجب أن يتوجه النقاش إلى الخارج، لقد تربينا على قيم الديمقراطية وحرية التعبير، وهذا ليس هو الحال في كل مكان من العالم، في أماكن أخرى يستغل المتطرفون فيلماً كهذا ليثيروا الكراهية ضد الغرب، علينا أن نوضح ما معنى الحقوق الأساسية، وربما يتعين على رئيس الوزراء يان بيتر بالكيننده أن يظهر على القنوات الفضائية العربية ليوضح الأمر، أو وزير الدولة (للشؤون الاجتماعية) أحمد أبو طالب، فهو يتحدث العربية.

«لا يتوجب على هولندا أن تفعل ذلك منفردة، حسب رأي بيختولد، إذ أن الأمر يهم مصلحة الدول الأوروبية الأخرى أيضاً». كما رأينا في أزمة الرسوم الكارتونية الدنماركية، يمكن أن يحدث الأمر لجميع الدول. يجب تشكيل جبهة واحدة من خلال مجلس الوزراء الأوروبيين. مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير مكاسب أوروبية مشتركة، ولكن يبدو الآن أن على كل بلد أن يواجه التحديات منفرداً.

وحذر رئيس الوزراء بالكيننده من أن عرض فيلم فيلدرز يمكن أن يتسبب في أعمال عنف ضد الهولنديين، وقد ينجم عنه سقوط قتلى. وقد بدأت المؤشرات الجدية الأولى في هذا الاتجاه بالظهور، حسب بالكيننده. وذكر في هذا الصدد تهديدات حركة طالبان بمهاجمة الجنود الهولنديين في أفغانستان، ورفض بعض المضيفات العمل في رحلات جوية محددة. كما اضطر وزير التعاون التنموي كوندرس إلى إلغاء رحلته إلى الصومال بعد ورود تهديدات مباشرة. وتقول وسائل الاعلام الهولندية «لا يشاطر بيختولد قلق رئيس الوزراء بشكل كامل، ربما لن يكون الأمر بهذه الدرجة من الخطر، لأننا نحاول التعامل مع الأمر من الآن، لا أستطيع أن أتنبأ بشيء، يعتمد الأمر إلى درجة كبيرة على ما إذا ستقوم أنظمة معينة باستغلال الفيلم، بعض الأنظمة لديها غالباً أهداف خفية. وقال «في إيران سوف يستغلون هذه الفرصة في مواجهتهم للعقوبات الدولية، علينا إذن أن نتخطى حواجز الأنظمة ونخاطب المواطنين هناك لنشرح لهم معنى الديمقراطية، أنا شخصياً أعتبر الديمقراطية سلعة للتصدير. علينا ألا نكتفي بالترويج لاقتصادنا، ولكن أيضا أن نسعى لنشر الوعي بالديمقراطية». يرى بيختولد أن مسؤولية عرض الفيلم شيء يخص فيلدرز نفسه، ولاحقاً يمكن للجهاز القضائي في هولندا أن ينظر فيما إذا كان الفيلم قد انتهك حقوقاً أساسية معينة.