لبنان: مسيرات لـ«حزب الله» والفلسطينيين تنديدا بالمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة

جنود لبنانيون يقفون بمحاذاة السياج الفاصل بين الاراضي اللبنانية والأراضي المحتلة خلال المظاهرة التي نظمها حزب الله احتجاجا على الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
TT

انشغل اللبنانيون أمس عن أزماتهم الداخلية بمتابعة مجريات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى. وفيما اعتبر المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله «أن الموقف العربي الرسمي يوحي استقالة ليس من القضية الفلسطينية فحسب، بل من الضمير الإنساني أمام الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون»، كان «حزب الله» ينظم مسيرة حاشدة عند بوابة فاطمة الحدودية «تنديدا بالمجازر الإسرائيلية». كما شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من شماله الى جنوبه، مسيرات استنكار «المحرقة الإسرائيلية» ضد سكان غزة. وقال فضل الله أمس: «لعله لم يعد من المفيد التعويل على الأنظمة العربية، لا في حركتها المنفردة ولا من خلال القمم العربية... في مقابل تصلب العدو الإسرائيلي، ومن ورائه الدعم الأميركي، وعدم تقديمه أي شيء حقيقي سوى حقيقة القتل للفلسطينيين والإذلال لكل العرب الذين يلهثون وراء السلام كمن يتحرك نحو السراب طلبا للماء». وأضاف، معلقاً على تمركز سفن حربية اميركية قبالة لبنان: «لا بد أن ينطلق الرفض اللبناني والعربي قاطعا وحاسما ضد هذه الحركة الأميركية العسكرية التي لن تجر على لبنان والمنطقة إلا مزيدا من الاهتزاز والخراب. وإنه لمن المضحك المبكي أن المسؤولين الأميركيين يتحدثون عن هذه الخطوة العدوانية بأنها من أجل تشجيع الاستقرار الإقليمي، والكل يعرف أن الإدارة الأميركية نسفت شيئا اسمه الاستقرار الإقليمي ووضعت المنطقة كلها على فوهة بركان يقذف حمم الحرب والفوضى في كل اتجاه، وخصوصا بعد غزوها العراق وأفغانستان، وإطلاق يد إسرائيل في ما يشبه الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، ومحاولة إنهاء القضية الفلسطينية برمتها». وتوجه فضل الله إلى الشعوب العربية والإسلامية «أن تطلق الصوت عاليا بالرفض لكل ما يجري من قتل وإبادة للشعب الفلسطيني».

إلى ذلك نظم «حزب الله» ظهر أمس مسيرة حاشدة عند بوابة فاطمة الحدودية تنديدا بالمجازر الاسرائيلية التي ترتكب في غزة و«نصرة لشركاء الدم والشهادة من الشعب الفلسطيني». وانطلقت المسيرة من المدخل الشمالي لبوابة فاطمة في بلدة كفركلا ـ مرجعيون. وتقدمت بمحاذاة سياج الشريط الشائك الفاصل مع الجانب الاسرائيلي وسط اجراءات امنية مشددة اتخذتها وحدات من الجيش اللبناني التي انتشرت في المنطقة وعلى طول الشريط الفاصل. فيما لوحظ استنفارا اسرائيليا داخل منطقة البساتين الواقعة بمحاذاة مستوطنة المطلة المقابلة لبوابة فاطمة. والقى عضو المجلس السياسي في «حزب الله» الشيخ خضر نور الدين كلمة حيا فيها «شعب غزة الباسل». وقال:» ان شعب فلسطين شعب يدرك ان الحق معه وان النصر سيكون الى جانبه مهما ارتكبت اسرائيل من مجازر. ومن هنا نقول للبعض في الداخل اللبناني: لا تراهنوا على اميركا ولا على البوارج الاميركية، فنحن لن تخيفنا لا بوارج ولا اساطيل. نحن شعب ملتزم قضية. ومهما كان الرهان على اميركا فستكون النتيجة خاسرة». وفي الاطار نفسه تظاهر مئات الفلسطينيين من سكان مخيمي البداوي ونهر البارد تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وشجبا للصمت العربي، وذلك بدعوة من قيادة فصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية في الشمال، بمشاركة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية كافة وقوى التحالف الفلسطيني في الشمال. وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية في مخيمات منطقة صور نظمت اول من امس مسيرات حاشدة تضامنا مع اهالي غزة، شارك فيها الآلاف من ابناء مخيمات الرشيدية، برج الشمالي، البص. وعبر المتظاهرون عن غضبهم تجاه «المحرقة التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني الصامد في غزة».