الهدوء يعود إلى العاصمة الأرمينية بعد مواجهات ليلية وإعلان حالة الطوارئ

منظمة الأمن والتعاون ترسل وسيطا إلى أرمينيا

TT

تخضع العاصمة الارمينية يريفان لمراقبة الجيش بعد ليلة من اعمال العنف بين المتظاهرين المؤيدين للمعارضة والشرطة أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى وأدت الى اعلان حالة الطوارئ.

وعاد الهدوء بينما دعت المعارضة صباح امس الى إنهاء التظاهرات بعد احتجاجات استمرت أحد عشر يوما ضد فوز رئيس الوزراء سيرج سركيسيان على الرئيس السابق والمعارض ليفون تير بتروسيان، في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 19 فبراير(شباط).

وجاء قرار المعارضة بعد ان أعلن الرئيس روبير كوتشاريان مساء السبت حالة الطوارئ حتى 20 مارس في يريفان. ولم تسجل تظاهرات في مناطق اخرى في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة في القوقاز وتضم 3.2 مليون نسمة.

وعلى جادة ماشتوتس وفي شارع غيرغور لوساروفيتش حيث وقع الجزء الاكبر من الاضطرابات، تمركزت عدة دبابات بينما انتشرت السيارات المتفحمة والركام وقطع الحديد صباح امس في شوارع المدينة، في دليل على اعمال العنف التي وقعت. كما نشرت حوالي عشر من آليات نقل الجند ومائة جندي حول مقر الحكومة ووزارة الخارجية.

وفي بقية أحياء العاصمة يبدو الوضع طبيعيا وفتحت المقاهي والمحلات التجارية أبوابها بينما يتوجه فضوليون بالعشرات الى المناطق التي شهدت مواجهات للاطلاع عليها.

وقال ارمان، 60 عاما، وهو رجل متقاعد لوكالة الصحافة الفرنسية، ان «الجانبين ارتكبا حماقات ووصلا الى طريق مسدود»، مشيرا الى زجاج مكسور لمحل تجاري نهبه المتظاهرون. وأعلنت الشرطة الارمينية في بيان امس أن المواجهات التي وقعت في يريفان اسفرت عن سقوط ثمانية قتلى. وقال البيان ان «ثمانية اشخاص قتلوا حسب حصيلة وزارة الصحة»، بدون ان يوضح ما اذا كان الضحايا من رجال الشرطة او المتظاهرين.

وأضافت الشرطة أن 33 شرطيا جرحوا، من دون ذكر عدد الجرحى من المتظاهرين.

واندلعت هذه المواجهة بين مئات من عناصر مكافحة الشغب وحوالي سبعة آلاف متظاهر.

من جهتها، قالت النيابة الارمينية إن حوالي 15 شخصا اعتقلوا بعد هذه الاضطرابات.

وأعلن الرئيس الارميني روبير كوتشاريان مساء السبت حالة الطوارئ ويمنع المرسوم خصوصا كل تجمع عام ونشر اي معلومات لم تأت من مصادر حكومية في وسائل الاعلام.

وصوت البرلمان ليل السبت ـ الاحد على قرار يدعم قرار الرئيس كوتشاريان، ويدعو السكان الى «التعقل وضبط النفس (...) ليتمكن البلد من العودة الى حالته الطبيعية».

وكانت التظاهرات تهدف الى الاحتجاج على فرض الاقامة الجبرية على تير بتروسيان بعد إجلاء مخيم للمعارضة في ساحة الحرية، حيث يتجمع عشرات الآلاف من المعارضين يوميا منذ العشرين من فبراير.

ويريد انصار تير بتروسيا تنظيم دورة جديدة للاقتراع، معتبرين ان سركيسيان فاز بفضل تزوير انتخابي. إلا ان منظمة الامن والتعاون الاقتصادي في اوروبا اكدت ان الاقتراع «بمجمله كان مطابقا» للتعهدات الدولية.

وفي هلسنكي، أعلنت الرئاسة الفنلندية الدورية لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا امس، ان المنظمة ارسلت وسيطا الى ارمينيا لمحاولة حل الازمة السياسية بعد اعمال الشغب في يريفان. وافاد بيان الرئاسة بأن المبعوث الخاص، الدبلوماسي الفنلندي هايكي تالفيتي، ينتظر وصوله الى العاصمة الارمينية.

وقال الرئيس الدوري للمنظمة، وزير الخارجية الفنلندي ايلكا كافيرنا في البيان «أرسلت مبعوثي الخاص ليحاول جمع الطرفين على طاولة المفاوضات والتوصل الى حل للأزمة بالحوار السياسي». وقال كافيرنا ان «منظمة الأمن والتعاون تعتبر ان الحوار مركزي من اجل الاستقرار، والأخير أساسي في جنوب القوقاز. ينبغي بذل كل الجهود لتجنب سقوط مزيد من الضحايا وتصاعد العنف».

وفي جنيف دعت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة لويز اربور السلطات الارمينية الى ضبط النفس.

واعلنت اربور في بيان نشرته الامم المتحدة في جنيف انها «تدعو السلطات الى اكبر قدر ممكن من ضبط النفس والحرص على اتباع الاجراءات (القانونية) في حالات الاعتقال».