موسى يؤكد أن «لا تعديل» على المبادرة العربية.. وتعهد سوري بدعوة لبنان للقمة

قال إن الأجواء العربية مكهربة ولمح إلى احتمالات دعوة نجاد للقمة

TT

تصدرت الأزمة اللبنانية وتداعياتها محلياً وإقليمياً جدول أعمال اجتماعين منفصلين عقدهما الرئيس المصري حسني مبارك أمس (الأحد) في القاهرة مع كل من عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وتيري رود لارسن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان. وفيما أطلع موسى الرئيس المصري على نتائج لقائه والرئيس السوري بشار الأسد قبل يومين في دمشق، سلمه لارسن، رسالة من بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، تتعلق بالوضع في لبنان أكد فيها على ضرورة تجاوز الطريق المسدود في ما يتعلق بالأزمة اللبنانية، من خلال تحرك مصر واتصالاتها مع الزعماء العرب.

وكان موضوع وجود البارجة الأميركية «كول» قبالة السواحل اللبنانية حاضراً بقوة في تصريحات لارسن وموسى للصحافيين، وفيما اعتبر لارسن أن وجود البارجة «يحمل بعض الإشارات والمعاني ولكنه لا يعني تغيرا كبيرا على أرض الواقع لأن الوجود العسكري الأميركي قائم في المنطقة منذ فترة طويلة»، قال عمرو موسى «إن التحركات العسكرية تؤدي إلى الكثير من القلق والإثارة وهناك علامات استفهام حول السبب من الوجود الحالي لهذه البارجة، ولماذا الآن، وما هو المقصود من هذا الوجود وهناك أيضا استثارة للمشاعر أي أن هناك مركباً في المياه واستثارة للمشاعر على الشاطئ ونحن نتابع ما يحدث وستتم مناقشة هذا الموضوع في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأربعاء المقبل».

وتحدث لارسن عن «تطابق» في وجهات النظر بين مصر والمنظمة الدولية حول لبنان، واستمرار الحوار، ولاسيما في ضوء تحرك مصر واتصالاتها مع الزعماء العرب ومناقشة الأمر مع الزعماء اللبنانيين لتجاوز العقبات التي لا تزال تحول دون إتمام الاستحقاق الرئاسي.

لكن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية تحدث للصحافيين عقب لقائه ومبارك، الذي استمر قرابة الساعة ونصف الساعة، عن اتصالات عربية كثيرة، قال «إنها تجريهذه الأيام قبل عقد القمة العربية»، وأضاف موضحاًً: «إننا نواجه حاليا ظروفا صعبة من كل ناحية خاصة بالنسبة لعدد من المشاكل وتصاعدها، مشيراً إلى المباحثات التي أجراها قبل يومين مع الرئيس السوري بشار الأسد حول القمة العربية المقبلة والموضوعات الخطيرة المطروحة عليها»، وقال «إنه عرض على الرئيس مبارك اليوم هذه الموضوعات مثل المشكلة اللبنانية وعقد القمة العربية والظروف الخطيرة التي تمر بها المنطقة، مؤكداً «أنه من الطبيعي أن تكون هناك اتصالات على أعلى مستوى في هذه المرحلة حتى تكون الجامعة في موقع يمكنها من قراءة الأحداث بطريقة دقيقة وصحيحة حتى تقيم الأمور من هذا المنطلق». وأضاف «أن المشكلة اللبنانية تشكل حالة وكل العيون مركزة عليها كما أن موضوع غزة وما حدث به في الأيام الأخيرة من اعتداءات التي خرجت عن كل نمط واستهدفت المدنيين والأطفال».

وبالنسبة لإمكانية تغيير بعض بنود المبادرة العربية بشأن لبنان قال موسى جازماً «لا يوجد تعديل للمبادرة.. فالمبادرة لها نص وروح وتتركز روح المبادرة في التوصل إلى حل بالنسبة للبنان، وقد توصلنا في المفاوضات السابقة التي دعوت إليها ممثلي المعارضة والأكثرية في لبنان إلى الاتفاق على نقاط عديدة، ولكن هناك بعض النقاط التي لا يزال الأطراف على خلاف حولها وهذا الخلاف هو ما نتحدث بشأنه بالنسبة لكيفية الوصول إلى حل حوله أو علاجه أو القفز عليه».

وعن إمكانية عودته قريبا إلى لبنان قال موسى «إن ذلك أمر ممكن».

وتعليقاً على ما ذكره نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني بأن حل المشكلة اللبنانية في يد سورية والسعودية قال موسى «هذه وجهة نظر بري من البداية ولكن أيضا فإن تسهيل الأمور في لبنان يسهل العلاقات بين السعودية وسورية فالأمر يشبه العملة ذات الوجهين».

وحول ما سبق أن صرح به بشأن نجاح القمة العربية وارتباط ذلك بحل المشكلة اللبنانية واختيار رئيس للبنان على الرغم من عدم إمكانية حدوث ذلك قريبا قال موسى «لا يجب أن نستبعد إمكانية حدوث ذلك ولكن المهم هو ضمان أن يدعى لبنان لحضور القمة وهذا ما تم الوعد به حيث ستتم دعوة لبنان رسمياً بالطريقة المناسبة للحضور والمشاركة في القمة وإذا ما تم انتخاب رئيس للبنان في جلسة 11 مارس (آذار) الحالي فسوف توجه الدعوة للرئيس الجديد وإذا لم يتم الانتخاب سيتم إرسال الدعوة بالطريقة المناسبة وهذا ما تم التأكيد عليه أمس في مباحثاتي مع الرئيس بشار الأسد حيث أكدت على ضرورة دعوة لبنان للقمة».

وحول إمكانية أو احتمال تأجيل القمة العربية قال موسى «إن القمة مقررة في مكانها وموعدها».

وبالنسبة لعدم وجود أجواء مواتية لعقد القمة العربية حاليا قال موسى «إن الجو العام حاليا (مكهرب) في العالم العربي كله وهناك توتر كبير وأعصاب مشدودة وعلاقات عربية ليست على أحسن ما يكون وهذا ما يزعجنا جميعا».

وحول وجود اتهامات لإيران باستخدام ملفات عربية لصالحها وبالتالي فان دعوة الرئيس الإيراني للقمة العربية ستثير حساسية لدى البعض قال موسى «إن الرئيس الإيراني سبق دعوته لحضور اجتماعات مجلس التعاون الخليجي ولا أعتقد أن دعوته للقمة العربية ستثير حساسية ولكن لا يوجد شيء مقرر بعد ونحن نتحدث في إطار الممكن حدوثه».

واعتبر موسى أن الاعتداءات الإسرائيلية في غزة «تطور بالغ الخطورة»، ووصفها بأنها «وضع مؤسف»، وقال «إن التصريحات الإسرائيلية بأنها ستحول اعتداءاتها إلى محرقة أمر لا يمكن قبوله أو السكوت عليه»، موضحاً «أن ذلك سيكون بنداً رئيسياً على اجتماعات وزراء الخارجية العرب يوم بعد غد (الأربعاء)، وأن ذلك أيضا بند مطروح على القمة العربية المقبلة».