العراقيون عبروا عن عدم ترحابهم بالزيارة ولم يخرجوا إلى الشوارع لاستقبال ضيفهم

زيارة نجاد تغلق ربع شوارع بغداد وجسرين.. والأمن يحظر تجوال المركبات والحيوانات

عراقي في مقهى بمدينة الصدر يراقب بلا اهتمام تغطية تلفزيونية لزيارة الرئيس نجاد الى بغداد امس (ا ب)
TT

* أغلق الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بزيارته الى بغداد المزيد من الجسور والطرق التي اضيفت الى بقية الجسور والطرق المغلقة اصلا في العاصمة العراقية، مما ادى وحسب شهود عيان الى شل الحركة، خاصة بعد صدور قرار منع تجول المركبات. وقالت مصادر امنية ان طريق المطار الذي يقطعه الرئيس الايراني اغلق منذ الساعة السادسة صباحا، كما اغلق جسر الجادرية وجسر ذو الطابقين وعدد من الشوارع الرئيسية المهمة في الكرادة والجادرية، حيث يسكن الرئيس طالباني.

* عرض التلفزيون العراقي تغطية اظهرت وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وهو يعانق بحرارة أحمدي نجاد عند وصوله الى مطار بغداد الدولي. وتحرك موكب الرئيس الايراني من المطار الى مقر الرئيس العراقي جلال طالباني في حي الكرادة وسط بغداد. وعادة ما تنقل طائرات هليكوبتر كبار الشخصيات الزائرة للعراق لتفادي طريق المطار المحفوف بالمخاطر.

* عدد كبير من المسؤولين العراقيين تجمعوا منذ وقت مبكر في منزل الرئيس طالباني استعدادا لاستقبال احمدي نجاد، بينهم نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ونائب رئيس الوزراء برهم صالح ووزراء الدفاع عبد القادر العبيدي والمالية بيان باقر جبر والنفط حسين الشهرستاني والتجارة فلاح السوداني والكهرباء كريم وحيد. وحسب احد العاملين في مراسم رئاسة الجمهورية فان غالبية المسؤولين العراقيين الذين حظروا لاستقبال نجاد، تناولوا طعام فطورهم في دار الاستراحة التابع لمقر الرئاسة.

* لم يبادر سكان بغداد الى الخروج لمشاهدة الرئيس الايراني رغم الزيارة «التاريخية»، وما تزال اعداد كبيرة منهم تتذكر الغارات التي شنتها مقاتلات ايرانية خلال الحرب بين البلدين. وبدت الطرق الرئيسية في منطقة الجادرية (وسط بغداد) التي اغلقت تماما من قبل قوات البيشمركة الكردية التابعة للحرس الرئاسي خالية تماما من الدوريات الاميركية، التي تقوم بمهامها المعتادة يوميا في هذه المنطقة. ورفعت الاعلام الايرانية والعراقية على جانبي الطريق الرئيسي عند مدخل المجمع الرئاسي، حتى مقر اقامة احمدي نجاد في مقر الرئاسة العراقية.

* استنكر عدد من رؤساء عشائر مناطق الجنوب والوسط العراقي زيارة نجاد للعراق في هذا الوقت، ويعدونها جزءا من مخطط التدخل في الشؤون العراقية، حسبما افاد به جاسم الكاظم رئيس التجمع العشائري الوطني المستقل لـ«الشرق الاوسط».

* وضعت الجهات المنظمة باقات ورد بنفسجية خلال حفل الاستقبال الرسمي الذي اقامه الرئيس العراقي جلال طالباني لنظيره الايراني محمود احمدي نجاد امس، من غير ان يوضح أي من المعنيين في دائرة مراسم الرئاسة سبب اختيار هذا النوع واللون من الزهور.

* قاطع الرئيس العراقي نظيره الايراني لدى مخاطبته اياه بـ«فخامة الرئيس»، قائلا «ادعوني مام جلال» في اشارة الى اللقب الكردي ومعناه العم جلال. وتولى مترجم نقل حديث الرئيس الايراني من الفارسية الى العربية للصحافيين، لان طالباني يتحدث الفارسية بطلاقة.

* طلب الرئيس العراقي (74 عاما) في منتصف المؤتمر الصحافي كرسيا للجلوس نظرا للسمنة التي يعاني منها، فيما واصل احمدي نجاد (51 عاما) حديثه واقفا.

* وفي ختام المؤتمر، اخذ طالباني الذي طغت قامته الضخمة على الرئيس الايراني، بيد الاخير وتصافحا وسط ابتسامات تجاه الكاميرات. وبدا احمدي نجاد البالغ طوله مترا وستين سنتمترا، اقصر مما يبدو على شاشات التلفزيون عادة.

* على الرغم من ان نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي كان اول من رحب بزيارة الرئيس نجاد، كأول ترحيب رئاسي دعا خلاله الجانبان العراقي والايراني الى الجلوس الى طاولة المفاوضات وحل المشاكل العالقة بين البلدين، الا ان المراقبين رصدوا بوضوح غياب الهاشمي عن مراسم استقبال الرئيس الايراني في مقر الرئاسة العراقية، ثم شوهد (الهاشمي) واقفا الى جانب وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي خلال المؤتمر الصحافي للرئيسين.

* حسب المسؤول الاعلامي في السفارة الايرانية ببغداد محبوبي نجاة، فان الرئيس الايراني اذا قرر تمديد زيارته يوما آخر فسوف يقوم اليوم بزيارة المرجع الاعلى آية الله سيستاني في مدينة النجف، كما سيزور مدينة كربلاء، من غير ان يوضح في ما اذا سيقوم بزيارة ضريح الامام علي في النجف او ضريحي الامامين الحسين والعباس في كربلاء.

* قال مسؤولون في مدينتي كربلاء والنجف في جنوب العراق اللتين تضمان عددا من الاماكن المقدسة بالنسبة للشيعة وتجتذب الملايين من زوار العتبات الشيعية انهم يتوقعون زيارة من أحمدي نجاد اليوم. ولم يصدر بعد تأكيد رسمي لهذه المحطة في رحلته. وليس من الواضح ما اذا كان سيتوجه الى هناك بالسيارة أو سيستقل طائرة هليكوبتر. والتوجه الى هناك بالسيارة يعني المرور بالمنطقة التي يطلق عليها «مثلث الموت» وهي معقل لمقاتلي تنظيم «القاعدة».

* الناطق باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا قال امس، ان قيادة عمليات بغداد قررت تمديد الحظر المفروض على سير الدراجات النارية والهوائية والعربات المدفوعة والعربات المسحوبة بواسطة الحيوانات في العاصمة بغداد.