الرئاسة الفلسطينية: إسرائيل قررت تدمير السلام.. واعتماد لغة الحرب

عريقات: لا توجد مفاوضات أصلا لقد دفنتها تل أبيب

TT

اكد المفاوض الفلسطيني صائب عريقات ان قرار السلطة الفلسطينية، تعليق كافة الاتصالات مع الاسرائيليين سيستمر لحين وقف العدوان على قطاع غزة. وقال عريقات لـ«الشرق الاوسط»: «لا توجد مفاوضات أصلا، لقد دفنتها اسرائيل تحت ركام الدمار في غزة». وردا على سؤال حول لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، الذي كان متوقعا الاسبوع المقبل، قال عريقات «لا يوجد لقاء، لقد تم الغاؤه كذلك».

واتخذ الرئيس الفلسطيني شخصيا قرار تعليق المفاوضات، اثر ضغوطات كبيرة مارستها فصائل فلسطينية، وبينها حركة فتح، اضافة الى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، التي اعتبرت أن هذا الموقف هو دلالة على التصميم لمواجهة العدوان بكل السبل وبالأشكال التي تخدم الأهداف الوطنية. وابلغ عباس فريق التفاوض الفلسطيني بقطع كل الاتصالات مع الاسرائيليين على كل المستويات. وهذا يشمل حتى الاتصالات على مستوى الوزارات بين الحكومتين. وكانت القيادة الفلسطينية، بحضور عباس، قد ناقشت اول من امس، وقف المفاوضات الجارية مع الاسرائيليين، في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والضفة، وطالما انها عبثية، وغير مجدية كما قال قياديون لـ«الشرق الاوسط» حضروا الاجتماع.

وعلم ان النقاشات كانت عاصفة، اذ اعتبر بعض الحضور «ان المفاوضات تعطي غطاء للجرائم الاسرائيلية في غزة وفي الضفة الغربية، التي نفذت اسرائيل فيها اكثر من 40% من اعتداءاتها الاخيرة». ودفع كثير من المسؤوليين الفلسطينيين، وبينهم قياديون في فتح التي يتزعمها عباس، لوقف المفاوضات مع الاسرائيليين، قبل اسبوع من وصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة، اذ كان من المفترض ان تلتقي بعباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. وأبلغ رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض مع اسرائيل احمد قريع، رسميا، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني خلال اتصال هاتفي اجراه معها الليلة قبل الماضية بقرار الفلسطينيين تعليق جميع الاتصالات مع اسرائيل، ردا على العملية العسكرية في قطاع غزة. وردت ليفني بقولها ان تعليق المحادثات يعتبر خرقا لتفاهمات انابوليس، موضحة انه لن يؤثر على العملية العسكرية في قطاع غزة. وبحسب ليفني، فانه «منذ البداية كان أساس هذا الحوار، مع الأطراف المعتدلة في السلطة الفلسطينية». وفي بيان للناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة، اكد فيه تعليق المفاوضات، دان ابو ردينة موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، الذي أكد فيه استمرار العدوان الإجرامي على قطاع غزة. وقال «إن موقف اولمرت وحكومته القاضي بمواصة الحرب الاجرامية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، يعني أن هذه الحكومة قد اتخذت قراراً فعلياً بتدمير عملية السلام بالكامل، واعتماد لغة الحرب والدم والنار، وقتل الأبرياء».

وأضاف أبو ردينة، إن «الحكومة الإسرائيلية وهي تقرر مواصلة حربها الظالمة، والمذبحة المفتوحة على شعبنا، تتحمل وحدها مسؤولية تعطيل عملية السلام وجميع التأثيرات والتداعيات الناجمة عن قرارها هذا، بما فيها تعليق المفاوضات. وهو ما دفع القيادة الفلسطينية ممثلة باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى الدعوة إلى تعليق هذه المفاوضات، وإصدار السيد الرئيس توجيهاته إلى الوفد الفلسطيني المفاوض بتعليق إجراء أي لقاءات مع الجانب الإسرائيلي، قبل وقف العدوان». وكان متظاهرون فلسطينيون قد خرجوا الى الشوارع السبت، وسط رام الله في مظاهرات تطالب السلطة بوقف المفاوضات مع الاسرائيليين. وكانت أوساط سياسية اسرائيلية قد لمحت الى انه في أعقاب تعليق الجانب الفلسطيني للمفاضات السلمية، لم تعد هنالك جدوى من الزيارة المقررة، غدا، لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وقالت هذه الأوساط ان هذه الزيارة ستكون في هذه الحالة محرجة للرئيس الأميركي جورج بوش. وستضطر رايس الى اطلاق تصريحات ضد العمليات الاسرائيلية في قطاع غزة، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع ان حماس هي العقبة الكأداء أمام التقدم في المفاوضات، ولا بد من توجيه ضربة قاصمة لها حتى تحرز المفاوضات تقدما.