تصريحات وزير الإعلام الفلسطيني بشأن حماس تفتح الباب لإقالته

مسؤولون فلسطينيون أدانوا تصريحاته ووصفوها بـ«الغبية».. ومستشار فياض قال إنه لا يمثل الحكومة ولا الشعب

TT

ابدى قياديون في حركة فتح، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استياءهم الشديد من تصريحات اطلقها وزير الاعلام الفلسطيني رياض المالكي اول من امس، وحمل فيها مسؤولية ما يحدث في غزة لحركة حماس، باعطائها اسرائيل الذرائع لشن الحرب على القطاع. وعلم ان تصريحات المالكي عززت من موقف فتح الداعي لإقالته من الحكومة الفلسطينية. وقالت مصادر في فتح لـ«الشرق الاوسط»، ان المالكي تحدث باسم السلطة اولا، اي باسم فتح، وهذا يسيء للمقاومة كلها وللدم النازف في غزة، واكدت المصادر ان الدعوة الى اقالته مستمرة، بحيث يجب استبداله بمهنيين اكثر قدرة. وكانت تصريحات المالكي قد اثارت غضبا واستياء كبيرين في اوساط الفلسطينيين، ولدى مسؤوليين وقياديين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ودان محمد الحوراني عضو المجلس الثوري لفتح تصريحات المالكي، وقال لـ«الشرق الاوسط»: إن «المالكي في اكثر من مرة يلقي التصريحات بلا حساب ولا يأخذ بعين الاعتبار حساسيات اللحظة التي نعيشها، وتفتقد تصريحاته للتوازن المطلوب». وتابع «كان يجب تحميل الاحتلال أولا المسؤولية، وعلى الدكتور المالكي ان يفكر بما يقول». اما جبريل الرجوب مستشار الأمن القومي السابق فقال: «انا كفتحاوي أدين ما قاله المالكي».

أما حماس فوصفت تصريحات المالكي بالغبية، وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم الحركة في بيان صحافي، «إن التصريحات التي أدلى بها المالكي حول إدانة المقاومة وتحميلها مسؤولية المجزرة والمحرقة التي تجري في غزة الآن؛ هي تصريحات غبية تهدف إلى تبرئة الاحتلال وتوفير الغطاء للاستمرار في هذه المحرقة، وتعكس حجم تواطؤ فريق رام الله وتعاونه مع الاحتلال ضد شعبنا».

وكان المالكي قد طالب حركة حماس، «بتحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين، كونها القوة التي تتحكم بقطاع غزة، وبعدم إعطاء الذرائع لإسرائيل نتيجة السماح للصواريخ البدائية التي تقتل الفلسطينيين بالخطأ ولا تقتل الاسرائيليين بالانطلاق من القطاع، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج عكسية ويتسبب بمقتل المئات من المدنيين الفلسطينيين».

وقال المالكي، في مؤتمر صحافي عقده في رام الله، «إن حماس عبر انقلابها على الشرعية الفلسطينية، وعبر صواريخها العبثية، وفرت للمجتمع الدولي فرصة صرف النظر عما يجري في قطاع غزة، لافتا إلى ضرورة أن يتخذ مسؤولو حماس القرار السليم بالتراجع عن الانقلاب وتفويت الفرصة على الاحتلال لشن مزيد من الاعتداء بحق أبناء القطاع».

وقال حاتم عبد القادر، القيادي في فتح مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لـ«الشرق الاوسط»: «ان المالكي لا يعبر عن وجهة نظر الحكومة او الشعب الفلسطيني». واضاف «أنا لا اتفق مع المالكي، يجب الحديث عن العدوان الاسرائيلي، والجريمة التي ترتكب في غزة، فقط لا غير». وتابع «الوقت ليس وقت تحميل مسؤوليات وخطابات، الوقت لمواجهة الجريمة الاسرائيلية، الان، ونحن نحمل اسرائيل مسؤولية المجازر، واذا ما اردنا ان نتحدث بلغة الارقام، فان ما تقوم به اسرائيل اكثر بألف ضعف مما تقوم به حماس». اما مصطفى البرغوثي وزير الاعلام السابق، رئيس كتلة المبادرة في المجلس التشريعي، فقال لـ«الشرق الاوسط»: «لا احد يوافق على تصريحات المالكي غير الموفقة، وهي تعكس وقوعا في فخ الرواية الاسرائيلية، ويجب الانتباه له (التصريح)». وتابع «في الضفة لا توجد صواريخ لحماس.. فلماذا يستمر القتل الاسرائيلي». ويرى البرغوثي، ان تصريح المالكي يدلل على ان رواية اسرائيل تسللت الى عقله.

وشدد البرغوثي على ان اسرائيل هي التي تتحمل وحدها مسؤولية المجزرة في غزة، قائلا «ان اسرائيل هي التي استفزت هذه المرة الصواريخ الفلسطينية».