مسؤول إيراني لـ«الشرق الاوسط»: لا نية لنا في تعديل اتفاقية الجزائر.. وندرس مساعدة العراق في مكافحة الإرهاب

نائب وزير الخارجية الإيراني: علاقتنا بدول الخليج متميزة.. ولا نمد حزب الله بالسلاح

TT

قال علي رضا شيخ عطار نائب وزير الخارجية الايراني، ان المباحثات الجارية على أعلى المستويات بين طهران وبغداد بخصوص تعديل بعض فقرات اتفاقية الجزائر، لا يمكن ان يتم التوصل فيها الى شيء جديد، ولا يمكن تغيير اي فقرة من فقراتها، وقال ان بلاده تعتزم توقيع 10 اتفاقيات مع العراق، وتقديم قرض إيراني بقيمة مليار دولار لتنفيذ مشاريع مرتبطة بإنشاء البنى التحتية في العراق. واضاف ان علاقة بلاده بدول الخليج ومصر وسورية متميزة، وان ايران تدعم حزب الله في لبنان فكريا لكنها لا تمده بالسلاح.

وقال عطار، الذي عقد مباحثات مكثفة مع المسؤولين العراقيين لتنسيق وإعداد وتنظيم وثائق الاتفاقيات، التي سيتم توقيعها خلال زيارة الرئيس الايراني أحمدي نجاد للعراق، في حوار خص به «الشرق الاوسط»، ان «هذه المعاهدة هي وثيقة دولية واضحة ومسجلة ولا تحتاج للتعديل، ولا يمكن اجراء ذلك عليها، والطرفان تعهدا بتنفيذ ما نصت عليه عند التوقيع عليها، اضافة الى ان الفقرات المنصوص عليها في هذه المعاهدة تدرس حاليا من قبل خبراء البلدين، لتنفيذها وفق ما نصت عليه في حينها».

واوضح نائب وزير الخارجية ان زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد للعراق سيتم خلالها بحث العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، ومناقشة مواضيع تهدف الى تحقيق فكرة إقامة حدود سلام مستقرة بين البلدين، اضافة الى عزمه على توقيع حوالي 10 اتفاقيات، ومسألة تقديم قرض إيراني بقيمة مليار دولار لتنفيذ مشاريع مرتبطة بإنشاء البنى التحتية في العراق. وحول مطالبة بعض الاطراف العراقية إعادة النظر باتفاقية الجزائر الموقعة بين شاه ايران والنظام العراقي السابق عام 1975، التي تم بموجبها ترسيم الحدود بين البلدين، اضاف «هذه المجاميع التي تنادي بتعديل الاتفاقية ليس لها اطلاع ومعرفة بالقانون الدولي، الذي تم على اساسه توقيع الاتفاقية، فطبقا لهذا القانون فانه لا يمكن تغيير اي معاهدة دولية يتم تصديقها من قبل الامم المتحدة عبر الدول».

وأعرب المسؤول الايراني عن استعداد بلاده عمل اي شيء من اجل رؤية عراق مستقر ومتطور خال من الارهاب، قائلا «هناك مختصون ايرانيون يدرسون بعمق مسألة مساعدة الحكومة الحالية في مواضيع مكافحة الارهاب والاغتيالات واسبابها والجهات التي تقف خلفها، وغيرها من العمليات الاجرامية الاخرى، التي لا تزال الجهود مستمرة ومكثفة لمعالجتها وايجاد الحلول لها».

وربط المسؤول الايراني استقرار الاوضاع بالمنطقة بقيام مشاريع اقتصادية مشتركة، قائلا: «أحد الاركان الاساسية لايجاد الصلح وثبات هذه المنطقة، هو ايجاد وخلق مشاريع اقتصادية مشتركة، فالتاريخ يثبت انه كلما تطورت العلاقات الاقتصادية بين البلدين فانها تعد ركيزة اساسية يتم بموجبها توثيق المواضيع الاخرى». واضاف ان «استتباب الأمن في العراق هو من الامور الاساسية والمهمة لايران، ومن الاهداف التي نسعى لمساعدة العراقيين على تحقيقها، وبالتالي يعود تأثير ذلك بالنفع والايجاب علينا، وأي تشنج ارهابي في داخل العراق ينعكس بالسلب على الداخل الايراني»، مشددا على ضرورة استغلال هذه الفرصة لترسيخ ما وصفه بـ«أسس إقامة حدود السلام والصداقة بين البلدين». وأوضح نائب وزير الخارجية الإيراني، أن زيارة نجاد للعراق تأتي في إطار تحقيق هذا الهدف، متوقعا نجاح الزيارة، نظراً لنتائج المباحثات التي أجراها خلال الأيام الثلاثة الماضية مع المسؤولين العراقيين تمهيدا لهذه الزيارة، في ظل التقارب في وجهات نظر كل منهما. واوضح المسؤول الايراني ان الحقول النفطية المشتركة بين البلدين سيجري استثمارها وفق القوانين والانظمة الدولية التي تنص على ذلك، حيث سيتم بحث موضوع الطاقة والنفط بشكل موسع بين الوفد الايراني والمسؤولين العراقيين، خصوصا ان البلدين عضوان رئيسيان في منظمة «اوبك» وتربطهما اتفاقات لتنظيم العمل في هذه المنظمة الدولية، موضحا ان عملية لتبادل التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في قطاع النفط  ستتم بينهما.

وشن عطار هجوما عنيفا على ما وصفه بمحور «النفاق» المتمثل بالولايات المتحدة الاميركية ودول الغرب وبعض دول المنطقة الحليفة لواشنطن، بسبب السياسات الخاطئة التي تنتهجها اميركا وتحاول من خلالها توريط دول المنطقة وحثها على اتباعها في محاولة منها لتشويه صورة ايران امام المجتمع الدولي.

وعن الاتهامات الموجهة لايران من قبل اطراف عدة، التي يتهمونها فيها بايواء قيادات تنظيم «القاعدة» ودعمها للجماعات المتطرفة في العالم، قال: «ان جمهورية ايران الاسلامية من الدول التي عانت كثيرا من الهجمات الارهابية، وكانت احدى ضحاياها، عندما كان نظام البعث في العراق يأوي ويقدم الدعم للارهابيين، وبعض دول المنطقة كانت تعلم بذلك وتقدم التسهيلات له»، مؤكدا ان ايران الان تحارب الارهاب بشتى الوسائل. واتهم المسؤول الايراني واشنطن وبعض الدول الغربية بإيواء قادة الجماعات الارهابية وتقديم التسهيلات والدعم لهم، واستخدامهم في اثارة العنف والفوضى في مختلف مناطق العالم. ونفى نائب وزير الخارجية الايراني ان يتم التطرق لموضوع الجماعات المناهضة لايران الموجودة على الارض العراقية بين الرئيسين (طالباني ونجاد)، مؤكدا ان موقف البلدين من هذه الجماعات هو موقف واحد وواضح، وان هناك مسائل اكثر اهمية من مناقشة وضع هذه الجماعات. وانتقد عطار بعض الدول الاقليمية لقيامها بترديد شعارات واقوال اعتبرها مزيفة، كان قد تحدث بها الرئيس الاميركي جورج بوش في حملاته ضد ايران، قائلا: ان ما يطلقه بوش ومن معه ليس له اي محتوى او مصداقية، ونحن لا نثمن تلك الاقوال التي تصدر منهم».

وعن علاقة ايران بالدول العربية وصف عطار هذه العلاقة بالمتميزة، قائلا: «ان علاقتنا مع دول الخليج في افضل حالاتها، وخير دليل على ذلك الزيارات المتبادلة بين رؤوساء تلك الدول والرئيس نجاد، فضلا عن العلاقات الوطيدة التي تربطنا بسورية، والعلاقات الاقتصادية الكبيرة مع جمهورية مصر». وتناول عطار في حديثه علاقة حزب الله اللبناني بايران قائلا: «نحن ندعم حزب الله فكريا، وقادة الحزب يستلهمون افكارهم من معايير الثورة الاسلامية، لكن لا يوجد اي دور او سلاح ايراني ندعم به حزب الله».

وبشأن العقوبات الاقتصادية التي تلوح بها واشنطن ضد طهران، كشف عطار ان ايران في الوقت الحاضر هي اقوى بكثير مما كانت عليه من اي وقت سابق، ويمكنها مواجهة الضغوط التي تمارسها اميركا ودول الغرب عليها، ولا يمكن لتلك الدول الحصول على اي نتيجة من ضغوطاتها.

وقال «منذ سنين والتهديدات والضغوطات الاميركية والاوروبية مستمرة، خصوصا العقوبات الاقتصادية، لكن خلال السنتين الماضيتين حقق القطاع الاقتصادي في ايران نموا بدرجة 5.5، وهو دليل على وجود اقتصادي قوي وفاعل، ولا يمكن ان تحقق تلك التهديدات شيئا فدول العالم، خصوصا الاوروبية مستمرة بالتعامل معنا».