مصادر دبلوماسية: موسى طلب من سورية تأجيل القمة ولا توجد ثقة عربية بقيادتها العمل المشترك لمدة عام

وصفت ما تفعله بلبنان بأنه مثل العراق مع الكويت قبل الغزو.. وتحدثت عن دفع حماس لإطلاق الصواريخ ليكون كل دور القمة إدانة إسرائيل

TT

أكدت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، طالب القيادة السورية خلال زيارته دمشق قبل يومين بتأجيل عقد القمة العربية، المقرر أن تستضيفها سورية نهاية شهر مارس (آذار) الحالي، لاحتمال مقاطعة عددٍ من الدول العربية لها، خاصة في ظل استمرار الأزمة اللبنانية، واتهامات تلك الدول (المحتمل عدم حضورها)، لدمشق بلعب دور سلبي إزاء الأزمة في لبنان، إلا أن المسؤولين السوريين ردوا على موسى، قائلين «لدينا موافقات من 9 دول عربية على الأقل بالمشاركة في قمة دمشق على مستوى الرؤساء، ولدينا تأكيدات أيضاً من بقية الدول بأن مستوى تمثيلها سيكون عالياً».

وكشفت مصادر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عدم ثقة عدد من الدول العربية بقيادة سورية للعمل العربي المشترك لمدة عام، عبر رئاستها للقمة العربية. وتحدثت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» عما قالت إنه «عدم ارتياح تلك الدول، نتيجة ما ترى أنه تعنت وإصرارٌ من سورية إزاء الملف اللبناني، وكذلك رغبة سورية الأكيدة في فرض الفوضى بلبنان».

وأشارت إلى «أن هذه الدول مستاءة من هذا الموقف ومما يقوم به (أصدقاء سورية في لبنان)، لتعطيل المبادرة العربية».

واستشهدت المصادر بإشارات موسى التي تحدثت عن «الأطراف التي تريد إعاقة المبادرة العربية في لبنان». وأضافت: «كيف تتطلع سورية لقيادة العمل العربي المشترك من خلال رئاسة القمة العربية في الوقت الذي لا تريد فيه تحملَ مسؤوليتِها في لبنان بل وانحيازها لمصالحها في لبنان على حساب المصلحة العربية العامة التي تطالب بإنهاء الفوضى والفراغ المسيْطِرَيْنِ على لبنان».

وقالت «إن الموقف السوري يستحق وقفة»، موضحة «أنه تم أكثر من مرة إبلاغ سورية بضرورة التعاون في لبنان، لكن ردودها كانت مجرد أقوال لا تتبعها أفعال وأحياناً أفعال تسير في الاتجاه المعاكس».

ووصفت المصادر ما يحدث فى لبنان بأنه «دولة كبيرة مثل سورية تمسك بخناق دولة عربية صغيرة هي لبنان». وتحدثت عن ذلك الموقف قائلة «إنه لا يبتعد عما قام به العراق من قبل حين اجتاح الكويت». وذكّرَت بأن «هذا الوضع يُسَمِّمُ الأجواء العربية في منطقة المشرق العربى والخليج والمنطقة كلها». وعلمت «الشرق الأوسط» أن هذه الدول (صاحبة الملاحظات على سورية) تنتظر الاجتماع الوزاري الذي يعقد يوم 5 مارس الحالي بمقر جامعة الدول العربية لمناقشة كل تفاصيل الازمة اللبنانية مناقشة صريحة، وآخر ما توصل اليه الامين العام للجامعة العربية، وكذلك تطورات الاوضاع المشتعلة في الاراضي الفلسطينية المحتلة وكذلك الارتباط الوثيق بين سورية وحماس وإصرار الأخيرة على اطلاق الصواريخ داخل اسرائيل، والتي تصعِّدُ بدورها العمليات العسكرية ضد الشعب الفلسطينى بنحو كبير.

واعتبرت المصادر هذه الظاهرة مع الاقتراب من انعقاد القمة العربية تمثل «علامة استفهام» من قبل حماس وسورية وإيران، «الهدف منها إثارة الرأي العام العربي للإصرار على انعقاد القمة بأي ثمن بحيث يكون كل دور القمة العربية بحث الاعتداءات الاسرائيلية وإدانة إسرائيل وينسى العرب كل شيء، بما في ذلك ازمة الفراغ الرئاسي بلبنان». وأبلغت المصادر العربية «الشرق الأوسط» بأن «هذه الدول المستاءة من مواقف سورية ترصد وبشكل دقيق كل ما يدور في المنطقة من تداعيات سيئة قد تؤدي إلى كوارث بالمنطقة»، معتبرة «أن سورية تبحث عن مصالحها الذاتية فقط دون النظر الى المصلحة العربية العامة». وقالت «إن المصلحة العربية تتطلب أحيانا التصدي لأفعال بعض الدول العربية، لأن بعض الدول العربية تسيرها مصلحتها الذاتية دون أخذ الوضع العربي في الاعتبار». وتساءلت المصادر: «كيف تثق الدول العربية بقيادة سورية للعمل المشترك، وهي غير قادرة على تحمل المسؤولية بشأن لبنان، وتحرص فقط على مصالحها هناك، إضافة إلى تخوفها من المحكمة الدولية».

وانتقدت المصادر حفاظ سورية على اتفاق وقف اطلاق النار مع اسرائيل سليما دون أيِّ مخالفة لمدة 35 عاماً، بينما تشجع المقاومة في جارها الصغير (لبنان) للقيام نيابة عنها بالاشتباك مع إسرائيل، حتى لا ترتد عمليات المقاومة عليها من قبل إسرائيل، وإنما تكون كل التداعيات والمخاطر والرد الإسرائيلي على الجار الصغير.