بلدة عزبة حمودة: الجثث في الشوارع والدبابات تقوم بدهسها

قناصة الجيش الإسرائيلي يصطادون المواطنين داخل بيوتهم

TT

يحبس عماد قدورة، 28 عاما، اولاده الثلاثة في احدى غرف المنزل، ويمنعهم من مغادرتها، ليس فقط، خوفاً عليهم من قذائف الجيش الإسرائيلي التي تنطلق بدون توقف، بل حتى لا يرى الأطفال جثتي اثنين من المارة قتلا بنيران قناصة الاسرائيليين أمام منزله قبل ثلاثة أيام وقام بادخالهما الى المنزل.

عندما اتصلت «الشرق الاوسط» بعماد صباح امس في بيته الكائن في قرية «عزبة حمودة» التي يفرض عليها الجيش الاسرائيلي منذ ثلاثة ايام حصاراً مطبقاً منذ أن بدأ عمليته العسكرية في شمال القطاع قبل ثلاثة ايام، قال إنه يخشى أن تبدأ الجثتان بالتحلل في حال تم تركها من المكان. وأشار عماد الى أن هاتين الجثتين وهما لشخصين لا يعرفهما، حالهما افضل من اربع جثث لازالت ملقاة على الشارع المؤدي الى منزله، مشيراً الى أن دبابات «قوات الاحتلال» قامت بدهسها عدة مرات، الأمر الذي ادى الى تمزيقها وتحولها الى أشلاء، في حين علقت كثير من الأشلاء بجنازير الدبابة. وأكد أن الجيش الإسرائيلي يمنع سيارات الاسعاف والصليب الأحمر من الاقتراب من المكان. وأصيب أحد ضباط الإسعاف بجراح بالغة اول من امس عندما حاول التقدم نحو القرية. ولفت عماد الأنظار الى مأساة لا تقل هولا، حيث أشار الى أنه منذ فجر أمس أطلق قناصة الاحتلال المتمركزون عل اسطح البنايات الكبيرة في البلدة النار على منزلي اثنين من جيرانه من عائلة عبد ربه، فقتل في كل منزل اثنين من أفراد العائلة، مؤكداً أن واحدا كانت إصابته خطيرة فتوفي بسرعة، أما الثلاثة الآخرون فقد اصيبوا بجراح متوسطة، لكنهم ظلوا ينزفون حتى لفظوا أنفاسهم الاخيرة أمام ذويهم. وقال «إنني وزوجتي نحاول أن نصم آذاننا حتى لا نسمع عويل الرجال والنساء الذين يبكون أبنائهم».

وأكد قدورة أن بعض الفلاحين من القرية الذين خرجوا قبل يومين لفلاحة ارضهم قد قتلوا وظلت جثثهم في بساتينهم من دون أن يدري عنهم أحد، متوقعاً أن تكون جثث خمسة من هؤلاء على الأقل ملقاة في هذه المزارع. وأوضح عماد أنه ليس البشر في «عزبة حمودة» يعانون، بل الحيوانات، منوهاً بأن هذه القرية مشهورة بتربية الدواجن والبقر، وبسبب انقطاع التيار الكهربائي عن القرية منذ عدة ايام لم يتمكن المزارعون من اطعام دوابهم، لاسيما الدواجن التي تحتاج الى التيار الكهربائي، الأمر الذي ادى الى نفوق اعداد كبيرة منها. والذي زاد الأمور تعقيداً هو قيام شركة الاتصالات الفلسطينية قبل فترة بقطع خطوط الهاتف عن اهل القرية بسبب عدم دفع ثمن فواتير الهواتف بسبب تدهور اوضاعهم الاقتصادية، الأمر الذي جعل قدرة الاهالي في القرية على الاتصال بالعالم الخارجي والإبلاغ عن المآسي التي يتعرضون لها محدودة جداً، في حين أن الهواتف الجوالة فقدت شحنها بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وقد أدت المناشدات في وسائل الاعلام الفلسطينية الى إجبار الشركة على إعادة ربط القرية بخطوط الهاتف. ولازال الأهالي في القرية ينتظرون.