سعود الفيصل: إذا انفرطت الأمور في لبنان ستعم تأثيرات ذلك كامل المنطقة

أكد للشورى ندية العلاقات السعودية ـ الأميركية والرياض تنظر للقمة بمثابة «التلاحم للصف العربي»

الأمير سعود الفيصل لدى حضوره جلسة مجلس الشورى.أمس (واس)
TT

قال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أمس، إن أول سؤال وجهه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، للرئيس الأميركي جورج بوش خلال زيارته للسعودية مطلع العام الجاري، كان «ماذا فعلتم بعد مؤتمر أنابوليس؟».

وروى الفيصل أمام مجلس الشورى السعودي، تفاصيل المحادثات التي جرت بين العاهل السعودي والرئيس الأميركي، في سياق تأكيداته أن مشاركة بلاده في مؤتمر أنابوليس للسلام الذي عقد نهاية العام الماضي برعاية أميركية، كانت نابعة من رغبة حقيقية للدفع بواشنطن، للعب دور الشريك في العملية السلمية.

وتحدث وزير الخارجية السعودي، عن قيام الملك عبد الله بن عبد العزيز، بحث الرئيس بوش، للعب دور أكبر في عملية السلام، وإحلالها وفق الجدول الزمني المتفق عليه، وهو نهاية عام 2008، وألا تكتفي أميركا بدور المراقب، بل تكون شريكة في صنع السلام.

ورفض الأمير سعود الفيصل، أن توصف مواقف بلاده بـ«التبعية». وقال «لم نتعامل مع الولايات المتحدة الأميركية بأي نوع من أنواع التبعية. صحيح أننا تربطنا علاقات استراتيجية، ولكننا لن نساوم على كثير من القضايا الحاسمة». وأضاف «بعمرها لم تكن السعودية تابعة. ولا لأميركا».

وقال في رده على سؤال عن مدى توظيف السعودية لعلاقاتها الإستراتيجية التي تربطها بعدد من الدول لاسيما أميركا، ان علاقة المملكة بالولايات المتحدة الأميركية، «تنطلق من مستوى الندية في التعامل منذ تأسيس العلاقات بين البلدين في عهد الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن». وشدد على أن المتابع للعلاقات السعودية ـ الأميركية، يستطيع أن يلاحظ ذلك «انطلاقا من الوزن والمكانة التي تتمتع بها المملكة في مختلف القضايا، وبالطبع فإن الولايات المتحدة الأميركية دولة عظمى ولها تأثير كبير حيث يتم التركيز عبر تلك العلاقات الاستراتيجية على دعم المصالح المشتركة بين البلدين وكذلك القضايا ذات الاهتمام».

وأمل الأمير سعود الفيصل، ألا تشهد منطقة الشرق الأوسط، حربا جديدة. وقال حينما سأله أحد أعضاء مجلس الشورى عن الموقف السعودي في حال وجهت واشنطن ضربة عسكرية ضد إيران، «جميع دول المنطقة لا تريد الحرب، لأن ذلك سيزيد الأعباء. ولكن إن وقعت فالسعودية ستدافع عن نفسها ومصالحها».

وحذَر وزير الخارجية السعودي، من مغبة خروج الأمور على الساحة اللبنانية عن نطاق السيطرة. وقال «إذا انفرطت الأمور في لبنان، فقد تعم تأثيرات ذلك على كامل المنطقة».

وأطلع سعود الفيصل، أعضاء مجلس الشورى، على الجهود الكبيرة التي تقوم بها بلاده خارجيا، إزاء القضايا والأحداث التي تشهدها الساحة العربية، لاسيما الوضع الفلسطيني، والانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، والجهود الرامية لوقف تلك الانتهاكات، بجانب الوضع في لبنان وسبل استقراره، والعراق، وغيرها من المناطق العربية.

وفي موقف يعد الأول من نوعه للسعودية تجاه القمة العربية المرتقب عقدها في دمشق، قال وزير الخارجية السعودي «إن المملكة تنظر لهذه القمة بمثابة التلاحم للصف العربي ووحدته».

وأضاف أن السعودية «حريصة كل الحرص على استقرار الأوضاع العربية وتميز العلاقات التي تجمع الدول، وذلك بالسعي الدؤوب عبر جامعة الدول العربية لتقديم الحلول والمقترحات الرامية لتحقيق الاستقرار للأوضاع السياسية والاقتصادية العربية وإبعادها عن النزاعات وبذل الجهود الهادفة إلى تجمّع الأشقاء العرب وإبعادهم عن القطيعة والإسهام بكل ما يمكن أن يحقق وحدة الصف العربي».

وذكر الفيصل أنه من المنتظر ان يتم خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، «إلقاء الضوء على جميع الأمور التي تتعلق بانعقاد قمة القادة العرب، والمملكة تنظر لهذه القمة بمثابة التلاحم للصف العربي ووحدته».

وفي الشأن الداخلي، ذكر الأمير سعود الفيصل أن لائحة لتحسين أوضاع الدبلوماسيين السعوديين، من المنتظر أن ترى النور قريبا، بعد موافقة الملك عبد الله بن عبد العزيز عليها، حيث كان لمجلس الشورى دور بالدفع بهذا الاتجاه عبر إقرار توصية تصب في صالح هذا الأمر.