السعودية: إسرائيل تحاكي «النازية» بانتهاكاتها في غزة.. وواشنطن تعتبرها دفاعا عن النفس

مجلس الأمن يطالب بوقف «العنف» المتبادل.. ومظاهرات عربية ومرشد «الإخوان» يصف موقف الحكومات العربية بـ«صمت القبور»

والدة طفلة فلسطينية قتلت بصاروخ اسرائيلي في قطاع غزة، تبكي خلال تشييع جنازتها (رويترز)
TT

شبهت المملكة العربية السعودية امس، الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة بجرائم الحرب التي ارتكبها النازيون، وناشدت المجتمع الدولي وقف «القتل الجماعي» للفلسطينيين. وفيما خرجت المظاهرات في عدد من المدن العربية، ادان مجلس الامن الدولي «العنف» من الطرفين وطالب باحترام القانون الدولي، ودافعت الادارة الاميركية عن ممارسات اسرائيل، واعتبرتها دفاعا عن النفس، فيما طالب البيت الأبيض أمس بإنهاء العنف المتبادل وطالب بمعاودة المفاوضات بين الجانبين التي اعلنت السلطة الفلسطينية تعليقها. وأعربت السعودية على لسان مصدر مسؤول بثته وكالة الأنباء السعودية أمس، أنها تراقب، وبأقصى درجات القلق، ما يحدث في غزة من قتل للأطفال والنساء والشيوخ، وهدم للمنازل على رؤوس أصحابها، وترويع للآمنين على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية، وما يحدث من حصار، وتجويع للإنسان الفلسطيني، وشددت على إدانتها واستنكارها هذه الأعمال «التي تتنافى مع القانون الدولي والأعراف الإنسانية وتتحدى الشرعية الدولية، وتتعارض مع ما تدعيه إسرائيل من رغبة في السلام». وقال المصدر إن المملكة، التي تدين جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وتهديدات المسؤولين الإسرائيليين بتحويل غزة إلى محرقة، «ترى أن إسرائيل بعملها هذا، إنما تحاكي جرائم الحرب النازية». مبينا أن السعودية تدعو المجتمع الدولي والدول الراعية للسلام واللجنة الرباعية الدولية إلى العمل على كبح الآلة العسكرية الإسرائيلية، ووقفها عن ارتكاب أعمال القتل الجماعي والتدمير بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته، كما تدعو الجهات المعنية بمسيرة السلام في الشرق الأوسط إلى العمل على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة بما يحقق حياة آمنة وكريمة للشعب الفلسطيني. وأكدت المملكة العربية السعودية، أنها مستمرة في دعم نضال الشعب الفلسطيني، من أجل حصوله على حريته وحقوقه الوطنية المشروعة، «وستظل تدفع بكل ما من شأنه توحيد الجبهة الفلسطينية لكسب معركة السلام، والإسهام في بناء كل منزل فلسطيني تدمره النازية الجديدة في إسرائيل».

وتظاهر آلاف الطلاب في عدد من الجامعات المصرية، في القاهرة، والازهر وعين شمس (في القاهرة) والاسكندرية وطنطا (دلتا النيل) واسيوط (صعيد مصر)، كما جرت مظاهرات في الرباط بالمغرب وفي مدن عربية اخرى.

وصف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر محمد مهدي عاكف صمت الحكومات العربية تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على غزة بـ«صمت القبور» وفي واشنطن دافعت الادارة الاميركية عن ممارسات اسرائيل، واعتبرتها دفاعا عن النفس، فيما طالب البيت الابيض أمس، بإنهاء العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة ومعاودة المفاوضات بين الجانبين التي اعلنت السلطة الفلسطينية تعليقها. ودان مجلس الامن الدولي في بيان أمس العنف المتصاعد في قطاع غزة وجنوب اسرائيل، داعيا كل الاطراف على احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي.

وبعد جلسة مشاورات طارئة دعا لها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لبحث الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، تلا السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين رئيس المجلس لهذا الشهر، بيانا قال فيه ان اعضاء المجلس «يؤكدون ضرورة ان توقف كل الاطراف فورا كافة اعمال العنف». واضاف ان مجلس الأمن «يشعر بقلق بالغ بشأن فقدان ارواح المدنيين في جنوب اسرائيل وغزة ويدين تصعيد العنف». من جهته، اطلع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليل السبت الاحد، المجلس على «التصعيد الخطير للعنف في غزة وجنوب اسرائيل وحصيلة فظيعة للقتلى المدنيين». وقال بان انه اجرى اتصالات مع عباس ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للحد من العنف، داعيا كل الاطراف الى «تأكيد التزامها بعملية السلام مجددا». ودان الأمين العام للمنظمة الدولية اطلاق الصواريخ الفلسطينية على جنوب اسرائيل، وقال «ادين الهجمات الصاروخية الفلسطينية، وادعو الى الوقف الفوري لكافة الاعمال الارهابية التي لا تخدم اي هدف، وتعرض حياة المدنيين للخطر وتجلب البؤس للشعب الفلسطيني».

وتسببت تصريحاته في اغضاب العديد من الدبلوماسيين العرب الذي اعترضوا على وصفه الهجمات الصاروخية بـ«الأعمال الارهابية». واكد بان حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه انتقد بشدة «استخدام القوة المفرط وغير المتكافئ، الذي ادى الى مقتل وجرح عدد كبير من المدنيين بينهم اطفال».